أكذوبة استطلاع الرئاسة

سبق لى أن كتبت عن الاستطلاعات التى أجراها المجلس العسكرى عن مرشحى رئاسة الجمهورية، والتى جاءت بالدكتور محمد البرادعى فى المقدمة، ثم الدكتور محمد سليم العوا، ومر الاستطلاع بمراحل مختلفة، شهدت صعودا لأسماء، وانخفاضا لأسماء أخرى، والمثير فيها أن شملت أسماء احتلت مكانا متقدما مثل اللواء عمر سليمان، والفريق أحمد شفيق، بالرغم من عدم إعلانهما خوض السباق أثناء الاستطلاع.

وفى مقالى عن هذه القضية، ذكرت أن نتائج الاستطلاع لا تعبر عن الحقيقة فى شىء، لسبب بسيط وهو أن الكتلة الأكبر والأعظم فى الانتخابات، غائبة عنه، كما أن الفلاحين فى القرى والموظفين والبسطاء غير معنيين بمثل هذه الأساليب، فصوتهم لديهم سيعطونه وقت الانتخابات لمن يرونه مستحقا.

والآن وبعد ما كشفته الزميلة «المصرى اليوم» عن طريقة النصب التكنولوجية التى اتبعها البعض من أجل رفع أسهم اللواء عمر سليمان فى هذه الاستطلاعات، وحشره غصبا فيها، من أجل أهداف خبيثة توضح أن هناك كتلة جماهيرية كبيرة، مازالت تحن إلى رموز النظام السابق، أقول بعد أن تم هذا الكشف، يحق للجميع أن يصف هذه الاستطلاعات بأنها أكذوبة كبرى، لا تعكس من الواقع شيئا، ولا تعبر عن النبض الحقيقى للشارع المصرى، الذى مازال يكون رأيه عن شخصية الرئيس القادم، ومدى صلاحيته لهذا المنصب الكبير.

والخلاصة أننا أمام سباق لم يحسمه البرادعى، ولا العوا، ولا حازم أبوإسماعيل، ولا شفيق، ولا سليمان، وهى مجمل الأسماء التى احتلت الصدارة فى استطلاع «العسكرى»، الذى بدا منه وبخدعة إعلامية، أن هذه الأسماء هى المرشحة فى التنافس فيما بينها، أما الباقى فهم ليسوا موجودين.

وحتى نضع الأمر فى موضعه، علينا أن نعترف بأن هذه اللعبة التسويقية خدعت بعض البسطاء، وأسوأ ما فيها هو تفسير البعض بأن للمجلس العسكرى انحيازات معينة لأسماء مرشحة، وهو تفسير من ظاهر الأمور يبدو بعيدا كل البعد عن الحقيقة، وتأسيسا عليه ما كان يجب أن يحدث مثل هذا الاستطلاع حتى لا يخضع المجلس العسكرى لتأويلات ليست صحيحة، ولا ينخدع الناس فى أسماء يتم الترويج لها إعلاميا على أنها أصبحت قريبة من المقعد الرئاسى.