الصحف الأمريكية: التدخل فى ليبيا جهد دولى ضد ديكتاتور وحشى وليس مذهبا منفردا لواشنطن.. وإسرائيل تولى اهتماما بالحفاظ على علاقتها مع مصر واتفاقية السلام
الإثنين، 29 أغسطس 2011 01:32 م
إعداد رباب فتحى
نيويورك تايمز..
التدخل فى ليبيا جهد دولى ضد ديكتاتور وحشى وليس مذهبا منفردا لواشنطن
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فى تحليل لها اليوم الاثنين، إنه من السابق لأوانه وصف الحرب فى ليبيا بأنها نجاح كامل بالنسبة للمصالح الأمريكية، غير أن وصول الثوار المنتصرين إلى شواطئ طرابلس الأسبوع الماضى أعطى مستشارى الرئيس الأمريكى باراك أوباما فرصة فى ادعاء النصر لنهج أوباما فى الشرق الأوسط الذى تم انتقاده بشدة مؤخرا بأنه يقود من الوراء.
ونقلت الصحيفة عن مسئولين فى الإدارة الأمريكية قولهم، إنه على الرغم من تدخل حلف شمال الأطلسى فى ليبيا لحماية المدنيين فلا يمكن أن يتدخل بشكل موحد فى مناطق ساخنة أخرى مثل سوريا، كما أن الصراع قد يصبح نموذجا إزاء كيف يمكن للولايات المتحدة أن تملك القوة فى دول أخرى تتعرض فيها مصالحها للخطر.
وأعرب بن رودس، مدير الاتصالات الإستراتيجية فى مجلس الأمن القومى الأمريكى، عن اعتقاده بأن واشنطن غير قادرة على فرض نموذج واحد فى دول أخرى؛ لأن ذلك قد يجلب المتاعب ويمكن أن يقود إلى تدخل فى أماكن ليس من الصواب التدخل فيها.
وأضاف أنه حتى مع ذلك، ساعد التدخل فى ليبيا على إرساء قاعدتين من شأنهما أن يمكنا الولايات المتحدة من استخدام القوة العسكرية لدفع مصالحها الدبلوماسية، رغم أنها لم تشكل تهديدا مباشرا على أمنها القومى.
وذكرت الصحيفة أن أوباما أرسى هذه القواعد فى مارس الماضى عندما ألقى خطابه الوحيد عن الصراع الليبى؛ حيث قال، إن بلاده لديها المسئولية عن إيقاف ما وصفه بمذبحة بشرية تحدث فى مدينة بنغازى الليبية، وأن قاعدة ثانية أرساها هى أن ما يحدث فى ليبيا لا يشكل تهديدا مباشرا على الأمن الأمريكى لكن يجب على الولايات المتحدة أن تتحرك لوقف ما يحدث.
وأضافت أن الولايات المتحدة استخدمت مع ليبيا قوتها من خلال توفير صواريخ كروز وطائرات وقنابل وأجهزتها الاستخباراتية وحتى أفراد عسكريين؛ لكنها فعلت ذلك كجزء من تحالف منظمة حلف شمال الأطلسى بقيادة الفرنسيين والبريطانيين، واختتمت الصحيفة تحليلها بالقول بأن إستراتيجية ليبيا أتت ثمارها إلى حد كبير، حيث ينظر إليها على أنها جهد دولى ضد ديكتاتور وحشى وليس مذهبا منفردا تتبعه الولايات المتحدة.
القذافى اختار لنفسه اسم "الأخ القائد" لكنه لم يكن أخا ولا قائدا
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن العقيد معمر القذافى اختار لنفسه اسم "الأخ القائد"، لكنه لم يكن يوما أخا ولا قائدا طوال فترة حكمه لليبيا التى دامت 42 عاما.
وأشارت الصحيفة - فى تقرير بثته على موقعها الإلكترونى بشبكة الإنترنت - إلى أن القذافى ترك بلاده التى تتمتع بوفرة نفطية فى حالة فوضى، موضحة أن ترك القذافى أملاكه ومزارعه وعقارات عائلته كشف العديد من جوانب حياته التى ظلت غامضة طوال سنوات حكمه، بالإضافة إلى كشف العديد من الأسرار التى أظهرتها وثائق تم العثور عليها داخل باب العزيزية.
وأضافت أنه فى إحدى مزارع القذافى توجد الخيول التى تتجول بين تماثيل من الرخام على أشكال نمور وأسود ودببة وعلى الجانب الآخر تواجد أعداد من حيوان الرنة التى تشرب من بحيرة تلفحها أشعة الشمس.
ولفتت إلى أحد منازل أبناء القذافى وهو الساعدى؛ حيث يشعر من يدخل منزله بوجود علامات الإحباط بين أرجاء المنزل، فهو رجل اتجه إلى الرياضة فترة ثم أصبح جنديا، وبعد ذلك منتجا فى هوليود وحافظ الساعدى على إتقانه اللغة الإنجليزية ليساعده فى كتابة كتاب "نجاح الاستخبارات".
وأوضحت الصحيفة أن القاطنين فى منزل القذافى لم يكونوا بالصورة التى يتصورها الناس كأنهم يعيشون فى بذخ وترف، حيث كانوا يعيشون حياة عادية للغاية، مشيرة إلى أنه كان ينقصهم الأعمدة الفارهة الرخامية التى كانت موجودة لدى الرئيس العراقى الراحل صدام حسين ولم يكن لديهم أعمدة عليها الأحرف الأولى من اسم "الأخ القائد".
وقالت إنه بالرغم من ذلك فإن أوجه التشابه بين بغداد وطرابلس هى البقايا المادية للحاكم، والتى لا تزال تجعل الفجوة كبيرة بين الشعب وحاكمه، مشيرة إلى أن الثوار يعبثون الآن بمخلفات القذافى كما عبث الشعب العراقى بقصور صدام حسين.
واشنطن بوست..
إسرائيل تولى اهتماما بالحفاظ على علاقتها مع مصر واتفاقية السلام
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الأحد أن إسرائيل تولى اهتماما بالغا بالحفاظ على علاقاتها مع مصر وعلى اتفاقية السلام الإسرائيلية - المصرية.
وقالت الصحيفة، إن ثمة إدراكا متناميا فى إسرائيل بأن الحفاظ على علاقات مع مصر ما بعد الثورة لم يعد يعتمد على تنمية العلاقات مع قادتها، بل بتبنى مواقف تكون مقبولة بشكل أكبر بالنسبة للمواطنين المصريين العاديين والقوى السياسية المختلفة الناشئة فى هذا
البلد بعد الإطاحة بالرئيس السابق حسنى مبارك.
وقالت الصحيفة، إن الحادث الذى وقع فى سيناء، والذى أدى إلى تهديد مصر باستدعاء سفيرها لدى إسرائيل كشف بشدة عن مدى التغير فى العلاقة بين البلدين على الساحة السياسية.
ونقلت الصحيفة عن مسئولين إسرائيليين قولهم إنهم ينظرون بعين الاعتبار إلى الصوت الحازم الجديد للرأى العام فى مصر وتأثيره في قيادة البلد.
وقالت: "إن هناك عاملا جديدا الآن يتمثل فى الجماهير التى تقوم بتحديد سرعة ووتيرة التحرك وإملاء التحركات"، حسبما قال بنيامين بن اليعازر، وزير الدفاع السابق، المعروف بعلاقته القديمة مع مبارك وكبار المسئولين المصريين.
وأوضحت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الحسابات الجديدة تعكس الاهتمام البالغ فى إسرائيل بالحفاظ على علاقات مع مصر واتفاقية السلام التى قال وزير الدفاع الإسرائيلى أيهود باراك إنها تكتسب أهمية بالغة وقيمة إستراتيجية كبيرة لتحقيق الاستقرار فى الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة إن مصر- التى تعتبر أكثر دولة عربية لديها كثافة سكانية- تتقاسم حدودا طويلة مع إسرائيل وتعتبر اتفاقية السلام على مدى عقود هى المكون الأساسى للتوازن الإستراتيجى فى المنطقة، ويمكن أن يتحول مع الاضطرابات فى العالم العربى وتوتر علاقات إسرائيل مع تركيا عقب الغارة الإسرائيلية العام الماضى على السفينة التركية مرمرة المتجهة إلى غزة.
ونقلت الصحيفة عن عوديد عيران السفير الإسرائيلى السابق لدى الأردن ومدير معهد دراسات الأمن القومى بجامعة تل أبيب، قوله: "إنه بالنظر إلى وضع الميزانية العامة فى نهاية أغسطس 2011 من الواضح أن ثمة تدهور فى الميزانية"، مضيفا أن تركيا ليست كما كانت عليه فيما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل وكذلك مصر.
وأضافت أنه مع اقتراب الانتخابات المقررة فى فصل الخريف بمصر يمكن أن تمثل المشاعر العامة عاملا مهما فى موقف قيادة مدنية جديدة حيال إسرائيل، ويمكن أن تؤثر أيضا السياسات الإسرائيلية حيال الفلسطينيين، والتى تغضب العديد من المصريين، على المزاج العام فى مصر.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن إيلى بوديه، الخبير فى شئون مصر وعلاقاتها مع إسرائيل بالجامعة العبرية فى القدس، قوله إن مصالح البلدين ما زالت هى ذاتها، مشيرا إلى أن اتفاقية السلام لها قيمة إستراتيجية واقتصادية بالنسبة للجانبين على حد سواء وتدعمها معونة سخية لمصر من واشنطن، وهى حافز قوى لها للحفاظ على الاتفاقية.
إلا أنه أوضح أن التغيرات فى المنطقة تدفع إسرائيل إلى طرح مبادرة سلام جوهرية لحل الصراع مع الفلسطينيين الذى أثار مشاعر مناهضة لإسرائيل فى مصر والدول العربية الأخرى.
وقال "إذا أردنا تخفيف الانتقاد إلى حد ما فى العالم العربى، وخاصة مصر يتعين علينا انتهاج سياسة مختلفة وفى بعض الأحيان لا نتفهم عمق التزامهم حيال القضية الفلسطينية".
واختتمت الصحيفة تقريرها بنقلها عن بن اليعاز قوله إنه مع افتراض الواقع الجديد فى مصر يتعين على إسرائيل تغيير أسلوبها وتبديد خلافاتها مع جارتها، رغم القلق البالغ بشأن الأمن على طول الحدود المشتركة، مضيفا "يتعين علينا بذل ما فى وسعنا للحفاظ على علاقات طبيعية مع المصريين بقدر الإمكان، واصفا مصر بأنها "قوة عربية عظمى"، وأن لا أحد يعرف ما ستكون عليه الحكومة القادمة فى مصر ويتعين بقدر الإمكان الحفاظ على الأعمال معها كما هو معتاد.
الديكتاتوريون يحولون بلادهم إلى جحيم.. والعالم أفضل بدونهم
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه أصبح من السهل الآن التخلص من الأنظمة الديكتاتورية فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيرة إلى أنه من الصعب فى الوقت الراهن الوقوف أمام رياح التغيير وخاصة فى الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه يوجد جيش من المراقبين والخبراء الغربيين الذين لديهم الاستعداد الوجود داخل البلاد التى تحكمها الأنظمة الديكتاتورية ورصد العديد من حالات انتهاكات حقوق الإنسان.
