تناولت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية فى تقرير لها وضع الفقراء المصريين بعد ثورة 25 يناير، ولاسيما حاليا بعد استمرار الاعتصامات فى ميدان التحرير، وتدنى الوضع الاقتصادى فى مصر.
وركز التقرير على الصراع بين مواصلة الناشطين فى ميدان التحرير على تحقيق الإصلاحات الديمقراطية، وبين الطبقة الفقيرة التى تنادى بكسب الرزق فقط.
وأجرى مراسل الصحيفة "جيفرى فليشمان" تقريرا موسعا رصد فيه أراء الفقراء حول ثورة 25 يناير، واستمرار المطالبات بالإصلاحات السياسية، فأجمع جميع الفقراء الذى قابلهم أنهم غير قادرين على تحمل توابع الثورة حتى الآن، ولم تعد الإصلاحات الديمقراطية هدفا لهم فى الوقت الحالى، مشيرين إلى أن الثورة أضاعت كل شىء بالنسبة لهم، ولم يصبح معهم أموال حاليا بسبب انهيار الوضع الاقتصادى وارتفاع الأسعار بشكل جنونى.
أضاف التقرير، أن هناك خلافات عميقة بين المتظاهرين، منهم من يرى أن التغيير لابد أن يمتد للنهاية دون الالتفات لأوضاع الفقراء، ومنهم من يرى أن التغير يجب أن يشمل الفقراء أولا، ثم يتم النظر للسياسة.
كما أن الطرفين يتهم الآخر، الأول وهم "الساسة والنشطاء" يتهمون الطرف الثانى وهم "الفقراء" بعدم فهم معنى التغير الحقيقى، ويجب أن ينتظروا لحين تحقق المطالب بالكامل، بينما يتهم "الفقراء" الطرف الأول بأنهم متآمرين وعملاء يريدون تخريب مصر بأكملها بحجة التغير.
وأشار التقرير، إلى أن ثورة 25 يناير بدأت فى الانحرافات الخطيرة، وأدت إلى اتساع رقعة البطالة، وتضاؤل الوضع السياحى وسوق الأوراق المالية المهتزة، مما أدى إلى تفاقم أوضاع المصريين.
وتابع التقرير قائلا: "إن الطبقة الفقيرة ظلت خائفة لمدة 30 عاما من التعبير عن أوجاعها، خوفا من الاعتقال، وفقدانهم للوظائف الهشة التى تعول أسرتهم، وبعد أن بدأت الثورة ظن الفقراء أنها سترفع أوضاعهم المتدنية، إلا أن الوضع الحالى قد يرجعهم إلى الاشتياق لأيام مبارك".
وقال سيد حسين مواطن مصرى للصحيفة: "أنا لا أعرف ما إذا كان المتظاهرون لديها أجندة خفية أولا، فإذا كان لديهم مشكلة مع الجيش، فلا بأس، ولكن لا ينبغى لها أن تضر بمصالح الآخرين، ونحن بحاجة لإعطاء الوقت لهم، فالكون لم يخلق فى يوم واحد".
بينما قال فؤاد كامل مواطن آخر: "يجب وقف هذه الاعتصامات والتخريبات، لم نعد نقدر على تحمل هذا الآمر، والذى دمر كل شىء فى حياتنا".
وألمح التقرير إلى أن الذين اشتبكوا مع المتظاهرين سواء فى العباسية أو التحرير ليسوا بلطجية بالكامل، لكنهم ربما يكونوا من الفقراء فعلا، الذين يعانون من توابع اعتصامات ومسيرات النشطاء السياسيين.
لوس أنجلوس تايمز: الفقراء غير قادرين على تحمل أعباء الثورة
الثلاثاء، 02 أغسطس 2011 02:05 م
ميدان التحرير
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة