د.طارق النجومى يكتب: فلنصنع كرامتنا بأيدينا

من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام.. فهل هانت علينا أنفسنا فهانت نفوسنا على غيرنا.. نهان هنا على أرضنا تارة وهناك على أراضى غيرنا تارات أخرى.. ولا حياة لمن تنادى.

تقوم الدنيا وتقعد من أجل الجندى شاليط عندما أسروه فوق أرض احتلها هو وجنوده وقتلوا أهله وأذلوا شعبه.. من أجله قامت حروب وسقط الآلاف من إخواننا شهداء.. أما دماؤنا ودماء إخواننا فتهدر مرة بعد أخرى ولاحساب ولاحسيب..!!

أين حق من قتلهم أصحاب شاليط فى سيناء من الأسرى ودفنوهم أحياء.. أين حق سليمان خاطر الذى تهاونا فيه فكان ماكان.. أين حقوق من قتلهم الصهاينة المتجبرين ممن نعلمهم ومن لانعلمهم.. أين حقوق من اغتالتهم الأيدى الآثمة من علمائنا الواحد بعد الآخر والمرة تلو الأخرى..؟؟

نتهاون وتضيع حقوقنا ودماؤنا ونحن لم نعتد على أحد.. لم نحتل أرضا.. لم نقتل شعبا.. صوت حقنا ضعيف خافت متوار.. أما المحتلون المعتدون القتلة فحقوقهم غير المستحقة مصانة.. عالية الصوت.. فاجرة المنطق.

دماؤنا ودماء الآلاف من إخواننا سالت هنا وهناك.. ممن ننتظر الدعم..؟؟ هل من أكذوبة ما يسمى المجتمع الدولى ومن القائمين عليه من الذئاب والثعالب الذين لا يعرفون حقا ولا عدلا.. دينهم وملتهم الدولار واليورو ولتذهب كل القيم للجحيم مع المتأملين فيهم خيرا من المموهين أو الغافلين أو الساذجين.

الكرامة لا تباع ولا تشترى.. الكرامة تصنع.. فلنصنع كرامتنا بأيدينا ولنجعل لدمائنا ثمنا ولحقوقنا سيادة.. لن نفرط ولن نتنازل.. فلننفض الغبار عن كرامتنا لتعود أبية شامخة.. يا نفس لاتراعى أن قطعوا كراعى إن معى ذراعى.. ليس على فى الممات عار والعار فى النزال هو الفرار.

نريد سلاما ولا نريد استسلاما.. تلك هى الرسالة التى يجب أن تكون راية لنا وميثاقا.. قد نكون تهاونا وقد نكون قهرنا وقد نكون أحبطنا وقد نكون ما نكون، ولكننا لسنا أمواتا.

أنا إن قدر الإله مماتى لاترى الشرق يرفع الرأس بعدى.. إننى حرة كسرت قيودى رغم أنف العدى وقطعت قيدى.. أترانى وقد طويت حياتى فى مراس لم أبلغ اليوم رشدى.. أمن الحق أنهم يطلقون الأسد منهم وأن تقيد أسدى.. وعدت العلا كل أبى من رجالى فأنجزوا اليوم وعدى.

لقد ولى عهد التنازل وإضاعة الحقوق ولنسمعها لمن لا يريد أن يسمع.. لن نستعبد بعد اليوم.