بدأت النقاشات الحادة لدى دخول المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية حمدين صباحى، والذى حرص على مصافحة مشايخ الطرق الصوفية، حيث كان يحضر حفل إفطار فى قاعة مجاورة، صباحى لدى دخوله رحب به الحضور ودعوا له بالتوفيق.
وحينما قال المستشار محمود أبو الفيض، عضو المجلس الأعلى للصوفية، إن الصوفيين سيدرسون البرامج الانتخابية للمرشحين وسيصوتون للأفضل رد عليه عبد الباقى الحبيبي، شيخ الطريقة الحبيبية معترضا: الصوفيون ليسوا "قطيع أغنام" وعلى كل فرد أن يرشح ما يختاره ولا يفرض علينا رأى، فقاطعه أبو الفيض مؤكدا له أن المقصد ليس فرض أحد بقدر ما هو اختيار للأصلح.
من جانبه قال الدكتور محمد مهنا، مستشار شيخ الأزهر للعلاقات الخارجية وعضو المكتب الفنى لمشيخة الأزهر، إن الصوفية ليست تيارا ولكنها الحكم ومرجعية الأمة، والأمم لا تبنى بالسياسة والاقتصاد، ولكنها تبنى بالتراث الإسلامى الأصيل، وبناء الأمم يكون ببناء الأفراد والفرد ينظر إليه بشكل روحى، وعن الانتخابات وموقف الطرق الصوفية منها طالب مهنا أن يكون هناك موقفا موحدا لأن الصوفية كيان له وزن وليسوا تيارا، داعيا لضرورة وضيع معايير لاختيار المرشحين فى الانتخابات أهمها أن يكون له موقف مؤيد لقيم الأمة الأصيلة.
من جانبهم اتهم كل من أبو الفيض والشيخ مالك علوان، الشيخ عبد الباقى الحبيبى بأنه منشق وخارج عن الجماعة، وذلك بسبب انضمامه لجبهة الإصلاح الصوفى، التى انتقدها عبد الهادى القصبى فى كلمته بأنهم يطلقون على أنفسهم "الإصلاح" مما يعنى أن باقى المشايخ "إفساد" مما أثار استياء الحضور من الجبهة.
ومن المناقشات الحادة أيضا كانت عندما أراد شيخ الطريقة الساكتية الشيخ أحمد الساكت، أن يستأذن المجلس الأعلى للطرق الصوفية بأن يحضر حفل إفطار يقيمه القائم بالأعمال الإيرانى، حيث قال له القصبى ليس لنا موقف ضد إيران ومن يريد أن يذهب فليذهب، لكن الدكتور عصام زكى، شيخ العشيرة المحمدية رفض ذلك، وقال إنهم يسعون لنشر التشيع وأن هناك مشايخ طرق صوفية بالفعل أعلنوا تشيعهم مما ينذر بكارثة على التصوف.
الشيخ عبد الهادى القصبى كشف عن عقد مؤتمر صوفى عالمى بحضور أكثر من 50 عالما صوفى من أنحاء العالم، وذلك لشعورنا بأهمية دورنا فى نشر الدعوة الإسلامية، مشيرا إلى أنه سيتم عقد المؤتمر فى شهر سبتمبر القادم، وأشار إلى أن محور المؤتمر سيتناول الإصلاح وأن التصوف هو المنهج الصوفى الأصيل والرئيسى لإصلاح الأمة، وقال القصبى أن الجميع يتحدث عن الإصلاح فى المجالات السياسية والاقتصادية ولكننا ننبه أنه لا إصلاح إلا بصلاح القيم والأخلاق، وننبه أنه بالنسبة للانتخابات فلن نتوجه إلا لمن ينتصر إلى الأخلاق المحمدية ومن يقدم برنامج يحقق للمواطن آماله وطموحاته، مؤكدا أن المشيخة العامة للطرق الصوفية ستنحاز للجهة التى ستحقق القيم والأخلاق وطموحات الشعب المصرى.
وأكد أن المؤتمر سيكون برعاية شيخ الأزهر والمشيخة الصوفية، وتنظيم العشرية المحمدية وبمشاركة نقابة الأشراف، من جانبه أكد عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية ورائد العشيرة المحمدية عصام زكى إبراهيم أن هذا المؤتمر لن يكون مؤتمرا صوفيا عاديا، مشيرا إلى أنه سيكون مؤتمرا عالميا وسيتضمن ورش عمل ولجان متخصصة لمناقشة الأبحاث المقدمة ستكون بإشراف الدكتور حسن الشافعى، رئيس المكتب الفنى لمشيخة الأزهر، والدكتور أحمد عمر هاشم وغيرهم، كاشفا أن المؤتمر سيعقد تحت رعاية الإمام الأكبر شيخ الأزهر وبحضوره، داعيا مشايخ الطرق الصوفية المشاركة الحيوية والروحية لإنجاح المؤتمر.
من جانبه أشاد شيخ مشايخ الطرق الصوفية بموقف شيخ الأزهر أحمد الطيب الذى وصفه بالوطنى لصياغة وثيقة الأزهر، لتكون خارطة طريق للمجتمع المصرى، وتكون استرشادية لنبذ الخلافات، خاصة بعد اتفاق القوى السياسية والتيارات الإسلامية على المبادئ الواردة فى الوثيقة.
وأصدر المجلس الأعلى للطرق الصوفية بيانا أيد فيه وثيقة الأزهر حيث قال فيه "إن مشيخة الطرق الصوفية تعلن تأييدها الكامل لوثيقة الأزهر الشريف باعتباره ضمير الأمة والمعبر عن حقيقة تراثها العلمى والحضارى والرمز الإسلامى الأقدس وحول حرمه ترف قلوب ملايين المؤمنين فى الدنيا كلها وفوق قدسه تحوم أرواح الصالحين والدعاة، وبعلمائه وطلابه تتعلق الآمال وتناط الأمانى العراض".
"كما تجدد المشيخة العامة للطرق الصوفية ثقتها فى جهود الإمام الأكبر فى استعادة الأزهر لتقاليده العريقة ورسالته العلمية ودوره الحضارى وسلطانه الروحى".



