عجيب أمر حكام مصر، دوما المسامحة تجرى فى عروقهم مجرى الجبن، يقتل أبناؤنا ويعتدى الكيان الصهيونى البغيض، ويدنس الأرض بصلف وتوجس، فلا يجد غير شجب واستنكار، فلا نحن تغيرنا ولا سادتنا الكرام أصحاب الدبلوماسية العرجاء المتعقلة وضبط النفس الطويل حركوا ساكنا، فى العهد البائد كنا نقول إنهم عملاء، وإنهم سلموا أنفسهم بالكلية للغرب وأمريكا فباتوا يأتمرون بأوامرهم التى تصب فى مصلحة الكيان الصهيونى، أما اليوم فيصيبنا العجب وتلجمنا الدهشة حين نرى حكومة أتى الشعب برئيسها تقف صامتة وتعجز حتى عن اتخاذ شكل اعتراض شكلى بطرد السفير الإسرائيلى ردا على قتل أبنائنا ،وقادة جيش مصر العظيم أبطال حرب أكتوبر يقفون بصمت مريب أمام ما حدث رغم أنهم أصحاب القول الفصل فى هذا الظرف الدقيق الذى تمر به مصر، وكأن التحية التى قدمها اللواء الفنجرى لشهداء الثورة ما كانت، وحديث رئيس الوزراء عن دماء الشهداء محض حلم، كبحت جماح قلمى مرات وأنا أحاول أن أتوخى الحرص فى ألا أسىء لأحد وأقل ربما هم يعلمون أكثر مما نعلم نحن أبناء الشعب البسطاء، وكما يقول المثل الشعبى اللى أيده فى المية.... لكن ما نعلمه جميعا أن الكيان الصهيونى البغيض دأب على الاعتداء، وهو يعلم جيدا ردة الفعل (شجب واستنكار.. إلخ) وماله فليشجب من يشجب أهو كلام وقد تعود العرب على هذا من زمن!!، ونحن نقف مكتوفى الأيدى، سليمان خاطر ومن قبله ومن بعده كثر ونحن نصمت ونقبل الضيم، ونبتسم ونحن نتقبل اعتذاراتهم الجوفاء، مع علمنا المسبق بسوء نيتهم وأنهم سيعاودون الكرة، هل يستطيع أحد من سادتنا وحكامنا الأفاضل أن يفسر لنا سبب الصمت والتغاضى، هل يستطيع أحد أن يقول لنا لما لم يتم طرد السفير ليتعلموا درسا ويعرفوا أن مصر تغيرت، وأنها لن تصمت بعد اليوم، حتى ولو أدى هذا إلى قطع العلاقات بالكلية؟ ويا ليت هذا يحدث حتى يكفينا الله شر جار السوء هذا، هل حكامنا مصريون مثلنا؟، وهل لديهم هذا الحس الوطنى والوجع الذى نستشعره حين تدنس الأرض ويقتل الولد؟ أم ترانا نبالغ ونغالي وأننا نحمل الأمور أكثر مما تحتمل كما يحلوا لهم أن يوهمونا بهذا.
أعلم أن طرد السفير لن يرجع الشهداء، ولن يجبر خاطر ذويهم؛ لكنه بالتأكيد سيشفى غليلهم وسيعلم العدو أننا ما عدنا كالسابق وأننا اليوم نسحب سفير أو نطرد سفير وغدا سنرد الصاع صاعين، وسنأخذ حقنا بأيدينا ما دام احتكم لشريعة الغاب وأصبح يتيه بقوته ويعيث فى الأرض فسادا وإفسادا ما دام تمتع برقة صمتنا وجمال تهذيبنا وقبولنا الدائم لأسفة الأجوف، وأكثر ما يوغر الصدر تلك التصريحات التى يتشدق بها مهندسو اتفاقية كامب ديفيد عن مصالحنا فى استمرار تلك المعاهدة، يا سادة نحن فى غنى عن أى مصلحة تأتى من وراء هذا العدو الخسيس، نحن كشعب قادرون على حماية أنفسنا ونفع أنفسنا، فقط اتركوا لنا إدارة شئوننا بأنفسنا، وكفى مهادنة ومهانة، أمر طرد السفير أو سحب السفير على بساطته إلا أنه يحمل من المعانى الكثير، وقد فعلها الرئيس الفنزويلى الحر تشافيز وهو آخر الأحرار في نظرى فى زمننا الذى يذكرنا بعصر كان فيه للحرية رايات ترفرف، لقد أعطى تشافيز درسا للجميع وأولهم حكامنا الأفاضل بمصر، وهو لم يقصدهم بقدر ما قصد أن يصرخ فى أبناء مصر غضبا وهو يرانا لا نحرك ساكنا وكأن الشهداء ليسوا من بنى جلدتنا، ولربما أراد أن يستصرخ نخوة النساء فى مصر بعدما رأى رجالها بلا نخوة.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل صادق
لخصت فأوجزت
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد حفناوى
والله انك قولت وعبرت عن الجواى
عدد الردود 0
بواسطة:
sphinx
واه يامصراه