أراك الآن واجما من وقع المفاجأة
كم كنت أعلم أنك ظننتهم رحلوا, ولن يعودوا أبدا
ولك العذر.. كل العذر, فصورة ماضيهم القريب ما زالت ماثلة فى الأذهان.
ملابسهم: تحمل كل صور النشاز, لا أذكر منها إلا صورة البنطلون الساقط ليظهر فى الخلفية بعضا أو جزءا أو كل من السروال الداخلى, أو كما يحلو للبعض تسميته "البوكسر".
أكلاتهم: خليط متنوع من ألوان متعددة لا يربط بينها إلا رباط من بعض السوائل اللزجة, ما أنزل الله بها من سلطان, يطلقون عليها أسماء مستجدة لم نسمع بها إلا من قريب.. الكاتشاب.. المايونيز.. المسطردة.
لغتهم: استخدام مفرط لمفردات لغوية جديدة لا تضفى شيئا, ولا يفهمها أحد عداهم, طحن, روش, فاكس, نكروز، فاشخ, فاشح, فاحش, أى كلام فى أى حاجة, حتى الحروف الأبجدية لم تسلم من التعوير أو التحوير, اخترعوا حروفا خاصة بهم, رقم "7" حل محل حرف "ح", ورقم "3" حل محل حرف "ع", ورقم "2" حل محل حرف "ق", وهكذا حتى قاربوا على ذبح أو نحر لغتنا الجميلة.
اكسسواراتهم: شخاليل, شخابيط، تاتوهات، باندانات، أى حاجة غريبة والسلام.
اهتماماتهم: موبيلات، عربيات، اكسسوارات ، ماتشات، كافيهات, بنوتات, وكمان سواحل شماليات.
ثقافتهم: عباقرة فى عالم الموبيل والبلاى استيشن, جهابذه فى دنيا الرياضة, موسوعه فى بحر السيارات, ولكنها على النقيض محدودة فى دنيا العلم والعلماء (رغم الفيض الهادر من مجاميع 90% فأعلى), وضحلة فى دنيا السياسة والسياسيين.
الغريب فى الأمر أن هذا النمط الذى يبدو كأنه قد انقطع منه الرجاء, وزال عنه الأمل, يتحول بين ليله وضحاها إلى مارد مخيف, يذكرنى بـ "نبيل فوزى"، ذلك الشاب المهذب المسالم الذى يتحول فى لحظه ما إلى "سوبرمان", ذلك الخارق المستعد دوما لتلبيه النداء, أو يذكرنى بمسلسلات "الرجل الأخضر", الذى يتحول عند استفزازه إلى مارد, يقيم الدنيا ولا يقعدها.
ولا أجد تفسيرا عن ملابسات ذلك التحول سوى أنهم اتفقوا فى لحظة على أن يتحولوا, فتحولوا, تحولوا إلى "تسونامى" لا يبقى ولا يذر, يزلزل العرش من تحت أقدام "إلهنا هبل العظيم", ويسحق أطرافه وأذنابه فى لحظة فارقة من الزمن, ويقدم للعالم نماذج, قل أن يجود الزمان بمثلها.
ذلك الشاب المتحول – الذى أجهل اسمه لسوء الحظ – الذى وقف متحديا لا يتحرك قيد أنمله أمام عربة الأمن المركزي المندفعة, وأجبرها على التراجع رغم كونه أعزل, فى مشهد أثار إعجاب العالم أجمع.
ثم ذلك البطل المتحول "أحمد الشحات" أو "سبايدر مان المصرى" الذى أبهرنا وأسعدنا فى اليومين الماضيين, فقد استطاع أن يتسلق بناية ارتفاعها واحد وعشرون طابقا – تقبع فى أعلاها السفارة الإسرائيلية – ليتمكن من إنزال العلم الإسرائيلى ورفع العلم المصرى مكانه وسط تهليل وتكبير الآلاف المتجمعين أسفل البناية.
يا شباب مصر, يا أملها وعمادها, يا ذخيرتها وقت محنها، يكفيكم فخرا أنكم حركتم الماء الراكد, وأنطقتم الألسن الخرساء, ويكفيكم فخرا أن يكون من بينكم "أحمد وجرجس وهريدى والشحات و... "الذين أبوا إلا أن يرسموا مستقبلا باهرا لأولادهم, وأبوا إلا أن يرسموا حاضرا كريما لآبائهم.
أحمد الشحات
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
god
مقال جميل جدا تسلم ايدك فى وقت الجد رجاله
عدد الردود 0
بواسطة:
صلاح يحيي
الموافقة اكثر من واجبة
عدد الردود 0
بواسطة:
صلاح يحيي
الموافقة اكثر من واجبة
عدد الردود 0
بواسطة:
sharkmaark
مقال جميل
عدد الردود 0
بواسطة:
ممدوح السلاموني
هما دول شباب القهاوي والكافيهات
عدد الردود 0
بواسطة:
أيمن جمال مشيمش
لا تعليق
عدد الردود 0
بواسطة:
الهام يونان
الثوره لا تولد من فراغ
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد النجار
مقال جميل
انا دمعت في اخر المقال شكرا علي المقال
عدد الردود 0
بواسطة:
ناهد
مقال جميل
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عادل
البطل الهمام