فعلاً مصر مكتوب عليها قلة الراحة، طوال تاريخها تطلع من نقرة لتقع فى دحديرة.. الذى يقرأ تاريخ مصر يرى معظم تاريخ مصر والمصريين لم يكن هادئاً أو هانئاً، حتى فى أيام مجدها وعزها وحضارتها، لم تكن سوى أيام حروب، وغزوات واستعمار، ومجاعات، وانقسامات، وتشرذم. طيب لو لم يكن الله سبحانه وتعالى يحبها ويحرسها ويحيطها بملائكته الذين يطرحون البركة والرحمة فيها.. ماذا كان سيحدث أكثر من ذلك؟
يكونش ده سر حلاوة مصر، وسر خفة دم المصريين، وسر طعامتهم بفتح الطاء، أكيد النكتة المصرية خرجت من رحم هذه المعاناة وتلك الصعوبات، ولذلك فهى نعمة من نعم الله أنعمها على المصريين، فلولا هذا التنفيس ربما لم نكن نتحمل لا نحن ولا أجدادنا كل هذه المطبات.
يمكنك مراجعة النكت التى قالها أو كتبها المصريون على النت أيام الثورة، كفاية نكتة الراجل اللى ورا عمر سليمان، وكفاية النكت التى قرأناها أثناء محاكمة الرئيس السابق مبارك.
أنا أنظر لهذه النكت ليس من الزاوية الفكاهية، ولكن المعنى الذى وراءها، وهو خاصية الوحدة والتوحد، هذه الميزة ليست حديثة ولكنها مستمرة طوال العصور، وهى ميزة لا نراها إلا عندما يكون الطريق لهذا التوحد هو الوطن مصر بشحمها ودمها، وليس مصر الأشخاص الطماعين الجشعين للسلطة.
طيب اسأل نفسك لماذا كانت مصر أيامها جميلة مع بدء الثورة وحتى سقوط النظام، ستجد أن سببها أننا لم نر مسلما أو مسيحيا مثقفا أوغير متعلم، معه دكتوراه أو دبلوم، مهندسا أو صنايعيّا، طبيبا أو ممرضا، كلهم كانوا يأكلون السميط الذى عزمنى عليه شباب التحرير، الذين كانوا يريدون الاستشهاد بى على أنه ليس ماكدونالدز أو كنتاكى، المنصات لم تكن منقسمة، الليبرالى يخطب، وبعده الإسلامى، ثم المسيحى، كلهم كانوا إيد واحدة، اسمه موقف الأيادى الواحدة.
حضرات القراء..
عايز موقف آخر اجتمعت فيه القلوب والأرواح والأيدى.. خد عندك موقف المصريين من استشهاد رجال الشرطة فى سيناء، مظاهرات يناير كانت ضد رجال الشرطة، ومظاهرات السفارة الإسرائيلية كانت من أجل رجال الشرطة، شوفوا حضراتكم عظمة المصريين، ثاروا ضد الشرطة فى يناير وثاروا من أجل رجال الشرطة فى أغسطس.
حضرات القراء..
هل حضرتك ترصد أو رصدت أحداث ما بعد الثورة وصراعات السياسيين والإسلاميين والصوفيين وشباب الثورة، كيف لعبوا معنا دوخينى يا لمونة، من خلافاتهم حول الاستفتاء والدستور والانتخابات والمواد الحاكمة للدستور، هل لفت انتباهك استعراضات القوة فى بعض مليونيات التحرير.
هل فكرت كيف تاه الجميع بسببهم، ألم تصبك حالة من القرف بسبب ما تسمع وما تقرؤه.
عزيزى القارئ
ماذا تسمى هذا، هل شعار الشعب إيد واحدة لا يزال قائماً أم أن شعار المرحلة أصبح «مصر مش كلها إيد واحدة؟ أترك لك الحكم.
الأيام التى تعيشها مصر اليوم كوم، وأيام الانتخابات القادمة بإذن الله كوم آخر.. كما أن الانتخابات فى مصر والدول النامية كوم، وفى الدول المتقدمة كوم آخر.. وقد أكتب مقالا قادماً أسميه «فانتازيا الانتخابات المصرية القادمة» لأنها فى ظن الكثيرين ستكون مأساة، والبعض يراها ملهاة وأنها لن تمر على خير.
ولكن ماذا عن الإعلام الغربى فى الانتخابات التى تجرى عندهم فى أمريكا، الصحافة مثل نيويورك تايمز أو واشنطن بوست، أو مجلة التايم، تلعب دوراً موثراً وكبيراً فى صنع الرئيس الأمريكى القادم، فبعض هذه الصحف يميل إلى الحزب الديمقراطى، ومرشحه، وبعضها يميل للحزب الجمهورى ومرشحه.
وفى هذا الإطار لهم دور مؤثر وكبير فى مساعدة الرئيس القادم، وأشهر قصة موقف جريدة نيويورك تايمز من الرئيس نيكسون الذى طاردوه حتى اضطروه إلى تقديم استقالته.
أما التليفزيون هناك فهو حكاية أخرى.. فكل طلة أو نظرة أو كلمة من أى مرشح وراءها مقابل مادى كبير، ولهذا فإن أكبر عبء يتحمله المرشح هو عبء نفقات برامج دعايته التليفزيونية.
حضرات القراء..
لو أنا حاولت أن أتفلسف وأحلل موقف الإعلام المصرى من انتخابات الرئاسة القادمة.. يعنى ما هو موقف الصحافة وما هو موقف التليفزيون المصرى والفضائيات المستقلة منها..
قبل الثورة.. كانت الصحف القومية والتليفزيون عميانى فى صف الرؤساء عبدالناصر، والسادات، ومبارك، علنى وعينى عينك، رأينا ذلك بوضوح فى نقلهم كل تحركات الرئيس السابق مبارك خلال جولاته الانتخابية، بينما لم نر أى شىء تقريباً فى تحركات منافسيه د.أيمن نور، والدكتور نعمان جمعة، عواميد ليس لها عدد كتبها عشرات الصحفيين فى مدح وتمجيد مبارك، ولا ننسى مقالة «مصر ولدت يوم ولد مبارك».
ولكن إزى الحال فى القادم..
ما أكتبه اجتهاد سألت فيه كثيرا من الصحفيين المحترفين عن موقف الصحافة القومية والصحافة المستقلة، يرى هؤلاء أن الصحافة القومية، الأهرام، والأخبار، والجمهورية ستميل إلى ما قد تشعر أن المجلس العسكرى يرتاح له.
جريدة الشروق تميل إلى الدكتور البرادعى، جريدة التحرير أيضاً تميل إلى الدكتور البرادعى، «اليوم السابع» مع أنها نشرت خطابا يدين عمرو موسى بأنه وافق على توصيل الغاز الطبيعى لإسرائيل إلا أنه من الواضح أنها ستقف فى صف عمرو موسى، جريدة الكرامة أولاً وأخيراً مع حمدين صباحى، أما التجمع فقد تنتهى بتأييد حمدين صباحى، المصرى اليوم موقفها حتى الآن ليس واضحاً ولست أدرى من يحسمه هل المهندس صلاح دياب ونجيب ساويرس أم مجدى الجلاد رئيس التحرير، ولكنها قد تنتهى بالدكتور البرادعى، أما صوت الأمة فيبدو أن رئيس التحرير عبدالحليم قنديل لا يميل لأحد بالذات ولكنه قد يفاضل بين حمدين صباحى، والمستشار هشام البسطويسى، أما الوفد فقد تتجه نتيجة تحالفها مع الإخوان إلى الدكتور سليم العوا.
هذه آراء بعض المتابعين للشأن الصحفى، أما عن تليفزيون مصر فأظن أن وزير الإعلام أسامة هيكل لن يفعل ما فعله سابقوه صفوت الشريف وأنس الفقى، فقد يفتح قنواته لكل من يدفع ليساعد ميزانية التليفزيون المرهقة.
حضرات القراء..
قد لا تكون الفكرة هى من سيكون مع من ولكن الفكرة: كيف ستكون الهيئة؟ هل العواميد التى بالآلاف فى الصحافة المصرية سيكون لأصحابها رأى آخر غير رأى الجريدة الرسمى، ولكن يا سيدى ما أدرانى هل سيكون لأى صحافة من تلك رأى رسمى يمثلها أم أن الحكاية ستكون لبن سمك تمر هندى. وهذا ما سيحدث فى الغالب.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد القادر
من حكمة الله فى خلقه الاختلاف (التباين )
عدد الردود 0
بواسطة:
aa
مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
د عبد المنعم عمارة
رد للتعليق الاول
عدد الردود 0
بواسطة:
بسانتي
عنواين غير مقبوله لدي يادكتور