هل الحرب القادمة هى حرب إبادة؟

أراقب منذ اللحظة الأولى، عام 2011، ويظهر للكافة، أنه عام غير عادى على الإطلاق، تم تفجير كنيسة القديسين مع أول نصف ساعة، مع حلول العام الجديد، ثم كانت جريمة قطار سمالوط التى قتل فيها أمين شرطة، عدد من المسحيين، بشكل عشوائى، ثم كانت إنتفاضة 25 يناير (الثورة تغير نظام، ولكن مصر حُكمت من قبل عسكريين من إنقلاب يوليو 1952، ثم تخلى رأس النظام عن موقعه، وحل محله عسكريين أيضاً، وبالتالى، لم تتحول إلى ثورة بعد)!.

وقد انتقلت الانتفاضة إلى أقطار مجاورة، فتحولت فى بعضها إلى ثورة، وظلت إنتفاضة فى بعضها الآخر، الغريب أن الشكل العام للحدث، متشابه إلى حد "مريب". ثم كانت الأحداث الدولية، سواء بأعمال الشغب فى لندن، وأخيراً إحراق السيارات فى برلين، عاصمة ألمانيا، وهناك أخبار عن "يوم الغضب" من أجل الاستيلاء على شارع المال الأشهر بنيويورك، بالولايات المتحدة، يوم 17 سبتمبر القادم!!

هل كل تلك الأحداث طبيعية أم من فعل قوة خفية، تتعمد إحداثها؟ ربما كانت كلماتى مصورة لنظرية المؤامرة بشكل ما، ولكن لا يُمكن بحال من الأحوال، أن يكون كل هذا، محض صدفة! إن الكثيرين يكتبون فى الخارج عن بدء "حروب أهلية" بفعل ثورات على الحكام، فى منطقتنا!

كتبوا منذ العام الماضى عنها، ولم نُتابع تلك الأمور، لأننا كُنا بعيدين كل البُعد عن مثل هذا التصور! هل نعتقد أن مع الإنقسامات العميقة، فى مختلف الدول العربية، سيتركنا الأخرون ننعم بإعادة توزيع ثروات بلادنا، دون اختلاق الفتن بيننا، ويتركونا نبنى ديمقراطيات تطور بلادنا؟!

لقد بنى شخصاً تمثالاً فى يونيو 1979، فى مقاطعة إلبرت، بولاية جورجيا الأمريكية، وسمى هذا التمثال، "صخور جورجيا الإرشادية Georgia Guidestones"، والتمثال يبدو على شكل أربعة ألواح، مكتوب على كل ناحية منها، مما يعنى ثمان رسايل، متشابهة، كُتبت باللغات التالية: الإنجليزية، الإسبانية، السواحيلى، الهندى، العبرى، العربي، الصينى والروسى. وكُتب 10 مبادئ مُستقبلية على تلك الصخور، هى كالتالى:
1- الحفاظ على التعداد الإنسانى بمعدل أقل من 500.000.000 )خمسمائة مليون) نسمة، بموجب ميزان دائم مع الطبيعة.
2- ترشيد الإنجاب بحكمة – بحيث يتم تحسين اللياقة البدنية والتنوع.
3- توحيد الإنسانية بلغة حية جديدة.
4- إحكام العاطفة – الإيمان – التقاليد – وكل الأشياء، بعقلانية معقولة.
5- حماية البشر والأمم بقوانين منصفة ومحاكم عادلة.
6- السماح لكل الأمم أن تحكم نفسها داخلياً، وأن تسوى نزاعاتها الخارجية، فى محكمة دولية.
7- تجنب القوانين ضيقة الأُفق والمسئولين عديمى الفائدة.
8- الموازنة بين الحقوق الشخصية والواجبات الاجتماعية.
9- مُكافئة قول الحق – الجمال – الحب – السعى للانسجام بطريقة لا نهائية.
10- لا تكن سرطاناً على الأرض – أترك مجالاً للطبيعة – أترك مجالاً للطبيعة.
إن تلك المبادئ، لهى قمة فى "العنصرية" فى بدايتها، حيث أن سكان الأرض الآن، حوالى 7 مليارات من البشر، وكون المبادئ تقول بتحويلهم إلى 500.000.000 )خمسمائة مليون)، فإن هذا يتطلب حرب إبادة من العيار الذى يفوق الثقيل!! كما أن تحديد نوعية البشر ووصفهم بحسنى اللياقة البدنية والتنور، يعنى تطبيق نظريات هتلر، حول الجنس الآرى، وصعود جنس فوق جنس!!
إن ما جاء فى تلك المبادئ، يتردد اليوم فى الكثير من الدوائر البحثية، بالاستهجان، رغم القول، بأن "حكومة العالم" وهدفها من إقامة "النظام العالمى الجديد"، يقوم على تلك الفرضيات، التى يقولون أنها ستتم فى الفترة ما بين 11 نوفمبر 2011 و21 ديسمبر 2012)!

إنه حديث مُرعب بالتأكيد، ويراه الكثيرين غير معقول، ولكن، ما هو المعقول الذى حدث فى هذا العام؟ إشتراك الأحداث العربية فى وتيرة واحدة، (دون إبداع فى الفعل)، من البداية، لم يكن معقولاً! حدوث الشغب فى لندن، لم يكن معقولاً! ما يقولون بحدوثه فى الولايات المتحدة قريباً، ليس بمعقول، .. وما يقال عن الحرب العالمية الثالثة فى التكوين الآن، ليس معقولاً!!
علينا أن نقرأ فى الأيام والأسابيع القادمة، ما يُحاك فى العالم، لنعرف ما هو المعقول حدوثه قريباً، لأن السؤال يظل: هل الحرب القادمة هى حرب إبادة؟
ومصر أولاً