وقالت "إنه كان من المستحيل أن يصدق أحد رحيل بعض الديكتاتوريين فى العالم العربى، ومن بينهم الرئيس السابق حسنى مبارك والرئيس المخلوع زين العابدين بن على وكذلك الرئيس اليمنى على عبد الله صالح، بالإضافة إلى الرئيس السورى بشار الأسد الذى يصارع فى الوقت الراهن للبقاء فى السلطة".
ولفتت إلى أن هؤلاء الحكام حولوا بسبب أنظمتهم الديكتاتورية بلادهم إلى جحيم، مما أشعل العديد من الثورات وساعد على نجاحها، فيلاحظ المراقبون أن الثورات التى تشهدها المنطقة العربية حاليا تشترك فى سمات يأتى فى مقدمتها الفقر بدءا بتونس ثم مصر واليمن وليبيا وسوريا.
وتشمل هذه الأسباب كما رصدها عدد من وسائل الإعلام العالمية الفقر وتدهور مستويات المعيشة وممارسة القمع وانتهاك حقوق الإنسان والحريات الأساسية للفرد، وتضييق الخناق على حرية التعبير والصحافة، فضلا عن الفساد المالى والإدارى.
وقالت الصحيفة، إنه بالنسبة للثورة المصرية، يلاحظ أن الفقر وتراجع مستويات المعيشة برز كأحد أهم أسباب اندلاع الثورة، بالإضافة إلى الأساليب القمعية التى انتهجها نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك وكذلك تضييق الخناق على الأصوات المطالبة بالتغيير وتزوير إرادة الشعب المصرى من خلال تزييف نتائج انتخابات مجلس الشعب العام الماضي، بحيث خرجت العملية بفوز ساحق للحزب الوطنى الحاكم فى ذلك الوقت وخروج الأحزاب الأخرى منها بدون تمثيل على الإطلاق أو بتمثيل ضعيف لا يعكس شعبيتها فى الشارع المصرى.
وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فى تحليلها إلى أن الثورة التونسية أشعلتها مجرد شرارة شاب يائس، وهو الشاب الجامعى التونسى بائع الخضراوات محمد بوعزيزى الذى أضرم النار فى نفسه والذى علقت صورته فى مخيلة المواطنين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نيويورك تايمز..
التدخل فى ليبيا جهد دولى ضد ديكتاتور وحشى وليس مذهبا منفردا لواشنطن
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فى تحليل لها اليوم الاثنين، إنه من السابق لأوانه وصف الحرب فى ليبيا بأنها نجاح كامل بالنسبة للمصالح الأمريكية، غير أن وصول الثوار المنتصرين إلى شواطئ طرابلس الأسبوع الماضى أعطى مستشارى الرئيس الأمريكى باراك أوباما فرصة فى ادعاء النصر لنهج أوباما فى الشرق الأوسط الذى تم انتقاده بشدة مؤخرا بأنه يقود من الوراء.
ونقلت الصحيفة عن مسئولين فى الإدارة الأمريكية قولهم، إنه على الرغم من تدخل حلف شمال الأطلسى فى ليبيا لحماية المدنيين فلا يمكن أن يتدخل بشكل موحد فى مناطق ساخنة أخرى مثل سوريا، كما أن الصراع قد يصبح نموذجا إزاء كيف يمكن للولايات المتحدة أن تملك القوة فى دول أخرى تتعرض فيها مصالحها للخطر.
وأعرب بن رودس، مدير الاتصالات الإستراتيجية فى مجلس الأمن القومى الأمريكى، عن اعتقاده بأن واشنطن غير قادرة على فرض نموذج واحد فى دول أخرى؛ لأن ذلك قد يجلب المتاعب ويمكن أن يقود إلى تدخل فى أماكن ليس من الصواب التدخل فيها.
وأضاف أنه حتى مع ذلك، ساعد التدخل فى ليبيا على إرساء قاعدتين من شأنهما أن يمكنا الولايات المتحدة من استخدام القوة العسكرية لدفع مصالحها الدبلوماسية، رغم أنها لم تشكل تهديدا مباشرا على أمنها القومى.
