قال معهد واشنطن إن نطاق وتعقيد العملية التى شنها مسلحون فلسطينيون على منطقة إيلات الإسرائيلية والتى قتل فيها أكثر من 8 إسرائيليين توحى بتخطيط دقيق ومعلومات إستخباراتية وإعدادات لوجستية كبيرة وتنفيذ محدد.
وكانت العملية التى شارك فيها حوالى 20 إرهابيا تقسموا إلى عدة مجموعات، شهدت استخدام أسلحة متنوعة، من بينها قذيفة صاروخية وأجهزة تفجير من طراز IED وأحزمة ناسفة وقذائف مورتر. وشملت أهدافهم حافلات وسيارات تقل مدنيين واستخدام عبوات ناسفة ضد ضد وحدات الجيش الإسرائيلى.
وأشار تقرير المعهد الأمريكى أن الحادث يسلط الضوء على التحديات التى تواجهه إسرائيل فى الرد على التهديدات القادمة من سيناء. فبموجب معاهدة السلام لا يمكن للقوات الإسرائيلية العمل بسيناء ولكنها تقع على مصر مسئولية السيطرة على الأنشطة الإجرامية والإرهابية.
ويوضح أنه حتى فى حالة تحذير الجيش الإسرائيلى بهجوم وشيك، فإنه لا يمكن لإسرائيل القيام بأى تحرك أكثر من إعلان حالة التأهب وتعزيز جانبها الحدودى وتمرير التحذير لمصر.
وقد بدأت إسرائيل بالفعل فى 2010 ببناء الجدار الفولاذى على طول الحدود مع سيناء حيث انتهت بالفعل من بناء 20% منه، لكن يرى المعهد أن هذا المشروع من شأنه أن يساعد فى حل المشكلة لا فى القضاء عليها.
ويضيف المعهد المختص بدراسات الشرق الأدنى أن الهجوم يسلط الضوء على المشكلة المتنامية التى تواجهها القاهرة من سيناء. فلقد كانت السيطرة على شبه جزيرة سيناء تمثل صعوبة فى عهد مبارك لكن الوضع أصبح أكثر فوضوية منذ قيام الثورة حيث زادت عمليات التهريب والجريمة والعنف بشكل ملحوظ.
وانتقد المعهد فى التقرير الذى كتبه الباحثين جيفرى وايت وإيهود يارى، الأسلوب الذى لا زالت تتعامل به السلطات المصرية مع بدو سيناء وقال إن الأوضاع فى المنطقة تفاقمت بسبب العلاقة الضعيفة والسيئة تقليديا بين الحكومة والبدو. وقد ركزت الحكومة المصرية جهودها فى سبيل حفظ الأمن هناك وقد شنت ما أطلق عليه العملية نسر بهدف عرقلة النشاط الإجرامى والجهادى ومع ذلك لازالت المنطقة تموج بالفوضى والمشاكل.
وختم معهد واشنطن مشيرا إلى أن الوضع الحالى يهدد بتصعيد الموقف على مستوى الصراع الإسرائيلى مع حماس ومن ناحية أخرى أزمة دبلوماسية بين مصر وإسرائيل. والسيطرة على هذا التصعيد تتطلب إستجابة حذرة من حماس ومصر وإسرائيل.
وعلى وجه التحديد، يتعين على حماس وقف الهجمات الصاروخية التى يشنها جناحها المسلح وغيره من العناصر المسلحة. وهذا لن يكون سهلا حتى لو كانت الحركة الإسلامية التى تسيطر على قطاع غزة ترغب فى ذلك.
وعلى الجانب المصرى أن يقاوم الانفعال العاطفى لتجنب إحداث صدع فى العلاقات مع إسرائيل وأن تثبت السلطات المصرية أنها قادرة على حفظ الأمن بسيناء. ويجب على إسرائيل أن تزن بدقة نطاق وطبيعة ردها، فالرد الانتقامى الغاضب قد يسفر عن مزيد من التصعيد مع كلا من غزة وتوترات مع مصر.
