واجه قرار اللجنة المنظمة لصالون الشباب بقبول كل الأعمال المقدمة للصالون لعرضها فى الدورة الـ22 التى ستنطلق فى بداية أكتوبر المقبل، معارضة شديدة من فنانين شباب رأوا أن القرار ضد فكرة الصالون كونه مسابقة، وليس معرضاً جماعياً، بينما رحب فنانون آخرون لأنه يتيح الفرصة لعدد كبير من العارضين عكس دورات سابقة التى تتدخل فيها الواسطة.
وأصدر عدد من الفنانين الشباب بياناً ضد القرار ونشروه على صفحة الصالون الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، ووقع عليه ما يقرب من مائة فنان فى 24 ساعة، قال البيان إن القرار غير مطابق للشروط المتفق عليها من قبل الطرفين فى استمارة الاشتراك، ولهذا نجد أن القرار الناتج عن طرف واحد يفسد العقد المبرم بين الفنان المشترك والقائمين على الحدث، ويؤدى إلى إفساد فكرة المسابقة المتعارف عليها فى صالون الشباب.
وأضاف البيان أن عرض كل الأعمال يتيح عرض أعمال ضعيفة ودون المستوى الفنى ومكررة ومقلدة من أعمال أخرى، وواجه البيان بيانا مضادا يعدد إيجابيات القرار، ومدى مطابقته مع الحالة الثورية التى تعيشها مصر، ومخالفته القواعد التى كانت تنظم الصالون خلال دوراته السابقة.
الناقد الدكتور ياسر منجى المدرس بقسم الجرافيك بكلية الفنون الجميلة قال إنه لم يطلع على الأعمال المقدمة للصالون، وما جعل اللجنة المنظمة تتخذ هذا القرار. ووضع منجى ثلاثة احتمالات لقبول القرار، ولكنه أكد أنه ضد القرار لأن سلبياته أكثر من إيجابياته".
وقال "نعلم أن فى دورة الصالون تقدم أعمال جيدة ودون المستوى، وأخرى لا يحق أن نطلق عليها "فن تشكيلى" من الأساس، ولذلك أرى أن القرار جانبه الصواب، لأن القرار يكسر شرطا أصيلا فى اللائحة التى هى دستور الصالون.
وأضاف "دوافع القرار مثلما أعلنتها اللجنة المنظمة بأن هذا العام دورة استثنائية للصالون لأنه عام ثورة 25 يناير، ويعرض أعمال الشباب الذين قاموا بالثورة، فكان من الأولى أن نسير على نهج ومبادئ الثورة التى قامت لتعيد لمصر عافيتها وعلاجها من التردى الثقافى والفنى، ونقدم الفن الحقيقى المعبر عن الوجه الفنى الجيد لمصر".
وتابع منجى "هناك فرضية ثالثة خاصة بى، قد تكون خاطئة، وأتصور أنه بسبب ظروف الثورة تقدم عدد قليل من الفنانين بأعمالهم، مما وضع اللجنة المنظمة فى حرج الاختيار بينها، وعرض عدد قليل من اللوحات، ومواجهة الانتقاد الذى واجهته دورة سابقة للصالون استبعاد القوميسيير عددا كبيرا من اللوحات، فظهر الصالون ضعيفا بعدد قليل من الأعمال المعروضة.
لينا أسامة فنانة تشكيلية لم تقرر بعد إن كانت ستسحب أعمالها من الصالون استجابة لدعوة الفنانين الشباب المعترضين على القرار الذى وصفته بالصادم، خاصة وأن توقيت الإعلان عنه بعد سحب استمارات الاشتراك، وتحديد شروط الأعمال المقدمة كونها للعرض فى مسابقة، ولكننا تعودنا على تغيير سياسات العرض فى مصر خاصة مع الأوضاع الحالية.
وقالت لينا "فى الدورات السابقة كنا نتعجب من رفض بعض الأعمال الجيدة المقدمة للصالون، وقد يكون القرار جيدا، ولكنى لا أتوقع شكل النتيجة وستتضح الأمور بعد الافتتاح"، وأشارت إلى أن التاريخ يقول إن هناك أعمالا رفضت فى معارض عالمية، وأقيم صالون للأعمال المرفوضة حقق نجاحا أكبر من الأعمال المقبولة رسميا، وقد يكون هذا القرار فرصة للجميع للعرض وتقديم أفكاره.
وأرجعت لينا سبب غضب بعض الفنانين من القرار أنهم يشعرون بأنهم قضوا وقتا طويلا فى التحضير لأعمالهم، وهم يشعرون بأنهم مميزون عن الباقون، ولكنها تعتقد أنهم سيشعرون بالفخر عندما يجدون الجماهير والنقاد تحتفى بأعمالهم المعروضة بجوار أعمال أقل جودة، مؤكدة على أن الحركة النقدية يجب أن تقوم بدورها فى تقييم الأعمال المعروضة.
منار صالح فنانة تشكيلية وإحدى الموقعات على البيان قالت إن القرار ضد الشروط التى حددتها اللجنة عند الإعلان عن فتح باب الاشتراك فى صالون الشباب باعتباره مسابقة وليس معرضا جماعيا، فلا يجوز أن يتم طباعة استمارات، ويطلب تسليمها فى موعد محدد للفرز ثم يضرب بكل الشروط عرض الحائط، وتعرض كل الأعمال المقدمة.
موضوعات متعلقةصالون الشباب يقبل عرض كل أعمال الفنانين المقدمة