رغم انتهائه من ديوانه منذ سنوات، إلا أن عبد الرحمن مقلد الفائز حديثا بالجائزة الأولى فى مجال ديوان شعر الفصحى فى مسابقة هيئة قصور الثقافة، لم يقبل على نشره" نشيد للحفاظ على البطء" لأنه يرى أن الشاعر أو الكاتب عموما لا ينبغى أن يدفع مقابلا ماديا لنشر عمله الأدبى، وهى الفكرة التى أخرت صدور ديوانه، حتى نال الجائزة، عن الجائزة والديوان والحالة الشعرية الراهنة المواكبة للثورة كان "لليوم السابع" مع مقلد هذا الحوار.
هل تسبب انشغال حركة النشر بالرواية والقصة فى تأخير صدور ديوانك رغم انتهائك منه منذ سنوات؟
ليس هذا هو السبب الوحيد، بل السبب هو أن دور النشر الخاصة تحولت لمطابع، ما عدا دار أو اثنين، ومن العيب أن يلجأ الكاتب لدفع مقابل مادى لنشر أعماله، وطبعا إذا لم يستحق العمل أن ينشر، فلن أدفع لنشره، فما ذنب القراء فيما يقوم به بعض أصحاب المطابع فيما ينشرونه.
ولكن ألا ترى أن هذه الفكرة ستعوق إصدار الأعمال الشعرية، والجيد منها؟
للأسف صحيح، والكاتب أصبح يتحمل كل شىء، حتى بعد أن يدفع مقابل نشر كتابه، فيحمل نسخ كتابه على كتفيه، ويقوم بتوزيعها، ثم يرسل منها نسخ للصحفيين، ويلتقى النقاد كى يكتبوه عنه، وأصحاب المطابع جالسين فى مكاتبهم لا يفعلون شيئا، سوى أن يجمعون " الغلة" وهذا للأسف لم يعد قاصرا على الشعر فقط، بل امتدت هذه المشكلة لكل الألوان الأدبية الأخرى، فالشعر لا يقف وحده فى خندق أزمة النشر، بل الرواية والقصة، لكن الشعر مشكلته أكبر، مثله مثل الفنون الجادة كالموسيقى البحتة.
هل عوض النشر الحكومى هذه المشكلات التى أثرتها، كيف وجدت الأمر بعد نشر ديوانك فى هيئة قصور الثقافة بعد حصوله على الجائزة؟
كانت مفاجأة جيدة أن تقوم هيئة قصور الثقافة بنشر الديوان بعد حصوله على جائزة فى المسابقة المركزية، وتلقيت اتصالا من الشاعر صبحى موسى المشرف على النشر بقصور الثقافة ليطلب منى نشر الديوان الفائز، والناشر الحكومى عموما لا ينتظر عائدا من كتابه، فهو نشر مدعم أولا وأخيرا، أما دور النشر الخاصة أو أصحاب المطابع كما أسميهم، فهم لا يعتنون سوى بنشر أعمال الشعراء الكبار، ولكنهم يقفون عاجزون عن توزيعها، لأنهم يخاطبون كتلة وسط البلد فقط، رغم أن قراء الشعر الحقيقيين موجودون فى الصعيد، فالقاهرة تظلم بضوضائها الشعر.
وكيف فى رأيك يستطيع الشعراء أن يواجهوا أزمة الشعر فى القاهرة؟
أزمة الشعر فى دكاكين وسط البلد، وهى ليست أزمة لأنها من صنع مقاهى وسط البلد، والمرحلة القادمة تتطلب أن يخرج الشعراء بشعرهم من القاهرة، ونبتعد عن وسط المدينة، ونلقى شعرنا فى دمياط والمنصورة، فجمهور الأقاليم أكثر صبرا على الشعر من جمهور القاهرة.
ديوانك ينتمى لقصيدة التفعيلة، كيف ترى المستقبل للألوان الشعرية المختلفة؟
المستقبل سيكون للقصيدة الجيدة، فهناك الآن قصيدة نثر فصحى وعامية على أعلى مستوى، وكذلك قصيدة تفعيلة يكتبها أبناء جيلى بخلاف قصيدة التفعيلة التى بدأت فى الستينيات، وكما تعجبنا قصائد أدونيس وقاسم حداد، تعجبنا أيضا قصائد الأبنودى وأمل دنقل، وكما يكتب إيهاب البشبيشى قصيدة عمودية جميلة جدا، تكتب إيمان مرسال قصيدة نثر رائعة، فاللغة العربية تاريخها طويل، وتوافر النماذج الجيدة سيجعل القصيدة الجيدة تفرض نفسها وتفرض صوتها.
الأحداث الجارية الآن هل لها نصيب فى قصيدتك، وكيف ترى الدواوين الشعرية التى صدرت عن الثورة؟
من الصعب أن أفعل كما فعل عدد من الشعراء الذين أصدروا دواوين عن الثورة، كلها لا ترقى إلى قصيدة أمل دنقل الشهيرة " الكعكة الحجرية"، فلن أكتب قصيدة غير لائقة، وللأسف كل الدواوين الشعرية سقطت فى فخ القصيدة السياسية، ولم تنتصر للشعر أو للفن، فأين الشعر فيما يكتبه عبد الرحمن يوسف، أو فيما يكتبه هشام الجخ، إذا لم تكتب نصا يوازى قصيدة أمل دنقل، فلا تسمى نفسك شاعر ثورة، كما أن الثورة نفسها لا تنهى ما تم كتابته قبلها، وإلا كانت أعمال نجيب محفوظ " الثلاثية" فى خبر كان بعد قيام ثورة يوليو.
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد
أنا زعلان منك يا عبد الرحمن
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد طنطاوى
عبد الرحمن كتلة ثقافية حقها التفرغ للكتابة
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد طنطاوى
عبد الرحمن كتلة ثقافية حقها التفرغ للكتابة
عدد الردود 0
بواسطة:
عماد مقلد
الف مبروك