
عمر الأيوبى
أثبت التوأم حسام وإبراهيم حسن أنهما رجال الشدائد والعزيمة، كما تعودنا منها، يخلصان ويلتزمان ويقدمان وصلات الوفاء لأى مكان يعملان به، فى حالة إنسانية فريدة ونادرة.
التوأم رفض ترك الإسماعيلى وسط أمواج التخبط الإدارى والإفلاس المالى، بعدما تهرب يحيى الكومى من تنفيذ وعوده، وظهرا متماسكين يتحركان فى كل الاتجاهات لإنقاذ سفينة الدراويش التى ثبت عملياً أن كل رجالها لا يحبون إلا أنفسهم، وظهورهم يكون للشو الإعلامى فقط.
الحقيقة أن التوأم ذهب للإسماعيلية بحثاً عن أحلام حصد البطولات وقهر الأهلى التى تسيطر على ذهنهما منذ الرحيل عن قلعة الجزيرة، وكانا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق طموحاتهما فى الزمالك، بعدما قاد القلعة البيضاء، لتصدر الدورى 24 أسبوعا، ولولا الظروف المعاكسة لفاز الأبيض بالدرع، وبعدما حدث الانتقال الدرامى عن ميت عقبة وجد التوأم أن حلمهما لن يتحقق إلا فى الإسماعيلى الذى يمتلك مجموعة لاعبين هى الأفضل فى الملاعب المصرية يؤازرهم وجمهور عظيم مخلص متحمس لفريقه يساندنه فى أى مكان، ورغم الاصطدام بكابوس يحيى الكومى الذى لا أجد مبرراً لقدومه إلى الإسماعيلى إلا وجود صفقة سرية كبيرة.
بعد انكشاف الكومى وانفلات عقد اللاعبين، ورفضهم التدريب بحثا عن مستحقاتهم المالية استمر التوأم، ودافع عن الكيان الإسماعيلاوى رافضا القفز من السفينة، وتصدى بكل حزم لهروب اللاعبين معلنا الاعتماد على الناشئين، مما دفع الجماهير تعلن مساندتهما، وتلتف حولهما فى نفس الوقت حرر جمال إمبابى محافظ الإسماعيلية والدراويش من "سكينة" الكومى الذى تخيل أن فلوسه هى الحل السحرى.
التوأم رجال من "ذهب" هما النموذج الواضح للمصريين الجدعان، نعم هاجمتهما كثيراً عندما بالغا فى شحن الجماهير الزملكاوية ضد الأهلاوية والبورسعيدية، وتسببا فى حالة ارتباك أمنى فى الملاعب، لكن هذا لا يجعلنى أنكر أنهما يقدمان نموذجاً وقدوة تتمنى أى أسرة محترمة مشاهدة أولادهما مثلهما.