من حق الشعب المصرى أن ينتقد أداء وسياسات المجلس العسكرى باعتباره المكلف بإدارة شئون البلاد.. ومن حقنا أن نعترض على بطء بعض قراراته التى لا تصدر إلا بعد ضغط شعبى رأيناه ولمسناه خلال الفترة الماضية.. وهو الأمر الذى يثير الكثير من التساؤلات وخير دليل على ذلك حركة تغيير الوزراء والمحافظين وغيرها من الأمور التى لا تتحرك للأمام إلا بعد ضغط شعبى له ما يبرره.
هذا هو حقنا المشروع فى نقد المجلس العسكرى أن ننقده بأدب واحترام والضغط عليه بصفته نائباً عن الشعب فى إدارة شئون البلاد وليس حاكماً.. ولكن ليس من حقنا أن نسب ونتطاول ونطالب بإسقاط المجلس العسكرى باعتباره الملاذ الأخير لنا بعد الله سبحان وتعالى، وإلا دخلنا فى صراع دموى لا يعلم عواقبه إلا الله.
و يجب علينا أن نلتمس للمجلس العسكرى العذر فى بعض الأحيان، وذلك لعدة أسباب أهمها أن طبيعة رجال القوات المصلحة لا تقبل النقد والجدل وإبداء الآراء، فالرأى الأول والأخير هو رأى القائد.. والأوامر والتعليمات هى التى تحكم سياسة الجيش وهى طبيعة جيوش العالم فالديمقراطية ليس لها مكان داخل القوات المسلحة وحرية الرأى لا مجال لها، هذه هى طريقة عمل المؤسسات العسكرية.. ولكن فى حالة مصر فقد فوجئ الجيش بين عشية وضحاها أنه أصبح مفتوحا على الشعب بعد أن كان صندوقا مغلقا على نفسه وكان أمام خيارين لا ثالث لهما إما الانحياز للنظام السابق أو الشعب دون تفكير، وكان يجب عليه الاختيار فى لحظات؛ ولكن رجال القوات المسلحة اختاروا الانحياز للشعب باعتبارهم من الشعب وملكه، هذا وقد اختار الجيش شعب مصر بحسه الوطنى الذى يميزه عن كافة جيوش العالم وعلينا النظر إلى جيوش سوريا وليبيا واليمن التى انحازت لأنظمتها الفاشية، وأصبحت هذه الجيوش وقادتها وأنظمتها يعيشون فوق بركة من دماء الشعب ولن يغفر لهم التاريخ فعلتهم هذه.
وثانى أسباب التماس العذر للمجلس العسكرى أنه يعيش بين مطالب شعبية وفئوية ملزم بتنفيذها وأمام مطالب ثورية واجبة النفاذ وعليه سماع آراء عشرات الأحزاب والائتلافات والتكتلات التى ظهرت بظهور الثورة.
أما ثالت أسباب التماس العذر الحمل الثقيل الملقى على عاتقه من ضرورة حفظ الأمن الداخلى لحين عودة الشرطة فعلياً إلى، جانب مهمته الرئيسية فى حفظ حدودنا وأمن البلاد من الكلاب المسعورة التى لا تتمنى خيراً لذلك الوطن وأقصد هنا العدو الصهيونى.
ولقد فوجئ المجلس العسكرى بعد أن كان صندوقا مغلقا لا يجرؤ أحد الاقتراب منه أو المساس به أو نقده أو مجرد الإشارة إليه فى الصحف- أنه أمام كم هائل من السب والنقد والإهانة والمطالبة بإسقاطه.
أيها الشعب تذكر أن جيش مصر لم يوجه رصاصة واحدة لصدر مواطن مصرى وانحاز لك من أول لحظة دون تفكير، ولولا فضل الله وقيادة الجيش لتحولت مصر إلى لبنان أو عراق أخرى بسبب الكم الهائل من الجماعات والفصائل التى ظهرت على الساحة كل منها يريد أن يقفز على السلطة لو اتيحت له الفرصة.
أيها الشعب، الثورة لم تعلمنا السب والإهانة بل المفترض أنها عملتنا الحرية والديمقراطية والحوار.. فهل كان يجرؤ أحدًا منا على الحديث أو الكتابة عن الجيش قبل الثورة؟، الإجابة بالنفى.. أعتقد أن العيب فينا وليس فى الثورة، فبعد حالة الانغلاق التام التى كنا نعيشها بسبب طغيان وجبروت النظام السابق فوجئنا بفتح أبواب الحرية على مصراعيها فأصبنا بصدمة نتج منها استخدام الحرية بصورة سيئة، وطبقنا مبدأ أنا أسب إذن أنا موجود!.
لا يا سادة، الثورة جاءت لترسخ مبدأ سيادة القانون وتوجيه النقد البناء وإشاعة ثقافة الحوار.. فلنحاول أن ننبذ خلافتنا ونتوحد مع بعض ونتواصل مع الجيش والضغط فى بعض الأحيان لتحقيق مطالبنا المشروعة؛ ولكن فى إطار الاحترام المتبادل.
توحدوا حتى لا ينقض علينا الأعداء من كل اتجاه.
أحمد إسماعيل محمد يكتب: الجيش والشعب إيد واحدة
الثلاثاء، 23 أغسطس 2011 12:42 ص
صورة ارشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مقاتل يعشق الموت
مقاتل يعشق الموت
عدد الردود 0
بواسطة:
enass
اعشق الجيش
عدد الردود 0
بواسطة:
د. محمد زين
شكرا لحضرتك علي المقال الجميل العاقل الحكيم والصادق