فى تطور سريع للاستعداد الإسرائيلية التى تتخذها تل أبيب عقب عمليات "إيلات" الأخيرة، قرر رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلى "بينى جانتس"، إجراء تغيير فى الخطط الاستراتيجية الدفاعية للجيش مع الحدود المصرية.
وكشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن جانتس أجرى تقييما شاملا للأوضاع على الحدود المصرية – الإسرائيلية، وعلى إثر ذلك قرر تغيير الخطط الاستراتيجية والعقيدة الدفاعية للجيش الإسرائيلى، وأصدر تعليماته بتشديد عمليات تأمين الحدود بتكثيف العمليات الاستخبارية العسكرية، وكذلك تعزيز تأمين إيلات.
وأوضحت "معاريف" أن خطط جانتس ستضمن فى المرحلة الأولى منها إجراء تعزيز استخبارى جوا وبرا بواسطة طائرات بدون طيار، تقوم بعمليات رصد للشريط الحدودى بين إسرئايل وسيناء، بالإضافة لزيادة أعداد القوات البرية فى المنطقة، وإجراء تغييرات فى الطرق التى يعمل بها الجيش فى منطقة الحدود.
وأضافت الصحيفة أن المرحلة الثانية ستتم دراسة كافة الأنظمة، بما فى ذلك الاستعداد لبناء 100 كيلومتر أخرى من الجدار الحدودى الفاصل مع الحدود المصرية حتى نهاية العام الجارى.
ونقلت الصحيفة العبرية عن مصادر عسكرية رفيعة بالجيش الإسرائيلى قولهم "إنه من الواضح الآن للجميع أن ما حصل يوم الخميس الماضى على الحدود المصرية قد غير قواعد اللعبة بالمنطقة، وأن الأجهزة الأمنية تستعد الآن لمواجهة أى طارئ على الحدود حتى استكمال الجدار الحدودى مع شبه جزيرة سيناء".
وكانت قد زعمت التحقيقات الأولية التى نشرها الجيش الإسرائيلى أمس عن الهجمات الأخيرة فى إيلات أن الدلائل التى توصل إليها فريق التحقيق أشارت إلى أن عناصر الشرطة المصرية كانوا يعلمون بوجود مسلحين فى المنطقة، وأن الصور الجوية للمنطقة التى دخل منها المنفذون تشير إلى أنهم كانوا قريبين من موقع كبير للشرطة المصرية، وأنه كان من الصعب تجاهل وجودهم، خاصة وأنهم تواجدوا فى المكان لمدة تزيد عن يوم، على حد زعمها.
وزعمت التحقيقات أيضا أن اغتيال القيادى فى الجهاد الإسلامى "إسماعيل الأسمر" مساء أول أمس فى مدينة "رفح" الفلسطينية، جاء لأنه عمل على تمويل هجمات إيلات، إضافة إلى أنه كان يخطط لعملية أخرى تنطلق من سيناء.
كما ادعت تلك التحقيقات أن الفيديوهات التى التقطت بواسطة مروحية إسرائيلية تشير إلى إطلاق نار من عربات جيب تحمل المسلحين الذين كانوا يرتدون سترة تشبه زى الجنود المصريين، تجاه مناطق مفتوحة بالقرب من الجانب المصرى، مشيرة إلى أنه بعد وقت قصير أطلق هؤلاء المسلحون الذين كانوا يتمركزون على بعد عشرات الأمتار من الجانب المصرى قذيفة "R.P.G" تجاه إحدى الطائرات ثم أطلقوا النار من مدافع رشاشة.
ومن ناحية أخرى، كشفت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن الحكومة الإسرائيلية كانت قد وضعت خطة طارئة منذ عام بتعليمات بشكل واضح وصريح من رئيس الوزراء الإسرائيلى نفسه بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه إيهود باراك فى أعقاب جلسات داخل مجلس الأمن القومى الإسرائيلى بزيادة عدد القوات الإسرائيلية على الحدود المصرية منذ عام تقريبا، وذلك خلافا للاتفاقية الموقعة مع مصر "كامب ديفيد"، والتى تحدد عدد القوات على الحدود بالمنطقة (د) بـ 4000 جندى ليس معها دبابات أو مدفعية أو صواريخ.
وأوضحت "هاآرتس" أن هذه الخطة وضعت فى ظل المعلومات الاستخبارية التى جمعت من على الأرض، وبسبب الظروف على الحدود، وذلك لأن الجدار الأمنى الذى قررت الحكومة إقامته على طول الحدود مع مصر بتكلفة 1.4 مليار شيكل يتطلب عامين قبل الانتهاء منه.
ونتيجة لتلك الخطة التى لم يكشف عنها سوى اليوم الخميس، أصدر رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلى الجنرال بينى جانتس مساء أمس تعليماته بزيادة عدد القوات العسكرية على طول الحدود مع مصر، نتيجة للتوصيات التى حددتها تل أبيب فى الخطة سالفة الذكر التى وضعت منذ أكثر من عام بزيادة عدد القوات على الحدود مع مصر.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أنه على الرغم من تعليمات الحكومة الإسرائيلية، ومتابعة مجلس الأمن القومى لهذه القضية، إلا أن الجيش الإسرائيلى لم يزد من قواته بشكل ملحوظ، وحتى عندما سقط نظام الرئيس السابق "حسنى مبارك" وتسلم رئيس الأركان الجديد بينى جانتس منصبه اكتفى الجيش بوضع قوات صغيرة ومحدودة بالتزامن مع التحذيرات الاستخبارية حول تسلل مسلحين لإسرائيل.
وصرح مصدر سياسى إسرائيلى رفيع معقبا على ذلك لـ "هاآرتس" قائلا: "إن زيادة القوات العسكرية وتواجدها بشكل دائم على الحدود كان سيمنع العملية الأخيرة قرب إيلات، ولكن هذا الأمر يعكس استهتار رئيس الأركان بهذا الأمر".
وفى المقابل رفض مسئول عسكرى فى وزارة الدفاع الإسرائيلية تلك الاتهامات، مشيرا إلى أن للجيش اعتبارات أخرى، لافتا إلى أن الجيش سلم أولويات وأن قراراً بإرسال مزيد من القوات أو وضع وسائل استخبارية فى مناطق معينة سيكون على حساب شىء آخر.
إسرائيل تكثف من عملياتها الاستخبارية على الحدود المصرية
الخميس، 25 أغسطس 2011 04:16 م