سعيد سالم يكتب: الشعب يريد إنهاء المشاجرات!!

الأحد، 21 أغسطس 2011 01:51 م
سعيد سالم يكتب: الشعب يريد إنهاء المشاجرات!!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ أول ثانية فى اليوم الأول من شهر أغسطس الجاري، وحتى آخر ثانية من يوم 18 منه، وردت كلمة " مشاجرة" فى أبواب جريدتنا الغراء اليوم السابع (142) مرة بالتمام والكمال ما بين وقوع المشاجرة بين مختلف فئات الشعب، وإنهائها بتدخل قوات الشرطة، أو قوات الجيش، أو كلاهما!!.

وقد وردت ذات الكلمة "مشاجرة" فى ذات التوقيت، وبنفس السياق أكثر من 600 مرة "تقريبًا" فى مختلف الصُحف اليومية والأسبوعية فى مصر باختلاف الأشخاص القائمين بها، وباختلاف المحافظات والمُدن التى وقعت بها هذه المشاجرات، وهُما بلا شك رقمان مُخيفان، يكفى أنهما يوضحان أن معدل المشاجرات اليومى فى مصر فى حوالى نصف شهر يُقدر بحوالى 40 مشاجرة، يشترك فى كل مشاجرة ليس أقل من 25 مواطن، وهى كذلك أرقام مُحزن لنا أن نراها، وأكثر حُزناً لنا أن نقرأها !!

أما الأكثر والأكثر خوفاً وحزناً، فهو معرفة أن أكثر من 95% من هذه المشاجرات تُستخدم فيها الأسلحة النارية، وقنابل المولوتوف، والأسلحة البيضاء، وأن القصابات فيها تصل دائماً إلى قتيل أو قتيلان على الأقل، ناهيك عن عشرة أصابات على الأقل أيضاً، وكذلك معرفة أن هناك عدد كبير آخر من المشاجرات التى تنشُب وتنتهى فى شوارع مصر عند التشابك بالأيدى وتبادل السباب والشتائم القذرة لأتفه الأسباب، ولم تنل حظاً فى النشر.

وهو أمر يستوجب أول مايستوجب دعوة الشعب المصرى لنفسه وبأقصى سرعة النزول بمختلف ميادين مصر بمليونية ومليونيتين وثلاثة ملايين يقف فيها وقفة واحدة مُتحداً بمختلف فئاته، وقواه السياسية، وأحزابه، وأطيافه رافعاً شعار ((الشعب يريد إنهاء المشاجرات))!!

وذلك من منطلق أن مابين نشوب هذه المشاجرات وحتى إنهائها تتحقق خسائر مالية كبيرة سواء للأفراد القائمين بها أو القوات القائمة بفضها، وتتمثل هذه الخسائر فى الأضرار المادية الناتجة عنها من تحطيم وتكسير سيارات ومعدات وديكورات وخلافه، ناهينا عن الخسائر فى الأرواح.

هذا فضلاً عن الأضرار الاجتماعية الأكبر أثراً سلبياً فى نفوس المتشاجرين، فتزداد الكراهية وتشتد حالات الضغينة بين النفوس، حيث أن أكثر هذه المشاجرات عادة ما تتم بين عائلات متنافسة فى التجارة داخل شارع واحد، أو بين عائلات لها صفة القبلية تحتفظ بثأر قديم ضد بعضها البعض، أو بين شباب متنافسون على حُب فتاة أو أمرأة لعوب، أو بين أشخاص من أسرة واحدة لأسباب قد تتعلق بالغيرة أو الحقد العائلى، أو بسبب التزاحم على شراء خبز، أو بسبب (لعب العيال)، أو ما شابه كل ذلك !!

ودرءاً لهذه الكراهية، وهذه الأحقاد، وهذه الضغائن فى نفوس شعب واحد .... أليس نحن الآن – شعب مصر - فى حاجة إلى توقف هذه المشاجرات ؟! أليس نحن الآن أحوج إلى التكاتف والعمل لتحقيق نهضة مصر الأقتصادية بدوران عجلة الأنتاج ؟!

وإذا كانت (ثورة) يناير، قد حققت للشعب المصرى – أو هكذا يجب أن تكون قد حققت – النهضة السياسية فى أطار تحقيق (الحرية) السياسية،

فما أحوج الشعب المصرى الآن إلى توقف مشاجراته، وإلى إنهاء حالات الخصومة بين أفراده، وبين قواه وأحزابه السياسية - الأسلامية منها والليبرالية - والمسيحية منها والقبلية.

وما أحوجنا الآن إلى التفاف كامل وكبير بحجم الشعب المصرى حول تحقيق (النهضة الاقتصادية)، فهى – بلا شك - أم النهضات، فبدونها لم ينصلح حال السياسة، ولا حال التعليم، ولا حال الصحة، ولا حال الأحزاب، ولا حال الدخول، ولا حال الإنتاج، ولا حال التصدير، ولا حال الاحتياطى النقدى والسلعى .. إلخ .. من الأحوال التى نتمنى إصلاحها !!






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة