هجرس: من مدحوا "مبارك" من الصحفيين ليسوا متحولين

قال الكاتب الصحفى سعد هجرس إن الصحفيين الذين يسمونهم البعض بالمتحولين، لم يتحولوا فى الحقيقة، لأنهم يخدمون الموجود على الكرسى دائما، فكانوا يلعقون حذاء الرئيس السابق، وصاروا الآن يلعقون حذاء الموجود على رأس السلطة.

وتابع هجرس: من يأتى برئيس التحرير فى عصر الرئيس السابق؟ القرار الذى يصدر لأى شخص بأن يكون رئيس تحرير صحيفة قومية، معناه أن صاحبه دخل لنادى المليونيرات، وهو ما يجعل من الطبيعى أن يدين هؤلاء بالولاء لصاحب القرار.

ولفت هجرس إلى أن ما كتبه هؤلاء المتحولون لم يخدع الناس، التى قامت بالثورة وأسقطت النظام السابق. جاء ذلك خلال الندوة التى أقامتها هيئة الكتاب أمس الأحد، عن صحافة ما بعد 25 يناير، بحضور الكاتب الصحفى خالد البلشى رئيس تحرير صحيفة البديل وأدارها سعد هجرس.

وهاجم هجرس نقابة الصحفيين، مؤكدا على أن الثورة لم تصل لها لافتا إلى ضرورة تعديل قوانين النقابة الذى تم صياغته أيام التأميم والحزب الواحد، وقال هجرس إن صحافتنا حتى الآن تعمل بمنطق بدايات ثورة الصناعة الأولى، مشيرا إلى أن الصحافة بالشكل الحالى واقعة على قرنى الإحراج، فهى إما خاضعة لسيطرة الحكومة أو لسيطرة رأس المال، مضيفا: والحل فى هذه المسألة هو حرية الإصدار أى حق كل قرية فى مصر أن تحرر صحفها، وإذاعتها.

ورفض الكاتب الصحفى خالد البلشى الممارسات الصحفية التى تقوم بها الصحف القومية بعد ثورة 25 يناير، لافتا إلى أنها بدأت تغسل سمعتها بمجموعة من الأفعال غير المهنية غير المسبوقة فى تاريخها، بعد أن انقلبت على النظام القديم، وانتقلت من النقيض للنقيض، ونال ذلك من مصداقيتها بشكل عام، فاستبدلت الصحف القومية الرئيس السابق بالمجلس العسكرى، وكما صاغت الأهرام صورة تعبيرية عن مبارك فى العهد البائد، صاغت أيضا خبرا تعبيريا يتحدث عن استعدادات المجلس العسكرى للثورة.

وتابع البلشى: لأول مرة تنشر صحيفة قومية خبرا عن هروب مبارك إلى تبوك 4 مرات، ويتم تكذيبه وتعاود نشره أيضا رغم التكذيب.

ولفت البلشى إلى أهمية قانون تداول المعلومات وهو ما سيجعل فى الإمكان محاسبة الصحفى بشكل مختلف، مستنكرا تهديد الصحفيين فى العهد الحالى بالإحالة للنيابة العسكرية، والتى لم يتم تمريرها لاستيقاظ المجتمع.

وأكد البلشى على أن الملكية الموجودة فى الصحافة الآن تعبر عن مصالح الملاك، فلدينا صحف حكومية تتحدث عن مصالح الحكومة، ولدينا صحف خاصة تعبر عن مصالح رجال الأعمال وبعضها كان يملكه بعض رموز النظام، مشددا على أن المسئولية الأساسية لتطوير الصحافة تقع على كاهل الصحفيين بعدما تحولت نقابتهم من نقابة تدافع عن الصحفيين لنقابة تدفع البدل النقدى فقط.

وندد البلشى بإقدام بعض الصحف على خطف الصحفيين من بعضهم البعض، مثلما تفعل الأندية الرياضية، لافتا إلى وجود سوق صحفى مختل، وأجور شديدة التفاوت، وهو ما يؤسس لفساد صحفى، قائلا: هناك رؤساء تحرير رواتبهم تساوى رواتب 200 صحفى، وهو ما يهدر تطوير المهنة، ويضيع فرص أن توجه هذه الأموال للتدريبات المهنية والصحفية من أجل الارتقاء بالمهنة.

ودعا البلشى وهجرس لتغيير قانون النقابة ولعمل نقابة بديلة، تحمى أعراف المهنة، وتطورها، وكذلك تدافع عن أبنائها.