يجب أن نعلم جميعا لكى تحلم أن تكون شخصاً آخر هو أن تفقد الشخص الذى أنت عليه الآن.
إن ما نشاهده ونقرؤه من فرحة عارمة من الشعب المصرى على ما فعله البطل (أحمد الشحات) على إزالة العلم الإسرائيلى ووضع العلم المصرى مكانه يدل على أن الشعب المصرى يريد بقوة أن يستعيد عزته وألا يبقى فى محطة الذل والهوان ويريد أن يعود للصدارة ويستعيد حضارته ويحمل إخوته والبشرية على الأكتاف.
ولكن المشكلة أن التغيير لا يكون بالأحلام ولكن الفعل هو ما يصنع حلمك والأمل يدفعه للأمام.
ولكن مشكلتنا أننا نكره التغيير ونحلم به فى نفس الوقت؛ فكل ما نريده هو أن تظل الأشياء كما هى ولكن تتحسن عما كان فمن المستحيل أن نتحدى ونبنى حضارة ومازلنا نتمسك بالفساد.
عندما نقرأ ونشاهد كتابا وصحفيين يشيدون ويحللون ويهللون بما فعله((أحمد))بإزالته العلم الصهيونى الذى يرمز لأس الفساد ومع ذلك يرفعون نفس العلم فى كتابتهم وآرائهم التى تنزف بالدماء ويكتبون فى كل كلمة كذبة وفى كل رأى فتنة ويعثون فى الأرض الفساد.
وعندما نرى فنا لا يعرف أهميته ولا يزال متجها فى قتل كل فضيلة وتشويه كل ما أنجبته مصر من خير ويرفرف على أكثر ما أنتجه نفس الأعلام.
وعندما نرى أتباع دين واحد رفعوا نفس العلم عندما تفرقوا وتركوا كتابهم وعاشوا على خلاف عفى عليه الزمان ولم يطوروا فكرهم وفقههم ومازالوا فى موقف دفاع.
وعندما نرى مثقفين وأحزابا لا يعرفون معنى اختلاف المجتمعات وعقائدهم ومشاكلهم وأن النظرية التى تنطبق على مجتمع ودين لا تنطبق على جميع المجتمعات والأديان ولكن يستوردون فكرا ونظريات من صنع العلم ويستميتون ليزرعوه فى مجتمع يرفضه
ويشعلون حربًا شرسة ليفرضوه على الناس.
وعندما نرى إخوانا لنا فى الوطن رفعوا نفس العلم عندما عاشوا على وهم الاضطهاد، وعندما نرى منهم من يصدق كدبته ويطالب بالوصاية علينا من بلاد هى من صنعت تلك الأعلام.
وعندما نجد أفرادا من الشعب يرفرف فى قلبهم نفس العلم مازالوا يعيشون على الكذب والرشوة والغش والخداع وينتظرون أى فرصة ليبيعوا أنفسهم ووطنهم بأبخس الأسعار.
وعندما نرى نظاما تعليميا لايزال يرفرف على قبته العلم وهو يعلم أولاده بنفس المناهج والأنظمة التى تقتل الفكر ومعنى النهضة والانتماء فى عقول الأجيال.
وعند ما نرى رياضة ترفع نفس العلم عندما يكون أفرادها قدوة فى السب والفرقة وقلة الأخلاق وتكون أكثر ما ينتج عنها هو الفرقة بين الشعوب والأفراد.
وعندما نرى اقتصادا يرفع نفس العلم عندما يقوم على معونات وديون وموارد قد نفقدها فى لحظة لو اعترضنا على ظلم أو قرار ولا يعطى أهمية كبرى للصناعة وسواعد وفكر الشباب
ولو استهللت فى الكتابة لظهر أمامنا آلاف الأعلام
إن تلك الأعلام أعلام صهيونية فرضت علينا دهورا وغرزوها فى أرضنا وأفكارنا حتى أنستنا أنفسنا وحسبناها أعلامنا
وكثير منا ما يطالب بإزالتها وهو يحملها ولا يشعر بها
قد يرانى البعض متشائما والبعض الآخر متحاملا، ولكن هو الواقع الذى يفرض علينا كتابة هذه الكلمات.
فإن لم تأت الثورة بنتائج جذرية فى التغيير لمستقبل أفضل فسيكون الذى فعلناه ليست ثورة وإنما كان إهدارًا للدماء.
إن من أراد التغيير ولم يغير اتجاهه فقد يصل إلى النقطة التى اتجه منها أو وقد يرجع للوراء.
فإن ما فعله ((أحمد)) كانت إشارة ليست فقط لقوة وإرادة المصرى ولكن الإشارة الأهم على أنه لايزال فى مصر مثل ذلك العلم آلاف الأعلام.
فلو اعتبرنا أن ما فعله أحمد طريق يجب أن نسلكه فابشروا فلقد رجعنا للطريق الذى بدأناه واستعدوا بكل إيمان وأمل وقوة لأن مازال أمامنا آلاف الخطوات
ولكن لو اعتبرناه لحظة وانتهت ولم نتعلم منها
فما قيمة أن يزال علم وتبقى آلاف الأعلام.
صورة ارشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام وليد
مقاله رائعه
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفى فتحى
نعم هذه افشل الثورات
عدد الردود 0
بواسطة:
م فضيل
افهمووا بئااااااااااااااااااااااا