خالد عبيد حسين يكتب:التيارات الإسلامية والمبادئ الحاكمة

السبت، 27 أغسطس 2011 02:19 م
خالد عبيد حسين يكتب:التيارات الإسلامية والمبادئ الحاكمة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
معنى المبادئ الحاكمة هو وجود مبادئ وقواعد يسترشد بها واضعو الدستور قبل وأثناء وضعه لا يحيدون عنها ولا ينحرفون.

ولقد نشأت تلك الفكرة لمنع أى تيار قد يحكم من الانقلاب على الأسس الديمقراطية التى تكفل تداول السلطة وحكم الشعب لنفسه.. بمعنى أن يصعد تيار ما إلى سدة الحكم بواسطة دستور يكفل التعددية ويقى البلاد من اقتراب خطوات الديكتاتورية أياً كان ثوبها ثم يحاول ذلك التيار الحاكم تغيير الدستور إلى شكل يتناسب ومقاساته وقناعاته، وبحيث يهدم الأسس التى أتت به ذاتها.

أما المبادئ الفوق دستورية فتعنى مبادئ عصية على التغيير وفق ما يبدو لى.

ومن الواضح أن الهاجس الآن للتيارات الليبرالية هو وصول التيارات الدينية إلى الحكم بفضل حقيقة كون مصر دولة ذات غالبية إسلامية ونكاد نكون أكثر شعوب الأرض تديناً بمسلمينا ومسيحيينا.

لكن ومن وجهة نظر الليبراليين والذين يعتبرون أنفسهم آباء الثورة الشرعيين، فإن مشكلة الحكم المستند إلى قواعد إلهية أنه سيقود فى نهاية المطاف إلى تفرّد فرد أو مجموعة بتفسير النصوص حسب رأيهم، وبالتالى فإن الدعوة إلى تحكيم الشريعة قد تعنى أن يصبح لنا مرجعية متمثلة فى فرد أو جماعة وما النموذج الإيرانى ببعيد.. وحينها سيقفز سؤال بديهى ماذا غيرت الثورة؟

أما المشكلة الأخرى، فهى المزايدات الطبيعية المنهكة والمضنية التى قد تتبع وصول تيار إسلامى معتدل للحكم فتضغط عليه وتستخدم نفس الشعارات الدينية لتزيحه عن الحكم بحجة أنه لا يطبق أحكام الشريعة بشكل صحيح، وبالتالى ينتج فى نهاية السلسلة حكم متطرف قد يقود البلاد إلى التهلكة.

أظن- وليس كل الظن إثم - أن هذا كله يتراءى أمام مخيلة المجلس العسكرى وهو يصيغ شكل وخارطة المرحلة.

لكنا هنا يجب أن نتوقف وبذات الفكر الديمقراطى أمام مأزق حقيقى يتمثل فى أن تلك المبادئ الحاكمة إنما هى بالضرورة أكثر أهمية وقدسية من بعض مواد الدستور نفسه فكيف تمر ومن يملك صلاحية إقرارها إذا كان الدستور – الذى يحوى محتوى أقل أهمية – لا ُيقَر إلا باستفتاء شعبى؟

إذن لابد من استفتاء شعبى على المبادئ الحاكمة لإعطائها الشرعية الشعبية والدستورية فالاستفتاء هنا ضرورة وأنا أشارك التيارات الإسلامية الدعوة إليه.

فلتكن خطواتنا ديمقراطية من البداية حتى يجنى الشعب ثمار اختياراته فيعيش التجربة ويصححها متى شاء.

ولا يقلقنا إطلاقاً وصول أى تيار للحكم طالما كان ذلك بطريقة شرعية.. فشعبنا متدين لكنه التدين الوسطى المتسامح، وأعتقد أنه سيلفظ أى تطرف أيا كان لونه وطبيعته.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة