جيهان فوزى

لعبة إسرائيل المكشوفة

السبت، 20 أغسطس 2011 09:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جاءت الهجمات الدامية على الحدود المصرية مع إسرائيل وغزة، لتعزز من تحقيق الأمن الإسرائيلى، بتفتيت العلاقة بين الشعبين المصرى والفلسطينى، رغم أن العلاقة لا ينقصها توترات أخرى هى فى غنى عنها، الوضع المصرى شديد الحساسية ولا يحتاج إلى المزيد من التوترات، والساحة الفلسطينية تعج بالأحداث المتلاحقة التى لا تعطى الفرصة لالتقاط الأنفاس، بل المزيد من القتل والتدمير والعدوان المتواصل، الذى تنفذه إسرائيل بمهنية عالية تفوق مهنيتها فى التحاور والتفاوض لإحلال سلام عادل مع الفلسطينيين.

مصر فى حالة إعادة صياغة لكل شىء، والمواطن فيها مشغول بالهم الداخلى وما ينتظره من مجهول قادم الأيام، لذا فإن أى منغصات خارجية لن يلق المواطن لها بالا أكثر من أنها ستزيد الفجوة بين الأشقاء، وتعمق الهوة فيصبح التعاطف نقمة والتقارب لعنة.
لم تكن التعليقات التى ساقها المعلقون على أحداث الحدود الأخيرة سوى كيل اللعنات على الفلسطينين وقضيتهم، وهذا فى حد ذاته هدف ثمين حققته إسرائيل دون أن تبذل أى مجهود، إسرائيل تخشى من التقارب الأخير الذى حدث بين القيادة المصرية والفلسطينيين، وأغضبها فتح معبر رفح الحدودى غضبا شديدا لما يشكل لها من خطورة، خاصة مع تلاحم الشعبين فى بوتقة النضال ضد الظلم والفساد والاستبداد ، وسمح هذا التقارب بطريقة أو بأخرى فى الإحياء الشعبى للقضية الفلسطينية المنسية، إلا من صفحات الجرائد والميديا كخبر تكميلى ممل لنشرة أخبار يومية عامرة بزخم تفاصيل ما يجرى فى ربيع الثورات العربية، ولا ننسى ما ينتظر إسرائيل من استحقاق سبتمبر المقبل الذى يقترب يوما بعد يوم، دون أن تحقق إسرائيل ما ترجوه من إجهاض مؤكد لأى انتصار يحققه الفلسطينيون فى اجتماع أممى كهذا، حتى وإن كان هذا الانتصار معنويا لا طائل مادى فيه.

ليس من مصلحة إسرائيل لم الشمل العربى، والتعاطف الشعبى مع القضية الفلسطينية، وقد أفزعها التقارب الذى حدث بين الشعبين المصرى والفلسطينى فى ذكرى النكبة ومن بعدها النكسة، ومطالبة الثوار بالزحف المليونى إلى الحدود، كتعبير رمزى لروح التعاضد والتضامن مع المحنة الفلسطينية المستعصية على الحل، لما يشكله لها من خطورة تدرك أبعادها جيدا، وأفزعها أكثر زحف ثوار التحرير نحو السفارة الإسرائيلية مطالبين بإغلاقها وطرد السفير، وهذا لم يكن من الممكن حدوثه فيما مضى، خاصة بعد انهيار النظام البائد الذى كان يحمى أمنها، ويقمع تعاطف شعبه مع الفلسطينيين فى أى مناسبة تخص هذا الشعب، ويحرمه من حق التعبير عن انتمائه القومى.

كان طبيعيا أن تفكر إسرائيل فى إحداث شرخ فى هذه العلاقة التى لا ترضيها وتهدد مصالحها وماذا أفضل من إراقة الدماء التى تؤلب الفرقاء على بعضهم وتختلط مشاعر التعاطف بالغضب والتراجع، فالالتفات للوطن وأبنائه أعز وأسمى من الاهتمام ببعده العروبى والقومى، فى ظروف استثنائية تعيشها مصر على كافة المستويات، وفى وقت هى فى غنى عن فتح جبهات جديدة لا تنقصها.

أرادت إسرائيل من خلال العملية العسكرية التى نفذتها على الحدود المشتركة مع سيناء أن تضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، وتبعث برسائل وإشارات للشعب المصرى تحذره من تعاطف، الرهان عليه سيكون خاسرا، لأن ثمنه باهظ جدا هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تحاول إسرائيل إلهاء شعبها بعد أن تمرد على حكومته التى فشلت فى فض "ثورة الخيام " المطالبة بالعدالة الاجتماعية، واتسعت أصداؤها فى جميع البلاد الأمر الذى أصبح مزعجا للحكومة والأحزاب اليمينية المتطرفة التى لا يرضيها تقليص ميزانية الجيش مقابل توفير السكن وتخفيض الأجور، فأرادت الحكومة الإسرائيلية أن تظهر مدى أهمية تسليح جيشها لحماية أمنها وحدودها المعرضين للخطر فى كل الأوقات من أى باغ، والهدف الثالث التى أرادت تحقيقه أن تبعث برسالة للقيادة المصرية مؤداها أن الحدود غير آمنة، وباستطاعتها اختراقها فى أى وقت ترى فيه مصلحتها الأمنية والاستراتيجية، وأن الذى سيدفع الثمن هو من فتح الحدود للإرهابيين الفلسطينيين وعليهم أن يتحملوا نتائج أفعالهم.

ربما نجحت إسرائيل فى تحقيق بعضا من أهدافها، غير أن الأهداف الاستراتيجية الثابتة لا تقبل المساومة، مهما مرت النوائب على الشعوب ودفعت ثمنها غاليا، فالأوطان تستحق التضحيات من أجلها، ومخططات إسرائيل أصبحت مكشوفة ركيكة الحبكة، ورغم فداحة الخسائر وسقوط الشهداء والجرحى، لابد أن يبقى موقفنا ثابتا أمام الصلف الإسرائيلى فى عدم التنازل عن حقوقنا، حتى لا يتكرر ما كان يحدث فى الماضى من إهدار لكرامة الوطن والمواطن.





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

عاشق تراب مصر

ارجوكم انشروا للاهمية القصوى

عدد الردود 0

بواسطة:

يارب ارحمنا

طبعا مدبرة

عدد الردود 0

بواسطة:

م محمد الشربنيى - مغترب مصرى

الى رقم واحد اعتقد انك لاتعشق الانفسك

عدد الردود 0

بواسطة:

فلسطينية / القدس

رقم 1

عدد الردود 0

بواسطة:

Mostafa Egption

مطلوب النية الحسنة

عدد الردود 0

بواسطة:

فلسطيني و بموت في مصر

رقم 1

عدد الردود 0

بواسطة:

رمسيس الأول

إلى رقم واحد:طبعاً مصر اولاً وليدافع الفلسطز عن بلدهم

عدد الردود 0

بواسطة:

عاشق ارض الكنانة

ارجو النشر للخوة المعلقين

عدد الردود 0

بواسطة:

الحقيقة المرة

رقم 1 كلامك صح 100%

عدد الردود 0

بواسطة:

دكتور محمد

(على رأى الفنان كريم عبد العزيز)?????!!!!!!!!

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة