مدكور: فريد وجدى رفض فكرة حكم رجال الدين للدولة

الثلاثاء، 23 أغسطس 2011 01:12 م
مدكور: فريد وجدى رفض فكرة حكم رجال الدين للدولة غلاف كتاب "الاسلام فى عصر العلم"
كتبت سارة عبد المحسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الدكتور عبد الحميد مدكور، الأستاذ بكلية دار العلوم، أن الدكتور محمد فريد وجدى، انتقد فكرة حكم رجال الدين للدولة، قائلا: لايحكم الدول رجال الدين، مستشهدا بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام، الذى قال فيه "استعينوا بكل صنعة بصالح أهلها"، مشيرا إلى أن الدين الإسلامى فيه علماء وليسوا رجال دين، مؤكدا على أن هذه الفكرة تم اقتباسها من رجال الدين الكاثوليكى الذين حكموا أوروبا فى عصور سابقة ثم ظهرت لهم بعض العلماء الذين أطلقوا على أنفسهم العلمانيين، كان منهم أوجست كانط وغيره.

جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت مساء أمس بحديقة السيدة زينب لمناقشة كتاب "الإسلام فى عصر العلم" للدكتور محمد فريد وجدى وحضرها الدكتور عبد الحميد مدكور، والدكتور مصطفى لبيب عبد الغنى.

وأضاف مدكور أن وجدى قدم من خلال كتابه ثلاثة تفسيرات مهمة للضعف الذى ساد العالم الإسلامى، مشيرا إلى أن التفسير الأول هو الفرقة والتشظى فى الأفكار بين المسلمين سبباً رئيسيًا فى ضعفهم، مستشهدا بمثال، حيث ذكر الفرق بين جيش الحسين بن على وجيش معاوية بن أبى سفيان؛ فالأول يوجد به عناصر من صحابة الرسول الذين عاشوا فى ظل الإسلام، أما جيش معاوية فلم يكن فيه مثل هذه العناصر، ولكن كان قويا ومتماسكا، لافتا إلى أن هذا يؤكد لنا أن الوحدة تؤدى للتقدم.

وأوضح مدكور أن التفسير الثانى للضعف الذى ساد مجتمعات المسلمين من وجهة نظر محمد فريد وجدى كان يتمثل فى غياب التفسير الصحيح للدين حتى تحول إلى شبهات وقضايا على يد بعض المدعين أنهم رجال دين، وتحول إلى دروشة على يد الصوفية، مضيفا أن الاحتلال الأوروبى كان له أثر أيضا فى ضعف المجتمعات الإسلامية.

فيما قال الدكتور مصطفى لبيب عبد الغنى، أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة، إن أكثر ما انشغل به الدكتور محمد فريد وجدى هو الرد على شبهات المستشرقين والكتاب الغربيين الذين جهلوا حقيقة الدين الإسلامى، مؤكدا أن الحضارة الأوروبية حضارة مادية تفتقد للعامل الروحى الذى تتميز به الشعوب العربية الإسلامية.

أشار لبيب إلى أن وجدى اتخذ لنفسه منهجًا اعتبره امتداداً للتيار الذى سار فيه محمد عبده وغيره من العلماء المستنيرين، لافتا إلى أنه حاول أن يظهر صورة الإسلام المدنى فى كل مؤلفاته، مؤكدا على أنه لم يلق بالا لخطر الغزو الفكرى الأوروبى مستشهدا بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام "إن الله يؤيد هذا الدين برجال ليس من أهله"
واستطرد لبيب فى سرد الحركة العلمية، التى تحدث عنها وجدى فى كتابه، مشيرا إلى أنه ركز بشكل أساسى على العلماء المسلمين الذين أثبتوا بعلومهم إلغاء فكرة الحتمية فى كل شىء بما لا يتعارض مع المسلمات الأساسية، ليؤكد أن المسلمين هم من منحوا أوروبا حضارتها.

فيما قال عنه الدكتور عبد الحميد مدكور، الأستاذ بكلية دار العلوم، إنه كان غير محب للظهور تحت الأضواء حتى لا يذوب فى أفكار خارجية تجعله يقول ما يحبه الناس وليس ما يتفق مع ما يؤمن به، مؤكدا أن وجدى من أكثر الدعاة للعلم والابتكار والتجديد وعدم الاكتفاء فقط بالنقل من الآخرين أو من سبقونا.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة