أرسلت منيرة عبد السلام تقول أريد أن أعرف الفترة التى يستمر فيها العلاج الطبيعى بعد الإصابة بجلطة بالمخ نتج عنها شلل نصفى فى الجانب الأيمن، وما هى نوعية العلاج لهذه الحالات المرضية، وهل سن المريض له تأثير على نوعية وفترة العلاج؟
يجيب الدكتور أسامة حفنى، استشارى العلاج الطبيعى وعلاج السمنة قائلا، دائما ما يقال بالخطأ على مثل هذه الإصابات الدماغية إنها جلطة فى المخ وأفضل التعبير عنها بأنها السكتة الدماغية stroke لأن مثل هذه الحالات تنقسم إلى قسمين كبيرين يختلف العلاج الطبى المبدئى لهما كثيرا إما أن تكون نتيجة جلطة فى المخ وهو الاسم الشائع، وإما أن تكون نتيجة نزيف دموى فى المخ، ولذا فإنه لابد من التفرقة بين الحالتين ابتداء بعمل أشعة مقطعية لتدلنا على البداية الصحيحة للعلاج الطبى.
وهذه الحالات التى ينتج عنها شلل نصفى يظن الكثير منا أنه لا يمكن تفادى حدوثها، ولكن فى الحقيقة أنه يمكن باتباع أمور بسيطة تجنب حدوث مثل هذه السكتات الدماغية مثل:
1. على مرضى الضغط الالتزام بتعليمات طبيبهم بمواعيد العلاج وبجرعاته مع الاهتمام بالمتابعة مع طبيبهم وقياس الضغط باستمرار
2. المدخنون يجب أن يقلعوا عن التدخين فورا
3. يجب ممارسة تمارين رياضية مناسبة للسن والحالة الوظيفية، والمشى هو من أهم الرياضات التى تناسب معظم الأعمار
4. الالتزام بالغذاء الصحى، وعلى أصحاب الوزن الزائد أن يهتموا بإنقاص أوزانهم إلى الحدود الطبيعية.
5. الذين يتناولون المشروبات الكحولية يجب عليهم تجنب ذلك
6. الإقلال من الملح فى الطعام
وعلاج مثل هذه الحالات يكون بتعاون فريق طبى متعدد التخصصات للاهتمام والعناية بالمريض، وبالنسبة للعلاج الطبيعى فإن علاج حالات السكتات الدماغية، ينقسم إلى مرحلتين أساسيتين، مرحلة ارتخاء العضلات التام وهى مرحلة يكون المريض فيها ملازم للفراش وغير قادر على الحركة، وتستمر هذه المرحلة من عدة أيام إلى عدة أسابيع.. والمرحلة الثانية هى مرحلة زيادة التوتر العضلى Spasticity وهى مرحلة هامة جدًا فى تأهيل المريض ومحاولة إرجاعه بسرعة إلى أفضل حالة وظيفية ممكنة.
بالنسبة للمرحلة الأولى: فإن مراعاة أوضاع المريض سواء أثناء النوم أو الجلوس فى السرير على درجة عالية من الأهمية لتجنب قرح الفراش أو إصابة العضلات المرتخية، والالتهابات الرئوية، والمشاكل الأخرى للجهاز التنفسى، وفى هذه المرحلة يكون الاهتمام بتحويل المريض إلى الحركة من الفراش له الأولوية القصوى، والاهتمام بالكتف المصاب.
وفى المرحلة التالية التى تعتمد كثيرًا على بعض التمرينات العلاجية لاستعادة الحالة الوظيفية للمريض فإننى هنا ينبغى أن أحذر أنه برغم أن بعض التمارين قد تشاهد على أنها بسيطة إلا أنها من الأهمية بمكان لأنها تتداخل مع العلاقة المخية الحركية التى تسبب زيادة التوتر العضلى، وهو السبب الرئيسى فى عدم قدرة المريض على الحركة فى هذه المرحلة، وقد رأيت العديد من المرضى يستعينون بمدربين رياضيين ليقوموا بمساعدة المريض فى ممارسة هذه التمارين، وهذا خطأ جسيم وجريمة فى حق المرض، فإن هذه ليست مجرد تمارين رياضية، ولكنها تمارين معينة تفصل حسب حالة كل مرض وتتوجه بشكل خاص إلى تنبيه المخ لتخفيف التوتر العضلى facilitation techniques وهذه التمارين تتم فى فترة ثمينة جدا من المرض وهى الفترة فى بداية مرحلة زيادة التوتر العضلى، والإهمال فى علاج المريض فى هذه الفترة قد يؤثر بالسلب على شفاء المريض تأثيرا شديدا لا يمكن تداركه أبدا إذا انقضت هذه الفترة دون ممارسة العلاج الطبيعى السليم.
وتقوم فلسفة هذه المرحلة على عدة عوامل:
1. التركيز على علاج الطرف العلوى لتحسين الحالة الوظيفية للمريض
2. مساعدة المريض على المشى بواسطة أدوات مساعدة فى البداية
3. إعادة تعليم حركات المشى بتدريبات المشى المفصل على المريض
4. استعادة وظائف النشاط اليومى
5. ممارسة تمارين لتنشيط التنفس والدورة الدموية
6. استعادة المشاركة الاجتماعية للمريض
ويمكن فى هذه المرحلة الاستعانة بأنواع مختلفة من السواند المساعدة لدعم الحركة السليمة للأطراف، مثل ساند للقدم، ساند للكف، وغير ذلك.
ويجب التركيز على الاهتمام بالتحكم فى التوتر العضلى Spasticity لأنه مفتاح العلاج فى هذه المرحة والخطأ الشائع هو الاهتمام بتقوية العضلات وقد يسبب هذا الخطأ فى زيادة التوتر العضلى مما يقلل من فرصة عودة المريض إلى حالة وظيفية مثلى، وبالتالى فإن التوازن بين تمارين التقوية وتقنيات التحكم فى التوتر العضلى PNF يجب أن يكون هو محور التأهيل فى هذه المرحلة، واستعمال أنواع من التيارات الكهربية العلاجية فى هذه المرحلة يختلف بشكل كبير بحسب حالة المريض ونوع التيار المستخدم وبالتالى يختلف مكان التنبيه تبعا لذلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة