حمدى رسلان يكتب: بن على ومبارك والقذافى والقوس مفتوح ( ------ )؟!

الثلاثاء، 23 أغسطس 2011 07:17 م
حمدى رسلان يكتب: بن على ومبارك والقذافى والقوس مفتوح ( ------ )؟! الرئيس السابق حسنى مبارك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنظمة عربية تظل على كرسى الحكم لسنوات طوال، تجند خلالها كل مقدرات البلاد التى تحكمها من أجل ترسيخ مكانها على هذا الكرسى، فتتحول الدول التى يحكمونها إلى دول بوليسية، كل شىء تحت نظر النظام الحاكم، حتى أنفاس المواطنين وتحركاتهم ومراسلاتهم، وتبنى المعتقلات العملاقة التى تسع لكل معارض لهذه الأنظمة، وتصرف الملايين والمليارات من أجل تهميش شعوب هذه البلاد، وإلهائها عن القضايا السياسية التى تشغل الرأى العام فى هذه البلاد بقضايا فرعية وخلافات ليست ذات قيمة، مثل ما حدث بين شعبى مصر والجزائر بسبب مباراة كرة قدم.

ولكن مع طول مكوث هذه الأنظمة فى الحكم، وبطشهم لكل رأى يعارضهم، وتطويقهم لمواطنيهم بالذل والمهانة والفقر والجوع، حتى يلهوا بمشاكلهم عن السياسة وما يدور من فساد داخل بلادهم، وحتى ينشغلوا بأمورهم ومشاكلهم الشخصية عن المشاكل العامة والقومية، وحتى لا يفكروا فى أبعد مما تحت قدميهم.

ولكن الغريب والعجيب هى أن تسقط بعض هذه الأنظمة فى أيام معدودة كما حدث فى تونس ومصر رغم كل هذه الاحتياطات، وتسقط أنظمة أخرى فى عدة شهور كما حدث فى ليبيا بالأمس، وأن تكون أنظمة أخرى على وشك السقوط كما فى اليمن، وأنظمة مازالت تعافر ولا تتعظ مثل نظام الأسد فى سوريا، الذى يقتل ويحرق المئات من أبناء سوريا يومياً دون رحمة.

فالتجربة أثبتت أن هذه الأنظمة البوليسية هى أنظمة هشّة سهلة الانهيار مع أول هبّة ريح غضب من شعوبها، وأن الدولة البوليسية وبطش الشعوب يولّد ثواراً غاضبين لا يقدر على مواجهتهم أى نظام ديكتاتورى مهما كانت قوتهِ، وأن نهاية كل حاكم حكم شعبهِ بالحديد والنار هى السقوط بين يدى شعبه أو الهروب لمن أسعده حظه من هؤلاء الحكام خارج بلادهم لأى بلد تؤويهم ويعيشون باقى عمرهم كاللاجئين كما فعلوا مع الكثير من معارضيهم من قبل.

وبالأرقام نجد أن ثلاثة وعشرين عاماً هى حكم بن على لتونس قد انهارت فى أقل من شهر رغم قوة الأجهزة الأمنية لديه، ونجد أن نظام الذل والخضوع الذى اتبعه مبارك مع الشعب المصرى لمدة ثلاثين عاماً سقطت فى ثمانية عشر يوماً، ونظام المهرّج معمر القذافى وكتابه الأخضر وهلوستهِ طوال اثنين وأربعين عاماً، سقط هو الآخر بعد ستة أشهر من حركة الاحتجاجات والتى حولها القذافى بغبائهِ إلى ثورة مسلحة حولت ليبيا إلى بحر من الدم، لينتصر فى النهاية الثوّار كما أكرمهم الله بالنصر فى تونس ومصر.

سنوات من الذل والقهر والفقر والاستعباد من هذه الأنظمة لشعوبهم قد سقطت فى عدة أيام، لتبرهن هذه الثورات على قوة الشعوب، وأن الصمت فى الماضى على الظلم هو ما جعل هذه الأنظمة تتوحش وتكبر وتظن أنها قادرة على التشبث بكرسى الحكم طوال حياتهم، وتوريث هذا الكرسى لأبنائهم من بعدهم.

وعلى جميع الشعوب المغلوبة على أمرها أن تتعلم من هذه التجربة أن قوتهم تفوق قوة من يحكمهم، وأن تفرقهم فى الرأى والفعل هو ضعف بالنسبة لهم وقوة لأنظمتهم الفاسدة، وأن اتحادهم على كلمة واحدة تجعلهم قادرين على اقتلاع أى نظام ديكتاتورى فاسد من جذوره.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة