أستطيع أن ألمح نظرة الشماتة على وجوه القيادات الجامعية التى رفضت تقديم استقالتها على غرار أقرانهم الذين تصالحوا مع أنفسهم، وقرروا النزول على رغبة الشعب المصرى، وتأييد خطوات الإصلاح التى تسعى الحكومة لتحقيقها فى الجامعة، عقب اجتماعهم بالدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء يوم الأربعاء الماضى.
أستطيع أيضا أن أشعر بحالة الإحباط التى انتابت الجميع من تصريحات شرف لهذه القيادات التى أخرجت لسانها للجميع عقب الاجتماع، بعد أن طمأنهم أن أحداً لن يستطيع الاقتراب من كراسيهم، إلا بعد الانتهاء من المدة المقررة لهم للبقاء فى مناصبهم.
أعجز حتى الآن عن إيجاد تفسير منطقى لتطمينات شرف، ولا أجد معنى لها! أتفهم أن يدور صراعاً بين هؤلاء وتيار الإصلاح داخل الجامعة، أو بينهم وبين وزير التعليم العالى لتحقيق مصالحهم، لكن ما لا أجد له مبرراً أن يحدث ذلك من السيد رئيس الوزراء، خاصة أنه قرر من قبل أن يكون شهر أغسطس آخر موعد لبقاء القيادات الجامعية الحالية فى موقعها، على أن يتم شغل مناصبهم من خلال الانتخابات.
كعادة شرف فى اتخاذه لغالبية قراراته تراجع ليطلق شرارة ثورة جديدة داخل الحرم الجامعى لا نعلم مداها، هدد بها كثير من أساتذة الكليات الذين رفضوا بقاء هذه القيادات فى مناصبها، وتعهدوا بأن يخوضوا معركة معهم مهما كلفهم ذلك من جهد ومشقة.
قرار شرف أثار أيضا حفيظة أنصار رؤساء الجامعات الذين قرروا تقديم استقالتهم وإتاحة الفرصة للحكومة لإجراء عمليات الإصلاح، ونظم بعض أساتذة وعمداء الكليات وقفة احتجاجية للمطالبة بعودة هؤلاء، كما حدث مع الدكتور حسام كامل رئيس جامعة القاهرة، وهى فى تقديرى مجرد بداية لدعوة مضادة للإصلاح بالجامعة.
هناك مقاومة لاقتلاع الفساد، ووضع نظام سليم يضمن وضع الشخص المناسب فى المكان المناسب بالجامعة، وغيرها من مؤسسات الدولة، والثابت أن أسلوب الدكتور شرف وحكومته سبب مباشر فى ذلك، والواقع يؤكد كذلك أنهم مسئولون عن التظاهرات الفئوية اليومية التى تستنزف البلد، والأمثلة على ذلك كثيرة، ومنها أسلوب علاجها الخاطئ لغضب أهالى قنا بشأن اختيار محافظ قبطى لهم، وما تبع ذلك من قيامهم بقطع الطريق أمام حركة القطارات، إذ بعد أن رفضت الحكومة الإذعان لأسلوب القوة من أبناء قنا، سرعان ما تراجعت ونفذت مطالب المحتجين، وهو ما دفع أهالى العياط إلى القيام باتخاذ نفس الخطوة لمنع إقامة برج تليفون محمول، ثم تكرر المشهد بعد ذلك ولا يزال فى التظاهرات اليومية التى تقوم بها فئات عديدة تستخدم سياسة لى ذراع الحكومة باعتبارها الوسيلة المثلى لتحقيق مطالبهم.
لماذا لا يقدم الدكتور عصام شرف استقالته ويفسح المجال لغيره، كما فعل الدكتور يحيى الجمل، والذى بح صوتنا معه أيضا قبل أن يستجيب لمطالب القوى السياسية والشعبية. أداء الدكتور على السلمى نائب رئيس الوزراء حظى حتى اللآن برضا وقبول غالبية المصريين، وأكد أن استقالة الجمل كانت ضرورية، وفى محلها، فهل يفعلها شرف أيضا؟
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالله
سؤال واحد الى الكاتب
عدد الردود 0
بواسطة:
Emad
دي مش حكومه دي صينيه كفته بلمهلبيه
عدد الردود 0
بواسطة:
سامية الاتربى
اللهو الخفى..
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد الدق
أما ان لشعب مصر ان يتخلص من هذه الصفات والخصال المذمومة ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد شعبان عبدالرازق
شرف
عدد الردود 0
بواسطة:
وائل صبحى
كلمتين وبس
عدد الردود 0
بواسطة:
دكتور محمود المصري - أستاذ جامعي
إنهم يخرجون ألسنتهم للبلد كلها
عدد الردود 0
بواسطة:
omr bakr
أين المنطق و العقل