معصوم مرزوق

أعداء فى فراش الثورة

السبت، 20 أغسطس 2011 04:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعتذر إذا كانت سطورى القادمة صادمة للبعض، خاصة حسنى النية منهم..
تلك الفتاة الطاهرة البريئة، التى غادرت دفء البيت وظلال الأمان الوارفة المستقرة، وقررت أن تخرج عن طوع أبيها ومزامير الحكمة وتقاليد الخنوع، وتتحدى نصائح أمها، وحملت علم بلادها مندفعة إلى ميدان التحرير، شامخة برأسها، وهى تردد ضمن الجموع: «ارفع رأسك.. أنت مصرى».

تملت فيها العيون مبهورة، وهى تنتقل كفراشة بيضاء من ركن إلى ركن، تواجه بجسدها النحيل الضامر مدرعات الأمن وهروات العسكر، تمسح بمنديلها نزيف الشهيد الرفيق، تهتف من أعماق قلبها: «الجيش والشعب.. إيد واحدة».

لم يمر زمن طويل حتى تقاطر حولها العشرات بل والمئات.. خطب ودها الفارس ذو الرداء الكاكى، والمثقف المتقعر المتفلسف فى الزمن الضائع، والتاجر والمرابى والشيخ والصبى ولاعقى كراسى السلطة.. كل يدعى أبوته لها، وهى تتأمل إليهم مذهولة حائرة، فهذا يجذب ذراعها إلى اليمين، وهذا يجرجرها من شعرها إلى اليسار، وذاك يمزق فستانها.. وهى تصرخ ملتاعة، تحاول الفرار من الميدان بلا جدوى.. تريد أن تطير عبر نجوع مصر وقراها، أن تتناسخ فى كل شبر على ضفاف النيل، لكنها صارت أسيرة الآباء المزعومين.

وفى ليلة غامضة أقنعوها بأن خلاصها معهم، سارت خلفهم مسلوبة الإرادة، وعندما استيقظت فى الصباح وجدت أنهم فضوا بكارتها، وانصرفوا ليواصلوا صراع الديكة عبر الفضائيات.

انها ابنتى وابنتك.. تلك التى قايض البعض على شرفها، وجرجرها البعض إلى سوق النخاسة عبر عشرات الفضائيات، وتفرق دمها بين قبائل الميدان.

بالله عليكم.. من أين أتى كل هؤلاء الآباء الذين ظهروا فجأة كى يمتصوا رحيق شبابها، ويتاجروا بها وعليها؟.. من أى جحيم حطت عليها كل هذه الشياطين؟.

من السهل أن ننعى كل حظوظنا على الفلول، وربما ارتاح البعض بهذا لوصف السطور السابقة، ولكننى أحيلكم إلى كل ما كتبته قبل وبعد ظهور هذه الفتاة المعجزة فى حياتنا، خاصة ما كتبته إثر الثورة مباشرة عن «روح أكتوبر وروح يناير»، محذراً أن تتسرب الروح، كما سبق للمحترفين أن سربوها من قبل. هل ننتبه قبل أن ينفذ البخار ويتوقف القطار؟.. هل نتخلى عن أنانيتنا وأطماعنا التافهة كى نحمى هذه الأميرة قبل أن تتلاشى من تاريخنا؟.. هل من فارس يتصدى للمبارزة كى يخلصها من براثن الأعداء؟

هل من عاقل، يعيد تنسيق زهور الميدان التى داستها أقدام البداوة والجهل والرعونة؟
ما زلت أتمسك بالأمل.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

ثروت ميلاد

ما لقيصر لقيصر هو الحل

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبد الله

أين أنت أيها الفارس النبيل

عدد الردود 0

بواسطة:

موندي دالي

مستعد أتحالف مع الشيطان

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة