خالد الشريف

العلمانيون الجدد.. والإفلاس الفكرى

الأحد، 21 أغسطس 2011 04:10 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كلام د.على السلمى- نائب رئيس الوزراء- عن وثيقة المبادئ الدستورية ونقاش القوى السياسية المختلفة حولها تمهيدًا لإصدارها فى شكل «إعلان دستورى».. هو نوع من العبث والتفاف واضح على الإرادة الشعبية؛ فالحكومة لا تملك مُخالفة نتائج الاستفتاء التى وافق عليها الشعب المصرى فى مارس الماضى.. وهى بذلك تَصْطَفُّ مع العلمانيين من أجل إضعاف المادة الثانية من الدستور الخاصة بمرجعية الشريعة الإسلامية للقوانين، بحجة الدفاع عن الدولة المدنية.. بل إننى أعتقد أن الأصوات العلمانية المتطرفة نَجَحت فى الضغط على الحكومة لإصدار تلك الوثيقة لاختيار الجمعية التأسيسية لإعداد الدستور الجديد، ولا نستبعد إقصاء الإسلاميين منها مراضاةً للعلمانيين.

وعلى صفحات «اليوم السابع» كتبتُ الأسبوع الماضى: «ماذا يريد العلمانيون من مصر؟» وكنتُ أنتظر حوارًا جادًّا، حول ما كتبتُ، من الشباب العلمانى فلم أجد إلا تهكمًا واتِّهامات بالجهل والازدراء.. وهو أمر يثير حزنًا وألَمًا فى النفس ويؤكِّد أنَّ العلمانيين فى بلادنا أفلسوا فكريًّا وليس لديهم رغبة فى الحوار مع الآخر أو حتى مجرد قبوله.

وهو ما جعلنى أترحم على الاستاذ أحمد بهاء الدين صاحب القامة الفكرية العالية وأحد عمالقة الصحافة المصرية يوم أن كان يُلْقِى محاضرةً حول «حقوق الإنسان فى الإسلام» نَظّمتها لجنة الحريات بنقابة الصحفيين وذلك فى عام 1988 وتطرّق الرجل إلى النظام الإسلامى معتبرًا إيّاه أنه جاء للعبادة فى المسجد وتربية الناس روحيًّا، لكنه لا يملك نظامًا سياسيًّا للحكم ولا للاقتصاد ولا للإدارة وتنظيم معيشة الناس... وأثارت كلمات بهاء الدين الحاضرين من الإسلاميين، وكان على رأسهم فهمى هويدى ومحمد عبد القدوس- مقرِّر اللجنة- لكن يبدو أن احترامهم لبهاء الدين منعهم من التعقيب فلم يتكلم أحد.. فاستأذنت فى التعقيب على الاستاذ بهاء الدين قائلاً: إننا نحب الأستاذ لكن حبنا للحق أشد، مؤكدًا أن الإسلام دين ودولة.. وجهاد ودعوة وشريعة وسياسة وقانون واقتصاد.. وأن القرآن لم يتنَزّل من عند الله القدير ليُتْلَى فى الجنائز والمناسبات إنَّما جاء ليحكم ويسوس البلاد والعباد، وأنا أتلو آيات الحاكمية والأستاذ بهاء الدين يسمع.. لكن المفاجأة كانت من الشباب العلمانى الذى كان يحضر الندوة ضاقَ ذرعًا بكلامى فاعْتَلَى الكراسى وهو يصرخ ويقاطع رافضًا أن أُكْمِلَ الحديث.. رغم أنّى أذكر أدِلّة وأسانيد على أن الإسلام دين حياة شامل جاء ليحكم ويسود..
وبدبلوماسية مُهَذّبة ردَّ الأستاذ فهمى هويدى على كلامى مدافعًا عن الأستاذ بهاء الدين أنّه لم يقصد أبدًا أن الإسلام لا يصلح للحكم والسياسة.. لكن الشاهد فى الأمر أنَّ الأستاذ الكبير بهاء الدين لأنه صاحب فكر لم يغضب ولم يُصادِر على رأيى كما صادر البعض كلامى وقابلوا الفكر بالصرُّاخ والعويل والشوشرة بِمَا يؤكِّد أنَّهم مُفْلِسون فكريًّا وهو حال معظم العلمانيين فى بلادنا اليوم؛ بالمناسبة.. من المهم اليوم أن نقول إننا نرفض إحالة الناشطة أسماء محفوظ لمحكمة عسكرية.. ونطالب الشباب فى ذات الوقت بالالتزام بأدب النقد والحوار ليس مع المجلس العسكرى فقط بل مع كل المصريين.





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

zinone

الشمولية

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبدالعاطى محمد { كفر الشيخ / الحامول / الكفر الشرقى )

مصر إسلامية وستظل إسلامية لا ليبرالية ولا علمانية

عدد الردود 0

بواسطة:

سعد حسام

العلمانيه هى الحل

عدد الردود 0

بواسطة:

المسلم الاهلاوى

كلام محترم وعاقل

الله ينور يا خالد

عدد الردود 0

بواسطة:

شريف خالد

لن تفهم .. لكن اهو اقرى وخلاص

عدد الردود 0

بواسطة:

Adham

اريد " برنامجا " للاسلاميين في الاقتصاد !!

عدد الردود 0

بواسطة:

عامر السيد

العلمانية مفلسة

عدد الردود 0

بواسطة:

amin

تريد ردا من العلمانيين هذا هو

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

الى الاخ سعد حسام

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد

الي الاخ امين

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة