نبتة مصرية من أرض مصر عبرت بوضوح وبصوت لا لبس فيه أنها تنشد الحرية لكل أبناء الوطن، نبتة مصرية من تراب هذا الوطن خرجت منذ اللحظة الأولى للثورة لتعلن وبكل وضوح أنها ترفض الانكسار والخضوع وتعلن أنها تريد العيش بحرية وكرامة مهما كلفها الأمر ومهما كان الثمن حتى وإذا كان الموت ينتظرها، نبتة بريئة لم تعرف الخوف أو الاستسلام أو الاستكانة، أنها النبتة البريئة أسماء محفوظ.
لعل أسماء محفوظ تعد وبحق أيقونة الثورة المصرية هى والكثيرين من أبناء هذا الوطن الذين خرجوا من اليوم الأول للثورة مثل ممدوح حمزة وصفوت حجازى وأحمد منصور وبلال فضل وعلاء الأسوانى ونوارة نجم ومنى سيف ولؤى نجاتى وإسراء عبد الفتاح ومحمود الخضيرى، وغيرهم كثيرون بالطبع كانوا يتصدرون المشهد فى خمسة وعشرين يناير هؤلاء هم من أضاء الطريق وحملوا أرواحهم على أكفهم ليكونوا علامات مضيئة على الطريق نحو الحرية واستعادة الأمل من جديد.
كل هؤلاء الذين خرجوا هم من حمل الأمانة بالرغم مما تعرضوا له، ومما قد ينتظرهم حتى الآن، كانوا فرسانًا بكل معنى الكلمة وما تحمله من نبل وصدق مع النفس لم يعبأوا بما قد يحدث لهم ومما قد يتعرضون له بل صبروا حتى النهاية، ينطبق عليهم قول الحق "فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِى سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ"، ربما البعض قد يغضب منهم أو ربما البعض قد يعترض عليهم لسبب أو لآخر ولكن الشىء الأكيد أنهم بفضل الله أبهروا العالم شرقا وغربا بما أنجزوه من عمل.
والسؤال هل تستحق أسماء محفوظ وغيرها أن يقدموا إلى المحاكمات العسكرية؟ ولماذا تقدم أسماء محفوظ للمحاكمة العسكرية؟ ما حدث فى العباسية أنه تم الاعتداء وبقسوة على المتظاهرين من قبل مجموعات منظمة من البلطجية، وفى محاولة لإيجاد منفذ للمتظاهرين للخروج من حصار البلطجية لهم أجرت أسماء مكالمة هاتفية مع أحد المحطات الفضائية للاستغاثة والنجدة بعدما رأت أسماء زملاء لها وهم يسقطون من حولها، وقد سالت دماؤهم، فى هذا المشهد المؤلم، والمؤسف صدرت منها بعض العبارات غير المتعمدة منها، والتى يصعب على أى إنسان أن يتحكم فى نفسه فى تلك اللحظات أوفى ردود أفعاله.
أنا لا أعرف أسماء ولم ألتق بها من قبل، ولكن أسماء لم تقصد إطلاقا إهانة الجيش، لأن الجيش هو من نسيج هذا الوطن ولا يقبل أى إنسان شريف أن يتعرض أحد للجيش، أسماء لم تتعرض للجيش بل حتى لم تحاول إهانة الجيش ولو فعلت لما وجدت أحد بجانبها، ومن ثم يجب أن يتسع صدر المجلس للنقد خصوصا فى حق هؤلاء الذين ربما قد يكونون فى وطأة الأحداث قد خانهم التعبير، وهذا يقع عندما ينتاب الإنسان لحظة خوف شديد ووسط تلك الدماء أن يتجاوز دونما أن يدرى وهذا وارد جدا.
وهذا يجعلنا نطرح سؤالاً: لماذا يتم تحويل المدنيين إلى محاكمات عسكرية؟ خصوصا بعد بيان المجلس الذى أوضح فيه أنه لن يتم تقديم المدنيين إلى محاكمات عسكرية إلا لمن يمارس أعمال البلطجة، هذا مفروض تمامًا وغير مقبول أن تقديم أيقونة الثورة المصرية أسماء محفوظ إلى القضاء العسكرى تحت أى بند أو تحت أى ظرف.
هل يعقل أن تأكل الثورة أبناءها، بدلا من تكريم هؤلاء المناضلين نقدمهم للمحاكمة العسكرية!! كنا نتوقع أن يقال لهم كما قال صلى الله عليه وسلم لأهل بدر" لعل الله اطلع على أهل بدر فقال افعلوا ما شئتم قد غفرت لكم"، فلا أقل من أن نترك هؤلاء فى حالهم أنهم أهل بدر التحرير الذين كانوا بدر هذه الوطن، ولا عايزين تكريم ولا يحزنون!!!
د .هشام منصور يكتب: "أسماء محفوظ" أيقونة الثورة المصرية
السبت، 20 أغسطس 2011 07:49 م
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سفيان المناضل
نعم تستاهل
عدد الردود 0
بواسطة:
مصراوى
تسلم ايدك يا د هشام
عدد الردود 0
بواسطة:
dr.kovax
انت فعلا ما تعرفش حاجة عنها
عدد الردود 0
بواسطة:
أشرف
شكرا
ربنا يحميكي يا أسماء .
عدد الردود 0
بواسطة:
أشرف
شكرا
ربنا يحميكي يا أسماء .
عدد الردود 0
بواسطة:
braveheart
كويسة بس مش فاهمة حاجة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصراوي زهق
انما الامم الاخلاق ما بقيت
عدد الردود 0
بواسطة:
القاضى
الله يكسفك
عدد الردود 0
بواسطة:
عارف محمد
يا سلام
ده بجد ده يا مرسي
عدد الردود 0
بواسطة:
ريم زايد
مصرى وأفتخر