وذكرت الصحيفة أن أوباما أرسى هذه القواعد فى مارس الماضى عندما ألقى خطابه الوحيد عن الصراع الليبى؛ حيث قال، إن بلاده لديها المسئولية عن إيقاف ما وصفه بمذبحة بشرية تحدث فى مدينة بنغازى الليبية، وأن قاعدة ثانية أرساها هى أن ما يحدث فى ليبيا لا يشكل تهديدا مباشرا على الأمن الأمريكى لكن يجب على الولايات المتحدة أن تتحرك لوقف ما يحدث.
وأضافت أن الولايات المتحدة استخدمت مع ليبيا قوتها من خلال توفير صواريخ كروز وطائرات وقنابل وأجهزتها الاستخباراتية وحتى أفراد عسكريين؛ لكنها فعلت ذلك كجزء من تحالف منظمة حلف شمال الأطلسى بقيادة الفرنسيين والبريطانيين، واختتمت الصحيفة تحليلها بالقول بأن إستراتيجية ليبيا أتت ثمارها إلى حد كبير، حيث ينظر إليها على أنها جهد دولى ضد ديكتاتور وحشى وليس مذهبا منفردا تتبعه الولايات المتحدة.
القذافى اختار لنفسه اسم "الأخ القائد" لكنه لم يكن أخا ولا قائدا
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن العقيد معمر القذافى اختار لنفسه اسم "الأخ القائد"، لكنه لم يكن يوما أخا ولا قائدا طوال فترة حكمه لليبيا التى دامت 42 عاما.
وأشارت الصحيفة - فى تقرير بثته على موقعها الإلكترونى بشبكة الإنترنت - إلى أن القذافى ترك بلاده التى تتمتع بوفرة نفطية فى حالة فوضى، موضحة أن ترك القذافى أملاكه ومزارعه وعقارات عائلته كشف العديد من جوانب حياته التى ظلت غامضة طوال سنوات حكمه، بالإضافة إلى كشف العديد من الأسرار التى أظهرتها وثائق تم العثور عليها داخل باب العزيزية.
وأضافت أنه فى إحدى مزارع القذافى توجد الخيول التى تتجول بين تماثيل من الرخام على أشكال نمور وأسود ودببة وعلى الجانب الآخر تواجد أعداد من حيوان الرنة التى تشرب من بحيرة تلفحها أشعة الشمس.
ولفتت إلى أحد منازل أبناء القذافى وهو الساعدى؛ حيث يشعر من يدخل منزله بوجود علامات الإحباط بين أرجاء المنزل، فهو رجل اتجه إلى الرياضة فترة ثم أصبح جنديا، وبعد ذلك منتجا فى هوليود وحافظ الساعدى على إتقانه اللغة الإنجليزية ليساعده فى كتابة كتاب "نجاح الاستخبارات".
وأوضحت الصحيفة أن القاطنين فى منزل القذافى لم يكونوا بالصورة التى يتصورها الناس كأنهم يعيشون فى بذخ وترف، حيث كانوا يعيشون حياة عادية للغاية، مشيرة إلى أنه كان ينقصهم الأعمدة الفارهة الرخامية التى كانت موجودة لدى الرئيس العراقى الراحل صدام حسين ولم يكن لديهم أعمدة عليها الأحرف الأولى من اسم "الأخ القائد".
وقالت إنه بالرغم من ذلك فإن أوجه التشابه بين بغداد وطرابلس هى البقايا المادية للحاكم، والتى لا تزال تجعل الفجوة كبيرة بين الشعب وحاكمه، مشيرة إلى أن الثوار يعبثون الآن بمخلفات القذافى كما عبث الشعب العراقى بقصور صدام حسين.
واشنطن بوست..
إسرائيل تولى اهتماما بالحفاظ على علاقتها مع مصر واتفاقية السلام
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الأحد أن إسرائيل تولى اهتماما بالغا بالحفاظ على علاقاتها مع مصر وعلى اتفاقية السلام الإسرائيلية - المصرية.
وقالت الصحيفة، إن ثمة إدراكا متناميا فى إسرائيل بأن الحفاظ على علاقات مع مصر ما بعد الثورة لم يعد يعتمد على تنمية العلاقات مع قادتها، بل بتبنى مواقف تكون مقبولة بشكل أكبر بالنسبة للمواطنين المصريين العاديين والقوى السياسية المختلفة الناشئة فى هذا
البلد بعد الإطاحة بالرئيس السابق حسنى مبارك.
وقالت الصحيفة، إن الحادث الذى وقع فى سيناء، والذى أدى إلى تهديد مصر باستدعاء سفيرها لدى إسرائيل كشف بشدة عن مدى التغير فى العلاقة بين البلدين على الساحة السياسية.
ونقلت الصحيفة عن مسئولين إسرائيليين قولهم إنهم ينظرون بعين الاعتبار إلى الصوت الحازم الجديد للرأى العام فى مصر وتأثيره في قيادة البلد.
وقالت: "إن هناك عاملا جديدا الآن يتمثل فى الجماهير التى تقوم بتحديد سرعة ووتيرة التحرك وإملاء التحركات"، حسبما قال بنيامين بن اليعازر، وزير الدفاع السابق، المعروف بعلاقته القديمة مع مبارك وكبار المسئولين المصريين.
وأوضحت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الحسابات الجديدة تعكس الاهتمام البالغ فى إسرائيل بالحفاظ على علاقات مع مصر واتفاقية السلام التى قال وزير الدفاع الإسرائيلى أيهود باراك إنها تكتسب أهمية بالغة وقيمة إستراتيجية كبيرة لتحقيق الاستقرار فى الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة إن مصر- التى تعتبر أكثر دولة عربية لديها كثافة سكانية- تتقاسم حدودا طويلة مع إسرائيل وتعتبر اتفاقية السلام على مدى عقود هى المكون الأساسى للتوازن الإستراتيجى فى المنطقة، ويمكن أن يتحول مع الاضطرابات فى العالم العربى وتوتر علاقات إسرائيل مع تركيا عقب الغارة الإسرائيلية العام الماضى على السفينة التركية مرمرة المتجهة إلى غزة.
ونقلت الصحيفة عن عوديد عيران السفير الإسرائيلى السابق لدى الأردن ومدير معهد دراسات الأمن القومى بجامعة تل أبيب، قوله: "إنه بالنظر إلى وضع الميزانية العامة فى نهاية أغسطس 2011 من الواضح أن ثمة تدهور فى الميزانية"، مضيفا أن تركيا ليست كما كانت عليه فيما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل وكذلك مصر.
وأضافت أنه مع اقتراب الانتخابات المقررة فى فصل الخريف بمصر يمكن أن تمثل المشاعر العامة عاملا مهما فى موقف قيادة مدنية جديدة حيال إسرائيل، ويمكن أن تؤثر أيضا السياسات الإسرائيلية حيال الفلسطينيين، والتى تغضب العديد من المصريين، على المزاج العام فى مصر.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن إيلى بوديه، الخبير فى شئون مصر وعلاقاتها مع إسرائيل بالجامعة العبرية فى القدس، قوله إن مصالح البلدين ما زالت هى ذاتها، مشيرا إلى أن اتفاقية السلام لها قيمة إستراتيجية واقتصادية بالنسبة للجانبين على حد سواء وتدعمها معونة سخية لمصر من واشنطن، وهى حافز قوى لها للحفاظ على الاتفاقية.
إلا أنه أوضح أن التغيرات فى المنطقة تدفع إسرائيل إلى طرح مبادرة سلام جوهرية لحل الصراع مع الفلسطينيين الذى أثار مشاعر مناهضة لإسرائيل فى مصر والدول العربية الأخرى.
وقال "إذا أردنا تخفيف الانتقاد إلى حد ما فى العالم العربى، وخاصة مصر يتعين علينا انتهاج سياسة مختلفة وفى بعض الأحيان لا نتفهم عمق التزامهم حيال القضية الفلسطينية".
واختتمت الصحيفة تقريرها بنقلها عن بن اليعاز قوله إنه مع افتراض الواقع الجديد فى مصر يتعين على إسرائيل تغيير أسلوبها وتبديد خلافاتها مع جارتها، رغم القلق البالغ بشأن الأمن على طول الحدود المشتركة، مضيفا "يتعين علينا بذل ما فى وسعنا للحفاظ على علاقات طبيعية مع المصريين بقدر الإمكان، واصفا مصر بأنها "قوة عربية عظمى"، وأن لا أحد يعرف ما ستكون عليه الحكومة القادمة فى مصر ويتعين بقدر الإمكان الحفاظ على الأعمال معها كما هو معتاد.
الديكتاتوريون يحولون بلادهم إلى جحيم.. والعالم أفضل بدونهم
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه أصبح من السهل الآن التخلص من الأنظمة الديكتاتورية فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيرة إلى أنه من الصعب فى الوقت الراهن الوقوف أمام رياح التغيير وخاصة فى الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه يوجد جيش من المراقبين والخبراء الغربيين الذين لديهم الاستعداد الوجود داخل البلاد التى تحكمها الأنظمة الديكتاتورية ورصد العديد من حالات انتهاكات حقوق الإنسان.
وقالت "إنه كان من المستحيل أن يصدق أحد رحيل بعض الديكتاتوريين فى العالم العربى، ومن بينهم الرئيس السابق حسنى مبارك والرئيس المخلوع زين العابدين بن على وكذلك الرئيس اليمنى على عبد الله صالح، بالإضافة إلى الرئيس السورى بشار الأسد الذى يصارع فى الوقت الراهن للبقاء فى السلطة".
ولفتت إلى أن هؤلاء الحكام حولوا بسبب أنظمتهم الديكتاتورية بلادهم إلى جحيم، مما أشعل العديد من الثورات وساعد على نجاحها، فيلاحظ المراقبون أن الثورات التى تشهدها المنطقة العربية حاليا تشترك فى سمات يأتى فى مقدمتها الفقر بدءا بتونس ثم مصر واليمن وليبيا وسوريا.
وتشمل هذه الأسباب كما رصدها عدد من وسائل الإعلام العالمية الفقر وتدهور مستويات المعيشة وممارسة القمع وانتهاك حقوق الإنسان والحريات الأساسية للفرد، وتضييق الخناق على حرية التعبير والصحافة، فضلا عن الفساد المالى والإدارى.
وقالت الصحيفة، إنه بالنسبة للثورة المصرية، يلاحظ أن الفقر وتراجع مستويات المعيشة برز كأحد أهم أسباب اندلاع الثورة، بالإضافة إلى الأساليب القمعية التى انتهجها نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك وكذلك تضييق الخناق على الأصوات المطالبة بالتغيير وتزوير إرادة الشعب المصرى من خلال تزييف نتائج انتخابات مجلس الشعب العام الماضي، بحيث خرجت العملية بفوز ساحق للحزب الوطنى الحاكم فى ذلك الوقت وخروج الأحزاب الأخرى منها بدون تمثيل على الإطلاق أو بتمثيل ضعيف لا يعكس شعبيتها فى الشارع المصرى.
وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فى تحليلها إلى أن الثورة التونسية أشعلتها مجرد شرارة شاب يائس، وهو الشاب الجامعى التونسى بائع الخضراوات محمد بوعزيزى الذى أضرم النار فى نفسه والذى علقت صورته فى مخيلة المواطنين.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة