جاء اليوم العالمى للقدس هذا العام، حاملا مذاقا مختلفا تماما إذ أنه يتزامن مع ثورات الربيع العربى التى يشهدها العالم الآن ابتغاء للحرية وذلك ابتداء من تونس ومصر وليبيا ووصولا إلى سوريا واليمن، لتضع تلك الأحداث أملا جديدا أمام العرب لمواصلة تاريخ النضال ضد العدو الإسرائيلى ولتحرير كل شبر فى فلسطين لتصبح نهايته مماثلة تماما للحكام الطغاة.
بالأمس خرجت المظاهرات المؤيدة لليوم العالمى للقدس الذى جرى الاحتفال به فى الجمعة الأخيرة من رمضان كل عام، من طهران وغزة وسرعان ما امتدت لدول إسلامية كثيرة وليس هذا فحسب بل وصل الاحتفاء ايضا بهذا اليوم إلى الموقع الإجتماعى الفيس بوك الذى دشن الشباب عليه عشرات الصفحات مطالبين شعوب العالم أجمع للخروج والتظاهر حتى تصل أصواتهم الرافضة للقمع والذل والمناشدة للحرية والعدالة.
لم يكن هذا اليوم هو استنكار لغطرسة العدو الصهيونى فقط بقدر ما هو يوم تذكيرى للعالم بقيمة مدينة القدس لما تحويه من آثار وتاريخ وثقافة تعرضت مؤخرا لحملات تهويد شرسة على يد قوات الاحتلال أفزعت كافة المنظمات الدولية وعلى رأسهم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو"، وذلك بعد قرار نيتنياهو بضم الحرم الإبراهيمى وأسوار القدس القديمة وقبر راحيل زوجة النبى يعقوب، ومسجد بلال بن رباح للآثار اليهودية.
وقد نشأ الاحتفال بهذا اليوم لأول مرة فى إيران بعد ثورة 1979 الإسلامية، بعدما اقترحه آية الله الخمينى، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية فى إيران آنذاك، حيث قال:
«وإننى أدعو المسلمين فى جميع أنحاء العالم لتكريس يوم الجمعة الأخيرة من هذا الشهر الفضيل من شهر رمضان المبارك ليكون يوم القدس، وإعلان التضامن الدولى من المسلمين فى دعم الحقوق المشروعة للشعب المسلم فى فلسطين."
وخلال السنوات الأخيرة، انتشرت هذه المناسبة بين المسلمين والبلدان غير الإسلامية حتى فى الولايات المتحدة. وأصبحت المشاركة لا تقتصر على العرب أو المسلمين فقط، بل أنضم لها غير المسلمين أيضا بما فى ذلك اليهود الأرثوذكس المعادون للصهيونية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة