الصحف الأمريكية: مثول "الفرعون" أمام القضاء نقطة فارقة فى تاريخ مصر
الأربعاء، 03 أغسطس 2011 12:31 م
إعداد رباب فتحى
نيويورك تايمز:
محاكمة "الفرعون" نقطة فارقة فى تاريخ مصر
اهتمت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بتناول حيثيات محاكمة الرئيس المصرى السابق، حسنى مبارك بتهم الفساد وقتل المتظاهرين ليكون بذلك أول رئيس مصرى يحاكم فى قفص الاتهام، وقال أنتونى شديد، معد التقرير إن دخول مبارك إلى قفص الاتهام نقطة فارقة فى تاريخ مصر، لاسيما وأنه يشبه ذلك القفص الذى ظهر وراءه قاتل السادات قبل ثلاثين عاما.
ومضى شديد يقول إن الفرعون، خليفة السادات، وبطل الحرب السابق وزعيم أكبر قوى سياسية فى الشرق الأوسط طيلة ثلاثة عقود أطاحت بعرشه مظاهرات عارمة فى فبراير الماضى.
وانقسمت الصفوف المصرية بشأن حضور مبارك إلى المحاكمة، التى انعقدت فى أكاديمية الشرطة التى حملت يوما ما اسمه كمحطة المترو التى تحولت إلى محطة الشهداء، غير أن حضوره مثّل "لحظة حقيقية فى مضمون الثورة"، تلك الثورة التى أثبتت أنها أيسر بكثير من توابعها ومحاولة بناء نظام جديد.
وقوبلت المحاكمة بشىء من الرهبة والترقب والشك والاشتباكات فى بعض الأحيان سواء فى محطات المترو أو المكتبات أو المدارس أو شوارع المدينة التى تعانى تحت حرارة شمس الصيف القاسية، وعاد الانقسام مرة أخرى لينخر بين صفوف المصريين الذين انقسموا بين مؤيد ومعارض وبين مناد بالتعاطف وبين منادى بتحقيق العدل والانتقام.
"من كان يتخيل أن مبارك سيحاكم، حقا من كان يصدق هذا، ومن كان يصدق أن نجليه سيحاكمان، الأمر غريب فعلا"، هكذا قال أحمد عبد الله، البالغ من العمر 30 عاما.
وأضاف شديد فى تقريره بـ"نيويورك تايمز" أن مجرد محاكمة مبارك تعد لحظة تاريخية فى تاريخ العالم العربى بأسره، فهى مشابهة إلى حد كبير بمحاكمة وإعدام صدام حسين، الذى أطاح بحكمه الاحتلال الأمريكى بحجة اتضح فيما بعد أنها زائفة.
ورأى أن ظهور مبارك ووقوفه أمام قاض حقيقة الأمر سيزيد من صعوبة حل مشكلات الثورة المتفاقمة فى سوريا وليبيا واليمن، بينما رأى بعض المسئولين العرب أن إدانة مبارك ستزيد من إحجام القادة الذين يواجهون المظاهرات المطالبة برحيلهم على الرحيل. وأشار إلى أن المحاكمة فى حد ذاتها أكبر دليل على تغير مصر نحو الديمقراطية.
واشنطن بوست
محاكمة مبارك أزالت عنه صفات "الألوهية" التى ارتبطت به طوال ثلاثة عقود
اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن محاكمة الرئيس المصرى السابق، حسنى مبارك دلالة على مدى تغير المشهد السياسى بعد الثورة التى اجتاحت مصر قبل ستة أشهر، وقالت إنها أزالت عن مبارك صفات "الألوهية" التى ارتبطت به طيلة ثلاثة عقود حكم خلالهما البلاد.
ومضت الصحيفة الأمريكية تقول إن القضاة الذين حصولوا على عملهم فى عهد الرئيس السابق، سيشرفون على المحاكمة، وسيعرض المدعى العام، الذى عينه مبارك، التهم الموجهة إليه فى بث حى للمحاكمة، التى يشاهدها ملايين من المصريين، والملايين حول العالم.
ونقلت "واشنطن بوست" عن محمود الحضيرى، قاضى سابق يعرف بانتقاده لمبارك قوله "هذه لحظة تاريخية فى تاريخ الشعب المصرى الذى رأى الرئيس المخلوع خلف قفص الاتهام بعدما اعتاد على رؤيته كرمز إلهى على شاشات التليفزيون على مدار عقود".
وأشارت من ناحية أخرى، الصحيفة الأمريكية إلى تزايد امتعاض الكثير من المصريين حيال المجلس العسكرى، الذى يقوده وزير دفاع الرئيس السابق، محمد حسين طنطاوى، وكيف اعتراهم الشك حيال استمرار المحاكمة أو ظهور مبارك، غير أن المجلس خضع للضغوط العامة وبدا مستعدا لمحاكمته.
وقال وزير الصحة، عمرو حلمى، الأسبوع الماضى إن مبارك قادر بدرجة كافية على تحمل المحاكمة رغم التأكيدات والتقارير الطبية التى تقول إن صحته لا تسمح بتحمل مشقة المحاكمة، غير أن مثول مبارك للمحاكمة أنهى الجدل المثار حول ذلك.
