علاء البحار

فى مقاعد المشاهدين.. مرة أخرى

الإثنين، 22 أغسطس 2011 09:51 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الخوف كل الخوف أن يتحول الشعب المصرى إلى مقاعد المشاهدين مرة أخرى فى ظل تزايد الجدل بين 3 أطراف حول مستقبل مصر "المجلس العسكرى، والتيار الإسلامى، والقوى السياسية المدنية"، ولعل نجاح النظام السابق فى البقاء بالسلطة لاكثر من 30 عاما يرجع إلى اتقان الكثير منا لدور المشاهد الذى احترف فن الفرجة طويلا، وترك الفرعون الكبير وفراعينه الصغار يظلمون ويفسدون ويدمرون الأخضر واليابس حتى طفح الكيل.. ولم تعلو فى عهد النظام البائد سوى أصوات رجال من هنا وهناك صمدت ورفضت الذل واختارت الطريق الصعب حيث ناضلت وكافحت وجاهدت ثم توحدت فى مشهد تاريخى لن ينساه أحد.. ليقود هؤلاء الرجال الشعب المصرى إلى ثورة يناير المعجزة.

شارك عشرات الملايين فى الثورة حتى لحظة تنحى الرئيس السابق.. فكانت الفرحة الغامرة.. وكانت هذه هى اللقطة الأخيرة للشعب المصرى تحت راية واحدة "مصر".. ليبدأ بعدها تعدد الرايات وتحديدا منذ استفتاء التعديلات الدستورية الذى شارك فيه 18 مليون مصرى، وشهد بداية مرحلة الصراع الحاد بين القوى السياسية.

وللأسف تصاعدت حالة الاستقطاب التى قادتها النخبة التى قسمت الشارع السياسى إلى قسمين، الأول يقوده الليبراليون واليساريون والثانى يقوده الاسلاميون، ليقع الشعب المصرى فريسة لصراع سياسى جر الوطن إلى قضايا جانبية وخلافات جوفاء حول الدستور والانتخابات.. رغم وجود قواسم مشتركة كثيرة بين الطرفين المتصارعين.. وللأسف لم نجد حتى الآن أحدا من هؤلاء الأشاوس يطرح لنا مشروعا قوميا يلتف حوله الجميع، ويجعل الشعب يتوحد حول رؤية واضحة للبناء فى المرحلة المقبلة.

أما أداء المجلس العسكرى الذى أثبت وطنيته ومساندته للثورة منذ لحظة اندلاعها، فعليه أيضا علامات استفهام كبيرة.. لماذا أخذنا إلى تعديلات دستورية مبتورة اتبعها باعلان دستورى من جانب واحد لم يأخذ فيها رأى أحد؟ ولماذا أصدر قوانين تلو أخرى بعيدا عن مشاركة القوى السياسية فى معظمها؟ ولماذا تبنى المجلس العسكرى خريطة المرحلة الانتقالية عن طريق الانتخابات أولا ثم عاد ليعلن عن إعداد مبادئ فوق دستورية؟

نعم.. الخوف كل الخوف أن تتحول الثورة إلى أزمة يتصارع فيها اللاعبون الثلاثة.. ويتشتت الشعب المصرى بينهم ليتحول مرة أخرى إلى موقع المتفرج، انتظارا لولادة نظام جديد مشوه ومستنسخ من رحم النظام السابق، يتاجر بقضاياهم الحقيقية ويقودهم بعيدا عن أحلامهم البسيطة فى مستقبل أفضل وحياة كريمة لهم ولأبنائهم.






مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

انس

العلمانيون السبب

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

الى رقم واحد بل الأسلاميون هم السبب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة