انقسم الشعب المصرى بعد ثورة 25 يناير إلى فريقين، فريق الائتلافات وفريق الفلول، بعدما كان النظام السابق يصنف غالبية الشعب المصرى على أنهم فلول، وبعدما تخلصنا من النظام السابق تفرغنا للانقسام على أنفسنا ما بين الائتلافات التى ظهرت بعد الثورة وتعددت وتفرعت، وكل ائتلاف يؤكد أنه صاحب الثورة، وكل من يخالف أى ائتلاف فى الرأى فهو من الفلول، ولم نعد ندرى من هم الفلول؟ فمجرد الاختلاف فى الرأى قد يصيبك بتهمة التفلفل أى أنك من الفلول.
فهناك البعض لازال يعتقد أن النظام القديم سوف يعود، وأن ما يحدث من محاكمات ما هى إلا أوهام، وهذا الفريق صاحب النظرية السوداء، لم يعد يفكر إلا فى النظام القديم، وكيفية محاكمته وكيفية سحله والتمثيل به، ويشغل نفسه بسرير مبارك وعلامة نصر جمال مبارك وترنج مبارك وضحكة العادلى، ولا يريدون أن يشغلوا بالهم بمستقبل مصر بعد مبارك، فلا هم يضعون برامج مستقبلية، ولا هم يخططون لمستقبل مصر، ولكنهم تفرغوا للماضى ولم يجهدوا أنفسهم بالتفكير فى المستقبل، فبعد مرور سبعة أشهر على الثورة، لم نجد أى ائتلاف يضع صورة فعلية لمستقبل مصر ما بعد مبارك، إنما تعددت الائتلافات دون غرض أو هدف، اللهم إلا توزيع الاتهامات والنبش فى الماضى، لا يستطيع أحد أن يصدق أن مبارك ونظامه ذهب بلا عودة، وأن بقيت بعض آثاره والتى ستموت مع الزمن، ولا يستطيع أحد أن يصدق أن دفن الماضى لن يكون إلا بالإسراع فى التخطيط للمستقبل، فحتى الآن لم نر من الثورة إلا ائتلافات وأحزاب ورقية، وفلول ومحلات ومقاهى تحمل اسم الثورة، فهل يخرج علينا أحد بخطة مستقبلية، أو أى طرح لما يجب عمله؟ إنّا لمنتظرون.