واشنطن تايمز
محاكمة مبارك "فرصة المصريين للانتقام"
تناولت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بدورها محاكمة الرئيس السابق، حسنى مبارك أمام أعين العالم أجمع، ورأت أن ظهوره ومثوله أمام القضاء "فرصة لانتقام المصريين" من مستبد حكم البلاد بقبضة من حديد طوال ثلاثين عاما.
وتساءلت الصحيفة الأمريكية عما إذا كانت هذه المحاكمة ستحقق حقا العدالة الغائبة، فبعض المصريين يخشون أن تستخدم السلطة العسكرية المحاكمة باعتبارها دليلا على التحول الديمقراطى وتحقيق الإصلاحات فى البلاد، فى الوقت الذى يرى فيه النشطاء أن البلاد فى حاجة للمزيد من التغيير الحقيقى.
ونقلت "واشنطن تايمز" عن طارق شلبى، أحد النشطاء الشباب الذين لم يبرحوا ميدان التحرير قوله "أخشى أن يعتبر البعض محاكمة مبارك وإدانته نهاية الثورة، فالبعض سيقول إن الثورة حققت أهدافها، ولكن الحقيقة لا ينبغى أن تكون كذلك".
واعتبرت الصحيفة أن محاكمة مبارك وظهوره على شاشات التليفزيون لحظة "غير مسبوقة" فى تاريخ العالم العربى، فلأول مرة يتم وضع زعيم شرق أوسطى معاصر خلف الأسوار على أيدى شعبه".
وقارنت بين محاكمة مبارك وبين محاكمة الرئيس العراقى الراحل، صدام حسين عام 2006 التى اهتزت لها أرجاء الشرق الأوسط، خاصة أنها كانت من قبل الاحتلال الأمريكى الذى دخل العراق متحججا بأسباب واهية، كما قارنتها بمحاكمة زين العابدين بن على، الرئيس التونسى، الذى كان نظامه أول الأنظمة التى أطاحت بها مظاهرات الربيع العربى، غير أن محاكمة الرئيس المصرى تحمل بين طياتها لمحة تاريخيه لأنه حضر المحاكمة، بينما حكم على بن على غيابيا وهو فى منفاه بالمملكة العربية السعودية.
ورأت "واشنطن تايمز" أن عقد المحاكمة فى "أكاديمية الشرطة" تعد مفارقة إذ كانت تسمى قبل الثورة "أكاديمية مبارك للشرطة"، حيث كان يحظى الرئيس السابق بكل الاحترام والتقدير فى هذا المكان.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نيويورك تايمز:
محاكمة "الفرعون" نقطة فارقة فى تاريخ مصر
اهتمت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بتناول حيثيات محاكمة الرئيس المصرى السابق، حسنى مبارك بتهم الفساد وقتل المتظاهرين ليكون بذلك أول رئيس مصرى يحاكم فى قفص الاتهام، وقال أنتونى شديد، معد التقرير إن دخول مبارك إلى قفص الاتهام نقطة فارقة فى تاريخ مصر، لاسيما وأنه يشبه ذلك القفص الذى ظهر وراءه قاتل السادات قبل ثلاثين عاما.
ومضى شديد يقول إن الفرعون، خليفة السادات، وبطل الحرب السابق وزعيم أكبر قوى سياسية فى الشرق الأوسط طيلة ثلاثة عقود أطاحت بعرشه مظاهرات عارمة فى فبراير الماضى.
وانقسمت الصفوف المصرية بشأن حضور مبارك إلى المحاكمة، التى انعقدت فى أكاديمية الشرطة التى حملت يوما ما اسمه كمحطة المترو التى تحولت إلى محطة الشهداء، غير أن حضوره مثّل "لحظة حقيقية فى مضمون الثورة"، تلك الثورة التى أثبتت أنها أيسر بكثير من توابعها ومحاولة بناء نظام جديد.
وقوبلت المحاكمة بشىء من الرهبة والترقب والشك والاشتباكات فى بعض الأحيان سواء فى محطات المترو أو المكتبات أو المدارس أو شوارع المدينة التى تعانى تحت حرارة شمس الصيف القاسية، وعاد الانقسام مرة أخرى لينخر بين صفوف المصريين الذين انقسموا بين مؤيد ومعارض وبين مناد بالتعاطف وبين منادى بتحقيق العدل والانتقام.
"من كان يتخيل أن مبارك سيحاكم، حقا من كان يصدق هذا، ومن كان يصدق أن نجليه سيحاكمان، الأمر غريب فعلا"، هكذا قال أحمد عبد الله، البالغ من العمر 30 عاما.
وأضاف شديد فى تقريره بـ"نيويورك تايمز" أن مجرد محاكمة مبارك تعد لحظة تاريخية فى تاريخ العالم العربى بأسره، فهى مشابهة إلى حد كبير بمحاكمة وإعدام صدام حسين، الذى أطاح بحكمه الاحتلال الأمريكى بحجة اتضح فيما بعد أنها زائفة.
