يثير مسلسل "الشحرورة" الذى يرصد جوانب من حياة الفنانة الكبيرة جدلاً كبيراً منذ بدء عرضه، ويوماً بعد يوم تتزايد حدة المهاترات بين صناعة وبين من مستهم أحداثه، ووصل الأمر لرفع عدة قضايا من أشخاص طالهم العمل بالتجريح من وجهة نظرهم، وعلى رأسهم أسرة عازف الكمان الشهير أنور منسى وأحد أزواج الفنانة صباح ووالد ابنتها هويدا، وأيضا اهتمام بعض كبار الفنانين، ومنهم الموسيقار عمار الشريعى، وإعلانه أنه كان ينوى مقاضاة أسرة المسلسل بسبب عدم دقتها فى تناول سيرة أنور منسى، وعلى النقيض تماما فإن التصريحات التى خرجت عن الفنانة صباح خلال الأيام الأخيرة أثناء وجودها فى القاهرة هى سعادتها بالعمل الفنى، وتقديرها له، وهذا معناه أنه راضية ومقتنعة بما فيه من أحداث، ولا نعرف من جانبنا من الصادق ومن المتضرر الحقيقى، وكنا نتمنى أن تبقى سيرة الفنانة صباح طيبة كفنانة ولا ينتقل الأمر للقضاء، والمشكلة فى رأيى أن أعمال السير الذاتية التى قدمت على مدار السنوات الأخيرة، أغلبها شابها القصور الفنى، عدا نماذج قليلة مثل مسلسل "الملك فاروق" الذى تم الإعداد الدرامى له على مدار عدة سنوات، ومسلسل "الجماعة" الذى كان موثقاً بشكل جيد، وهذه هى المشكلة الرغبة الجامحة لدى شركات الإنتاج فى تقديم أعمال تحمل روائح الماضى الجميل بغض النظر عن أهمية توثيقها بشكل جيد، وتقديمها للأجيال الجديدة كتاريخ حقيقى لفترات زمنية لم يعشها الملايين، وهى مسئولية ضخمة، وأتمنى ألا يقدم أحد على تقديم عمل فنى عن جزء من تاريخنا قبل أن يتأكد أنه يقول الحقيقة.