نتحدث عن تلك البقعة المباركة التى لا تمثل 6% من مساحة مصر فحسب بل هى تحتل كل المساحة فى قلب وعقل كل مصرى.. فهى تحتل موقعا إستراتيجيا جعلها مطمحا للعقلاء من أبناء هذا الوطن وكذلك مطمعا من الأعداء.. ومازالت الأطماع مستمرة وهى لا تعدو كونها حلم "إبليس فى دخول الجنة".. ونحن لا نتكلم عن إبليس هذا الزمان وكل زمان.. وإنما حديثنا عن الجنة.. نعم سيناء جنة هذا الوطن ولن نستطيع أن نعدد خيراتها ولا مزاياها فلا المكان ولا الزمان يسمحان بذلك فسيناء تزخر بإمكانات مادية تحتاج إلى عقول مفكرة وأياد ماهرة لتزيح ركام التراب عن كنوزها لتعيد اكتشافها وتسعى إلى استغلالها بما يخدم الأهداف القومية لمصر.. إن الفراغ الذى تعانى منه سيناء منذ فترة طويلة يحتاج إلى مزيد من الجهد الحثيث لإيجاد علاج قاطع له.. وهذا الأمر لابد أن يكلل بالنجاح، خاصة ونحن أمام سندان هذا الفراغ القاتل والمضر بالصحة الأمنية والإستراتيجية للوطن وبين مطرقة الازدحام الهائل والمتزايد فى العاصمة والمضر بالصحة النفسية والجسدية للوطن.. ولعل ما يؤكد أن السكان هم حائط الصد لأى عدوان خارجى هو فشل العدوان الإسرائيلى فى الدخول واحتلال غزة رغم صغر مساحتها (362 كم2) إلا أنها تعج بالسكان، حيث يعيش فيها أكثر من مليون ونصف المليون فلسطينى.. فمن المعروف أن من يسيطر على خط دفاع سيناء الأوسط يتحكم فى سيناء ومن يسيطر على سيناء يتحكم فى خط دفاع مصر الأخير.. ومن يسيطر على فلسطين يهدد خط دفاع سيناء الأول.. ولا شك أن الحدود المتاخمة مع فلسطين المحتلة وما تشهده من أحداث متلاحقة.. فى ظل وجود كيان صهيونى حدوده محاطة بواقع عربى يرفض وجوده.. هذا الكيان لا تقف أطماعه على حدود الدولة الفلسطينية فحسب.. بل تتعداها إلى الأراضى العربية المجاورة.. إن هذه التحديات تفرض على الحكومة أن تضع مغريات وعناصر جذب لتحقيق هذه المعادلة التى لا أراها صعبة التحقيق إذا ما تم التعامل معها بجدية.. ولعل أحد أهم تلك المغريات التى تستطيع أن تجتذب فئات كبيرة وتساهم فى تحقيق التوطين المستهدف هو تسهيلات وإعفاءات ضريبية تشجع على الاستقرار وإقامة المشروعات الاستثمارية والتنموية فى هذا الجزء الغالى من أرض مصر.. إن المخلصين من أبناء هذا الوطن- وهم كثر- على أتم الاستعداد لأن يظهروا حسهم الوطنى ويؤكدوا عليه إذا ما ساعدتهم الدولة فى ذلك بتقديم تلك الإعفاءات الضريبية التى هى كلمة السر فى تحرير سيناء من بطء التنمية وملء هذا الفراغ السكانى الطاغى.. وهى لن تكون لها مفعول السحر تجاه المؤامرات والأطماع فحسب بل سيعيد التوازن والديموجرافى بين المكان والسكان.. وسيكون له تأثير إيجابى على صحة الوطن والمواطن.. وسنكون انتصارا حقيقيا لحرب باردة تزداد سخونة بيننا وبين الأحلام الزائفة للطامعين.
سيناء
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
علاء السيناوي
بارك الله فيك
بارك الله فيك
عدد الردود 0
بواسطة:
د.ايمن الاهتم - قطر
الخلاصة
عدد الردود 0
بواسطة:
د هاني ابوالفتوح
ومن يسمع ومن يعي
عدد الردود 0
بواسطة:
سحر الصيدلي
جنة الله في الأرض هي مصر