ورأى أن ظهور مبارك ووقوفه أمام قاض حقيقة الأمر سيزيد من صعوبة حل مشكلات الثورة المتفاقمة فى سوريا وليبيا واليمن، بينما رأى بعض المسئولين العرب أن إدانة مبارك ستزيد من إحجام القادة الذين يواجهون المظاهرات المطالبة برحيلهم على الرحيل. وأشار إلى أن المحاكمة فى حد ذاتها أكبر دليل على تغير مصر نحو الديمقراطية.
واشنطن بوست
محاكمة مبارك أزالت عنه صفات "الألوهية" التى ارتبطت به طوال ثلاثة عقود
اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن محاكمة الرئيس المصرى السابق، حسنى مبارك دلالة على مدى تغير المشهد السياسى بعد الثورة التى اجتاحت مصر قبل ستة أشهر، وقالت إنها أزالت عن مبارك صفات "الألوهية" التى ارتبطت به طيلة ثلاثة عقود حكم خلالهما البلاد.
ومضت الصحيفة الأمريكية تقول إن القضاة الذين حصولوا على عملهم فى عهد الرئيس السابق، سيشرفون على المحاكمة، وسيعرض المدعى العام، الذى عينه مبارك، التهم الموجهة إليه فى بث حى للمحاكمة، التى يشاهدها ملايين من المصريين، والملايين حول العالم.
ونقلت "واشنطن بوست" عن محمود الحضيرى، قاضى سابق يعرف بانتقاده لمبارك قوله "هذه لحظة تاريخية فى تاريخ الشعب المصرى الذى رأى الرئيس المخلوع خلف قفص الاتهام بعدما اعتاد على رؤيته كرمز إلهى على شاشات التليفزيون على مدار عقود".
وأشارت من ناحية أخرى، الصحيفة الأمريكية إلى تزايد امتعاض الكثير من المصريين حيال المجلس العسكرى، الذى يقوده وزير دفاع الرئيس السابق، محمد حسين طنطاوى، وكيف اعتراهم الشك حيال استمرار المحاكمة أو ظهور مبارك، غير أن المجلس خضع للضغوط العامة وبدا مستعدا لمحاكمته.
وقال وزير الصحة، عمرو حلمى، الأسبوع الماضى إن مبارك قادر بدرجة كافية على تحمل المحاكمة رغم التأكيدات والتقارير الطبية التى تقول إن صحته لا تسمح بتحمل مشقة المحاكمة، غير أن مثول مبارك للمحاكمة أنهى الجدل المثار حول ذلك.
واشنطن تايمز
محاكمة مبارك "فرصة المصريين للانتقام"
تناولت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بدورها محاكمة الرئيس السابق، حسنى مبارك أمام أعين العالم أجمع، ورأت أن ظهوره ومثوله أمام القضاء "فرصة لانتقام المصريين" من مستبد حكم البلاد بقبضة من حديد طوال ثلاثين عاما.
وتساءلت الصحيفة الأمريكية عما إذا كانت هذه المحاكمة ستحقق حقا العدالة الغائبة، فبعض المصريين يخشون أن تستخدم السلطة العسكرية المحاكمة باعتبارها دليلا على التحول الديمقراطى وتحقيق الإصلاحات فى البلاد، فى الوقت الذى يرى فيه النشطاء أن البلاد فى حاجة للمزيد من التغيير الحقيقى.
ونقلت "واشنطن تايمز" عن طارق شلبى، أحد النشطاء الشباب الذين لم يبرحوا ميدان التحرير قوله "أخشى أن يعتبر البعض محاكمة مبارك وإدانته نهاية الثورة، فالبعض سيقول إن الثورة حققت أهدافها، ولكن الحقيقة لا ينبغى أن تكون كذلك".
واعتبرت الصحيفة أن محاكمة مبارك وظهوره على شاشات التليفزيون لحظة "غير مسبوقة" فى تاريخ العالم العربى، فلأول مرة يتم وضع زعيم شرق أوسطى معاصر خلف الأسوار على أيدى شعبه".
وقارنت بين محاكمة مبارك وبين محاكمة الرئيس العراقى الراحل، صدام حسين عام 2006 التى اهتزت لها أرجاء الشرق الأوسط، خاصة أنها كانت من قبل الاحتلال الأمريكى الذى دخل العراق متحججا بأسباب واهية، كما قارنتها بمحاكمة زين العابدين بن على، الرئيس التونسى، الذى كان نظامه أول الأنظمة التى أطاحت بها مظاهرات الربيع العربى، غير أن محاكمة الرئيس المصرى تحمل بين طياتها لمحة تاريخيه لأنه حضر المحاكمة، بينما حكم على بن على غيابيا وهو فى منفاه بالمملكة العربية السعودية.
ورأت "واشنطن تايمز" أن عقد المحاكمة فى "أكاديمية الشرطة" تعد مفارقة إذ كانت تسمى قبل الثورة "أكاديمية مبارك للشرطة"، حيث كان يحظى الرئيس السابق بكل الاحترام والتقدير فى هذا المكان.
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Effat
وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