أقر أنا البلطجى الوطنى المتهم فى عشرات الجرائم والصادرة ضدى أحكام لا حصر لها، أقر بأننى سوف أعد مائدة لإفطار فقراء مصر الذين اعتادوا انتظار الفتات، والذين ارتضوا أن يكونوا الأيتام على موائد اللئام، هؤلاء الذين هم أصحاب الفضل فى ما أنا فيه، حيث إن لحم أكتافى وأردافى من خيرهم، وعلى مائدة الإفطار سوف أتحدث إليهم عن التحولات الجارية على الساحة ودورى ودور زملائى البلطجية، دورنا الذى لا ولن تخطئه عين ولا ينكره إلا ثورى جاحد، سوف أتحدث عن تدشين حقبة جديدة وتأبين حقبة ولت وذهبت إلى مزبلة التاريخ، حقبة كان الساسة فيها يمثلون المخ وكنت أنا وزملائى البلطجية نمثل العضلات، نحن على مشارف عصر لا دور فيه للمخ وسوف نكتفى بالعضلات، نحن نعرف جيدا من أين تؤكل الكتف، الكتف التى استأثر بها رجالات الحزب الوطنى إلى جانب استئثارهم بالفشة والكلاوى والعكاوى والممبار والطحال وسائر الذبيحة، نحن نشكر البلاد والعباد والظروف ونخص بالشكر الحزب الوطنى الذى تربينا فى كنفه وتحت بصره ومن لا يشكر الحزب الوطنى لا يشكر الله، وتلك الأيام نداولها بين الوطنى والبلطجى، اللذين كانا وجهين لعملة واحدة نهلا وترعرعا فى ذات المستنقع النتن، لقد آلينا على أنفسنا نحن البلطجية أن نخدم هذا الوطن بأن نريحه ونخلصه من هموم الأمن والأمان اللذين يكلفان الخزانة الكثير، سوف نريح المواطنين من طلعة جنود الأمن غير البهية، تلك الوجوه التى عليها غبرة وترهقها قترة، وبالمناسبة وددت لو أعرف معنى قترة، سوف ننهى أزمة المواطنين مع الكوابيس المزعجة، حيث سنحيلها إلى كوابيس من لحم ودم، سوف نكون شر خلف لشر سلف، مع فارق بسيط هو أننا لن نكون من أصحاب الياقات المنشاة والكرافتات وارد لندن وباريس والحذاء الإيطالى، سوف نتواجد على الساحة بملابسنا البسيطة وبدون ملابس إذا اقتضت الضرورة، سوف نقوم على إعداد موائدنا طوال رمضان وأمشير وسبتمبر، ولن يكون أمام المواطنين غير الإذعان وطفح ما يقدم لهم قسرا وقهرا وأرجلهم على رقابهم، سوف نعلمهم ما فشل الحزب الوطنى فى تعليمهم إياه، نعلمهم الأدب وقلة الأدب، ولن ننسى أصحاب الفضل، حيث سيكون لمن تربوا فى حظيرة الحزب الحاكم أولوية التواجد على موائدنا لاعتيادهم التواجد على كل الموائد ولأن كل من يتزوج أمهم فهو أبوهم وليس عمهم، سوف نتزوجهم ونتزوج أمهم، حيث الضرورات تبيح المحظورات، إن ثقافة جديدة سوف تسود البلاد وتراثا لا مثيل له سوف تتوارثه الأجيال وجرائم يقف أمامها المشرع فاغرا فاه سوف نهديها إلى الشارع المصرى، كل هذا نعد البلاد والعباد بتنفيذه وبوتيرة تتسم بالسرعة والدقة ولا عزاء للأمن والأمان والطمأنينة والسكينة، وسوف نقطع ألسنة كل من يشدو مغنيا يرحم زمان وليالى زمان لأن الأغنية المسموح بها سوف تكون يحرق زمان وليالى زمان، ولن يكون من شعر غير: إذا البلطجى أراد البلاد
فلابد أن يستجيب الغجر
والمعروف فى أدبياتنا نحن البلطجية هو أن الشعب ليس غير مجموعة من الغجر بحاجة إلى أناس مثلنا يعلمونهم متى ولماذا وأين وكيف تكون الحياة.
