نيويورك تايمز: الثوار الليبيون يناضلون من أجل الوحدة بعد دخول طرابلس

الثلاثاء، 23 أغسطس 2011 02:40 م
نيويورك تايمز: الثوار الليبيون يناضلون من أجل الوحدة بعد دخول طرابلس العقيد الليبى معمر القذافى
كتب رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فى سياق تقرير اليوم، الثلاثاء، أنه، فى حين بات الثوار على شفا إنهاء فترة حكم العقيد الليبى معمر القذافى التى بلغت 42 عاما، إلا أن الشخصية المميزة لثورتهم تواجه أول تحدى حقيق لها يتمثل فى تشكيل حكومة جديدة تعتمد على الوحدة والمصالحة أم أن الانقسامات الداخلية ستسود ليبيا الجديدة.

ولفتت الصحيفة حول الأوضاع الليبية إلى أنه بعد مرور ستة أشهر على الثورة الليبية تظل القيادة اليومية للحكومة المناهضة للقذافى بمثابة سؤال لم يجب عليه أحد حتى الآن لعدم ظهور شخصية موضع ترحيب بين الثوار، بل إن النضال المشترك ضد الزعيم الليبى لم يستطع إخفاء الانقسامات الكامنة بين شرق ليبيا وغربها وحتى بين الزعماء السياسيين والميليشيات المنقسمة، بل ويقول البعض أحيانا أن هناك انقسامات بين أصحاب الرأى العام الليبرالى والإسلاميين المتواجدين بين صفوف الثوار.

وأضافت الصحيفة أن الثوار من جبال غرب ليبيا الذين اقتحموا طرابلس أول أمس وجهوا نظرهم إلى قيادتهم السياسية الظاهرية المجلس الانتقالى الليبى والذى يتخذ من مدينة بنغازى الشرقية مقرا له، معربين عن شكواهم من أن زعمائهم القوميين لم يقدموا لهم الدعم الكافى، حتى بعد أن بدأت الحكومات الغربية السماح لهم بالحصول على الأصول المجمدة لحكومة القذافى.

وأشارت الصحيفة إلى أن مسئولين أمريكيين وأوروبيين قالوا أمس الاثنين إلى أنهم كانوا يعملون منذ أسابيع لتعزيز التماسك بين صفوف الثوار وتجنب تكرار الفتنة الطائفية التى سيطرت على العراق منذ الغزو الأمريكى للعراق عام 2003، مشيرين إلى اعتقادهم بأن سببا واحدا هو الذى أوقع بطرابلس بهذه السرعة تمثل فى التقارب المهم بين صفوف جماعات الثوار والتوصل إلى إستراتيجية محكمة من أجل غزو أخر معاقل العقيد الليبى.

وحتى ذلك حسبما ذكرت الصحيفة بدأ المنافسون فى الظهور يوم أمس الاثنين بصورة متدفقة حتى قبل السيطرة التامة على طرابلس بالإضافة إلى طرحهم أسئلة حول مصداقية الثوار، حيث قال مسئولون فى المجلس الانتقالى الليبى يوم الأحد الماضى إن قواتهم أسرت سيف الإسلام نجل القذافى، لكنه ظهر فى وقت لاحق من اليوم فى فندق بطرابلس يضم صحفيين أجانب، كما يتحرك بحرية حول المدينة.

واعتبرت "نيويورك تايمز" أنه وفيما يتم إعلان أن زعماء الثوار الليبيون يحرزون تقدما فى تأمين العاصمة الليبية طرابلس ويخططون لفترة ما بعد حكومة القذافى وإشادة الزعماء الدوليين ببداية حقبة جديدة فى ليبيا، فإن الآثار الفورية المترتبة على الغزو الخاطف تثير تساؤلات لوجود فراغ فى السلطة، وذلك لعدم وجود حكومة ثورية متماسكة ووجود فلول نظام الزعيم الليبى على الساحة.

وفيما يعد عاملا أيضا على إثارة التساؤلات الخطيرة حول مصداقية زعماء الثوار، أشارت الصحيفة إلى ما تناقلته وسائل إعلامية أن سيف الإسلام القذافى الذى تم اعتقاله منذ يوم الأحد الماضى، سار بحرية فى فندق بقلب العاصمة طرابلس فى وقت باكر من اليوم الثلاثاء متفاخرا أمام الصحفيين الأجانب هناك بأن نظام والده لا يزال يحكم وأنهم أوقعوا الثوار فى الفخ.

ونوهت الصحيفة إلى أنه لم يتضح بعد ما إذا كان سيف الإسلام قد كان أسيرا فى قبضة الثوار، ثم هرب أم أنهم لم يأسروه على الإطلاق، بالإضافة إلى هروب محمد القذافى أيضا من مركز الاعتقال أمس الاثنين.

وذهبت الصحيفة إلى أن القوات الموالية للزعيم الليبى لا تزال تقاتل فى الشوارع وعلى أسطح المنازل، مما أسفر عن إصابة أو مقتل العشرات فى طرابلس، كما أن العلم الأخضر لا يزال يرفرف على أجزاء فى طرابلس ولا تزال مدينتين ليبيتين كبيرتين تعتبران المعقل الأساسى لقبلية القذافى وهما مدينة سبها فى الجنوب، ومدنية سرت فى منتصف الطريق الساحلى بين طرابلس وبنغازى.

ولفت البنتاجون الأمريكى مساء أمس الاثنين إلى أن طائراته أسقطت صاروخ سكود أطلق من مدينة سرت.

ونقلت الصحيفة عن الرئيس الأمريكى باراك أوباما قوله فى خطاب موجز اعترافه بالإنجازات التى حققها الثوار، بالإضافة إلى المشاكل التى يواجهونها قائلا إن مستقبل ليبيا فى أيدى شعبها، كما حذر من مغبة أنه سيكون هناك تحديات هائلة فى المستقبل، متعهدا بأن الولايات المتحدة قد تسعى من أجل مساعدة ليبيا فى محاولاتها تأسيس ونشر الديمقراطية.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن القذافى فى ساعاته الأخيرة حاليا، فمنذ أربعين عاما بسط الزعيم الليبى سيطرته على ليبيا، بالإضافة إلى صورة المنتشرة تقريبا فى كل مكان فى ليبيا.

وأوضحت الصحيفة أنه ومنذ بسط الثوار الليبيون سيطرتهم الجوهرية على طرابلس فإنه منذ ذلك الحين لا يوجد أى إثر للزعيم الليبى ويبدو أن نظامه بدأ فى الانهيار.

وأردفت الصحيفة أن هناك لحظات حرجة قادمة، إلا أن الثوار - الفرق المختلفة من البدو التى تغلبت على الصعاب المذهلة والهزائم التى لحقت بها على أرض المعركة والانقسام الداخلى المرير - أظهروا التزاما ومرونة منقطعة النظير.

وأكدت الصحيفة ضرورة أن يظهر الثوار ضبط النفس فى هذه الساعات الأخيرة وإظهار الاحترام لجميع الليبيين فى الأيام والشهور القادمة، وضرورة الوفاء بالعهود أيضا ببناء ليبيا ديمقراطية.

وذكرت الصحيفة أن الثوار لم يكونوا ليحققوا هذا التقدم الكبير بدون الحصول على المساعدة من ضربات قوات حلف شمال الأطلسى (الناتو) الجوية بالإضافة إلى الدعم السياسى من جانب كل من الرئيس الأمريكى أوباما والرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى ورئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة