على غرار اقتراح بعض المثقفين لوزير الثقافة، الدكتور عماد أبو غازى، باختيار الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة بالترشيح، طالب عدد من الفنانين التشكيليين "أبو غازى" بأن يعتمد على آلية الترشيح فى اختياره لرئيس قطاع الفنون التشكيلية خلفًا للدكتور أشرف رضا، الذى تقدم باستقالته أول أمس.
الفنان عز الدين نجيب قال لـ"اليوم السابع"، أرى أن الآلية التى وافقت عليها الجماعة الثقافية فى اختيار الأمين العام للمجلس الأعلى الثقافية ورؤساء اللجان وغيرها، من خلال فتح باب الترشيح هى الطريقة الأنسب لهذه المرحلة التى نشهدها، وبالتالى فيمكن للوزارة أن تطالب الجامعات والكليات والاتحاد والنقابات المعنية بالفن التشكيلى لتقوم كل منها بترشيح الاسم الذى تتوافق عليه الجماعة الفنية، وكلما زاد عدد الترشيحات للاسم الواحد من جهات مختلفة كلما أصبحت فرصته أفضل للحصول على المنصب.
وأضاف نجيب: وأعتقد أن فى ذلك حلاً أقرب إلى الديمقراطية وفى الوقت نفسه يعفى من اتخاذ الخطوات التفصيلية فى مراحل الانتخاب المباشر، فمثلاً حينما تتلقى الوزارة مجموعة محدودة من الترشيحات ليتم الاختيار من بينها، فهذا أسهل من فتح الباب لاختيار المرشح من خلال عشرات الألوف من الناخبين من أعضاء النقابات والجامعات.
وحول معايير آلية الاختيار التى تتعبها الوزارة، قال نجيب: إنه يجب تجنب أن يكون المرشح له ماضى فى خدمة العهد السابق، مثل الحزب الوطنى أو المسئولين فى النظام، وأن يكون من أبناء الجماعة التشكيلة فلا يهبط عليهم من السماء، وأن يكون ملمًا بكافة المشكلات المتراكمة على الحركة الفنية منذ عقود، ومن الطبيعى على أن يكون حائزًا على أكبر مساحة من العلاقات الودية مع كافة الاتجاهات والقوى الفاعلة فى الحركة التشكيلية.
وطالب نجيب المرشحين للمنصب، بأن يتقدم كل منهم ببرنامج لتصوره حول قيادة العمل التشكيلى، وتعتمد الوزارة فى اختيارها على برامج المرشحين، وأن يكون هناك نوع من الالتزام بتنفيذ هذه البرامج، كما يتم تشكيل هيئة عليا معاونة لرئيس القطاع من بين كبار النقاد والفنانين، لتصبح بمثابة مجلس أعلى للسياسات والمتابعة والمراجعة وما إلى ذلك.
ورأى الفنان محمد عبلة، أنه على وزارة الثقافة فى اختيارها لرؤساء القطاعات وفى سياستها أن تعى جيدًا أن هذه الفترة ليست وقتًا للرفاهية، وأن يكون العمل بإيقاع سريع، وأن يتم بذل جهد أكبر يناسب المرحلة الثورية، لتعمل على المشاركة الشعبية وتوسعها بشكلٍ عام، ومن ناحية خاصة فيجب توسيع الأفق فى قطاع الفن التشكيلى وعدم قصره على "اللوحة والبرواز".
ورأى عبلة، أنه من الممكن للوزارة أن تتصل بعدد من التشكيليين وتسألهم عن مقترحاتهم فى اختيار رئيس القطاع الجديد، وسوف تصل لحل سريع، كخطوة تتماشى أيضًا مع اختيار الرئيس بالترشيح، موضحًا أن الأهم فى ذلك هو أن تكون الوزارة لديها الرغبة الكاملة فى اختيار شخصيات قادرة على التحرك والتفاعل، وأن تكون مهتمة بالفعل، إضافةً إلى أهمية إجابتها حول سؤال المثقفين من إيضاح رؤيتها لهذه المرحلة.
وحول رؤيته فى ترشيح أحد الأسماء لتكون خلفًا للدكتور أشرف رضا، رجح عبلة اختيار الفنان عادل السيوى، ليكون رئيسًا للقطاع، نظرًا لما لديه من رؤية فينة معاصرة وأفكار قادرة على التفاعل وإدراكه حل أزمة التشكيليين حسب رؤيته.
وفى نفس السياق، رأى الفنان صلاح عنانى، أن الحكومة برمتها لا تعتمد على معايير جادة بشكل عام، وأن هذه الفترة رديئة ولا يوجد فيها شىء واضح بالنسبة لوزارة الثقافة، وقال: من الواضح أن هذه سمة الغموض والصراعات الداخلية فى "الثقافة" هى الغالبة عليها، وأرى أنها أسوء فترة فى الوزارة، فكان من المفترض أن يكون هناك نوع من الشفافية والشراكة للجماعة الثقافية فى قرارات الوزارة، وأرى أن الحكومة المشكلة شريك أساسى فى عدم وضوح أى شىء، فـ"إذا كان رب البيت بالدف ضاربٌ فشيمة أهل البيت الرقص".
كما رأى عنانى، أن أزمة التشكيلين هى أنهم معزولين عن الحياة العامة، والبحث عن الجوائز العالمية، والارتباط بالغرب وتقليده، وتنحصر اهتماماتهم فى المشاركة أو التمثيل فى بينالى عالمى، وعدم الاندماج مع واقع الشارع المصرى، وأضاف: "ولهذا فإن اختيار رئيس قطاع جديد لن يفرق فى أى شىء مادام الهيكل نفسه يدار بأفكار تحتاج لثورة كاملة، تعيد تعريف وصياغة كافة مفاهيمه، لأن الوقع هو أن الثقافة لا زالت تعانى من التبعية".
عدد الردود 0
بواسطة:
صافي
العداله