قال الدكتور ثروت إسحاق، أستاذ علم الاجتماع، إن الثورة المصرية تميزت عن باقى الثورات السابقة لها والتالية عليها، بأنها قامت على الفور بتفعيل القضاء حتى يأخذ مجراه فى محاكمة من تسببوا فى إفساد البلد ونهب ثرواتها، مشيرا إلى الثورة التونسية التى هرب فيها حاكم البلد إلى الخارج وكذلك الثورة اليمنية التى خرج منها رئيسها أيضا بحجة العلاج ولم يعد، بينما يعتزم الرئيس الليبى أيضا على الخروج من ليبيا.
وأكد إسحاق، خلال الملتقى الثقافى الذى عقد مساء أمس بالحديقة الثقافية بالسيدة زينب، أن إجراءات القضاء قد تأخذ وقتا طويلا فى تنفيذها وتفعيلها، ولكن من المؤكد أنها تسير فى مسارها الصحيح، مشيرا إلى أن رؤية الرئيس المخلوع فى قفص الاتهام أهدأ قليلا من خوف الناس على ضياع الثورة.
ونبه إسحاق إلى أنه من الخطأ أن يفهم الشعب أن الثورة طيبة، مؤكدا على أن الثورة لم تمنح الحرية للجميع بسهولة ولم يخرج جميع المساجين كلهم كما تصور البعض، لأنه من المؤكد أن من بين المظلومين أيضا بلطجية وسارقين، كما أنها لم تمنح الشباب الوظائف على الفور، وأن هناك إجراءات كثيرة لابد أن تتبع حتى يأخذ كل ذى حق حقه.
ودعا إسحاق الشعب المصرى ألا يستعجل فى جنى ثمار الثورة قبل أوانها، مشيرا إلى أن وضع المتهمين فى قفص الاتهام ومثولهم أمام الجميع، هذا الأمر الذى كان يظنه البعض مستحيلا قد حدث، مضيفا أن سعى الكثير من الحركات والقوى السياسية للمطالبة بتحقيق العدالة الاجتماعية والحرية سوف يكون ورقة ضغط على الحكومة لتفعيل هذا المبدأ.
