محمد أبو زيد الطماوى يكتب: رسالة إلى معالى الوزير

الثلاثاء، 02 أغسطس 2011 08:14 م
محمد أبو زيد الطماوى يكتب: رسالة إلى معالى الوزير صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سيدى الوزير… تحية طيبة وبعد، يقدم إليك الرسالة شاب دوّنها لعلها تكون ذكرى كانت ناجحة فى تغيير مستقبله.

عزيزى الفاضل بداية أريد أن أسرد لك قصةً كانت صعبة على النفس أن تتحملها، حين نشأنا فى هذه الدنيا لم نجد من يعلمنا ويأخذ بأيدينا إلى طريق النجاح يصل إليه كل عاقل رشيد، ولكن ما وجدناه مسميات نسمعها فقط، ولا نجد أى سبل إليها حتى بعد جهود ذاتية وتعب مرير.

أظن أنك ستشعر بكلماتى إذا عاصرت ما لقيناه نحن الشباب من قبل، فهذه رسالتنا نزفها بدموع أعيننا كى تكون حبراً على الأوراق، ولم تكن لتستعطف قلوبكم علينا فالله أرحم على عبادة.

أكن لك كل الاحترام، وكلما كتبت حروف تلك الرسالة زاد يقينى وإخلاصى أنك ستساعد كل من يريد أن يقدم تشريفاً علمياً إلى هذا البلد فى يوم من الأيام، لماذا تغيب عنا ثقافة أن يخرج من بين أيدينا أحفاد يجددوا ما بناه - زويل- أو ما أبدع فيه – محفوظ - وهذا فى نظرى هو الأمل الحقيقى، وليس تنجيماً كما يظنه البعض، ولكن هو دافع لكى يزيد المرء من طموحه،
المقصد من رسالتى أن تلتفت إلى الشباب وأن تتيقن أنهم قادرون على صنع مستقبل أفضل، ما دفعنى إلى كتابة هذه الرسالة هو أننا ما زلنا نشعر بإغلاق باب المسئولين عنا، مازلنا نتأكد يوماً بعد يوم أنه لم تقم ثورة حقيقية تقضى على فساد مرهون ببقاء أعوان النظام السابق.
ما نريده منك هو أن تساعدنا على نمحى زمن الوسطات والعلاقات الشخصية التى ُتفعل دورها من أجل تحقيق مطالبها وعدم الالتفات إلى الكفاءات.

نضرب على يديك كى تزيل كلمات المحسوبية من دفاترنا وطلباتنا وأوراقنا، نُشدد أننا نطالب بمن يرحب بنا ويستمع إلينا، ولا ُيلقى بأيدينا إلى طريق اليأس وسرقة المجهود والتفكير. سيدى دعنى أسألك أهلّ ُيرضيك أن نغترب وأن نصنع أمجاداً لأقوام ليسُ من بنى جلدتنا؟!

ليس هذا السؤال من دافع التطاول عليكم وتحميلكم مسئولية كبرى، ولكن من ُأناس لم تقوى عظامهم قد يكونوا مشفقون على حالهم.

إننى أتحسر على ما أجده بأن أصدقائى يفارقون هذه البلد التى كبروا بداخلها، وهذا من قسوة ما وجدوه من حيرة فى مستقبلهم – ولكن هم إن كانوا كمثل بعض الشباب الذين يسارعون على طلب المال، وهذا حقهم لأنهم لا يهمهم أن يكملوا دراسات عليا فى أى مجالات العلوم،
مع ذلك أثبتت الدراسات أنهم كانوا قادرين على نجاح دول أصبحت عظمى ورائدة بهم.

إننى أتساءل ومن حولى لماذا لا نجد شعار التواضع دائماً ونلاقى ما يعكسه الكبرياء، لم لا نجد إرخاء لروح المساواة بيننا وبينكم - فحقاً أنتم السابقون. معالى المسئول أتمنى أن تنقذ اسمكم الذى سيحفر التاريخ حرفاً كل لحظات منه إن لم يكن هناك تعجيلاً بقضاء على تلك الفتنة "الواسطة" التى مازلنا نشعر بها.

ما أطلبه هو أن يصل إلى قلبك أن تنقذوا أيديكم من أن تتلوث بمن هم حولكم شلة المنافقين الذين يلاحقون كل وزير جديد ليستقطبونه، ويتحدثون بلسان حاله ويشعروه بحبهم له، وفى النهاية نجد أنهم مجرد أقنعة لضمائر خبيثة كانت ترعى الفساد، ما نحرص عليه بألا تجعل أحداً بيننا وبينكم، وأتمنى لكم - ألا تهتم بمن يمدحكم ويشير إلى جهدكم وتعظيمكم فلربما عدو عالم أفضل من صديق جاهل، ولكننا لسنا بأعداء فى معركة قد تكون أن قائدها إلى النجاح - فإنها ما هى إلا دعوة لكى تنظر إلى الشباب فهم الأمل، لينتصر على ركود عقلة وأن يصنع أمجاداً قادمة لهذا البلد فقد ُظلمنا كثيراً والآن نظن أنه جاء وقت إيقاظ الأحلام الراقدة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة