معصوم مرزوق

تسقط.. تسقط إسرائيل!

السبت، 27 أغسطس 2011 04:53 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت أقول لرجالى فى سنوات الانتظار المريرة قبل العبور: «إن صحن الانتقام يؤكل بارداً».. ومن المهم أن نعتنى بالإعداد الجيد المثابر الصبور، فلن ننسى شهداءنا ولن نغفر.. وقد كان ذلك أيضاً هو الوعد للرجال قبل معركة العبور.

بعد الجريمة التى ارتكبتها القوات الإسرائيلية ضد شبابنا الرابضين على حدود سيناء الأسبوع الماضى، كتبت لبعض أصدقائى: «يبدو أنه آن الأوان لارتداء البذة الكاكى مرة أخرى.. آن للشهداء الذين عطروا رمل سيناء أن يبعثوا من قبورهم، ويتنادوا: «حى على السلاح».. وأرسلت نداء لقدامى الرفاق: «تأهبوا». كل الرفاق يعلمون منذ أن سكتت المدافع أن ذلك هو قدرنا.. أننى غاضب لدماء الجنود التى سالت فى سيناء.. لا أعرف كيف أنام وقد أيقظ ما حدث كل ذكريات الدم القديمة.. شرف السلاح وكرامة الوطن.. أى شىء آخر يهون بما فى ذلك الحياة نفسها.

وكان لافتاً أن عدداً كبيراً ممن تظاهروا أمام مقر السفارة الإسرائيلية كانوا يحملون صوراً للزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وقد علقت للأصدقاء على ذلك بقولى: المبادئ لا تموت حتى بعد موت أصحابها، وكذا تضحيات الشهداء، فهى تظل قناديل خضراء لا ينضب زيتها القرمزى بلون الدماء على جانبى طريق الحرية، وأضفت: إنك لو حركت أى حجر فى أرض العرب لوجدت خلفه شابّا له قسمات عبدالناصر.. لو أتيحت الفرصة لشبابنا فسيحققون ما يبدو مستحيلاً.

أعرف أن الطريق ما زال طويلاً، ولن يكون مفروشاً بالورود.. وإنما بالجهد والعرق والدماء.. لكننا سننتصر فى النهاية.. ذلك وعد الله.. فنحن كما سبق أن كتبت نجتاز مرحلة «الشبورة»، ويجب أن نعبرها بأقل قدر من الخسائر وبأكبر قدر من العزم والتصميم.. ولكن لا عودة للوراء أبداً.. لقد تحرك القطار ولن يتوقف إلا فى محطته المنشودة، والتى تأخر الوصول إليها سنوات بلا معنى..

الأسف الذى أعلنه وزير الحرب الإسرائيلى عن سفك دماء الجنود لغو وكلام «فاضى».. الاعتذار الرسمى والقانونى وما يترتب عليه دولياً هو الحد الأدنى.. أما صحن الانتقام الحقيقى فكما أسلفت لن يؤكل إلا بارداً.. والأيام بيننا.. لن ننسى، ولن نغفر.

الاعتذار (وليس الأسف) الرسمى والقانونى يعنى تحمل الحكومة الإسرائيلية للمسؤولية، وضرورة إجراء تحقيق جدى وفقاً للمعايير الدولية، مع محاكمات للمجرمين من العسكريين بكل تسلسل القيادة، التى سمحت بهذه الجريمة.. أما إذا كانت إسرائيل غير راغبة أو غير قادرة على ذلك، تنشأ مسؤوليتها الدولية عن الفعل باعتباره جريمة عدوان.. وذلك يعنى فقهاً جواز تحلل مصر من التزاماتها أو بعضها وفقاً لمعاهدة السلام، لقيام الطرف الآخر بسلوك يخالف جوهر هذه المعاهدة.. وتنشأ كذلك مسؤولية التعويضات.. وهناك أسانيد فى القانون الدولى وسوابق فى العرف الدولى تؤيد كل ما تقدم وما يزيد عليه.. وذلك أمر لا مجال للتوسع فيه هنا.

ومن البديهى أن تكون الأولوية لبناء عناصر القوة الشاملة، وعلى رأسها اقتصاد قوى وقلاع بحث علمى وصناعات منها الصناعات الحربية.. وأهم من كل ذلك بناء الإنسان المصرى.. وذلك حتى يمكن فعلاً إسقاط «الزمن الإسرائيلى» من ساعات المنطقة.

لقد كتبت العديد من المقالات عن شهداء معركة العبور الخالدة، كنت أريدها مجرد شهادة للآتين من بعدنا كى يتذكروا شهداءنا الأبطال، ويثقوا فى إمكاناتهم على التغيير.. واليوم أشعر بالثقة فى أن أجيال شبابنا سوف تسطر من جديد أروع شهادات لإنسان مصر المعاصر. يا شباب مصر.. دعوا كل ما يفرقنا.. معركتنا ليست مع الماضى.. التحديات أمامنا فى المستقبل.. وأقول معكم: «تسقط.. تسقط إسرائيل».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

مصراوي بجد

يسلم فمك

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبد الله

المعركة ليست مع الماضى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة