جمال أسعد

لماذا هذا الاستقطاب وذلك التفتت؟

الثلاثاء، 02 أغسطس 2011 04:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الثورة هى فعل إنسانى جماهيرى راق يهدف إلى تغيير مجمل الأوضاع للأحسن، كما أن الثورة لا تكتمل إلا بمرحلة البناء بعد مرحلة الهدم، وإلى أن نخلص من مرحلة البناء لابد من تكاتف وتوافق وتلاحم جميع الفصائل بشتى ألوانها ومنطلقاتها لإتمام مرحلة البناء، وإنهاء مرحلة البناء الثورى يعنى أن هناك قدرا من الفعل الثورى قد تم بسواعد الجميع وبمشاركة الكل، الشىء الذى ينتج ويرمى فى التربة الثورية بذور الثقافة الثورية التى تتأصل وتتجذر لدى الجماهير، فتكون الجماهير حامية للثورة وكاشفة للفساد وفارزة ومكتشفة للكوادر الثورية.

والفرز والاختيار لتلك الكوادر سيكون عن طريق الديمقراطية كأسلوب اختيار وليس كهدف فى ذاته، حيث إنه لا ديمقراطية بدون ثقافة ثورية ووعى سياسى يؤهل المواطن لكيفية الاختيار لمن يمثله تمثيلا حقيقيا بعيدا عن أى استغلال مالى أو طائفى أو دينى، ثم بعد ذلك يمكن أن يسعى كل فصيل سياسى للوصول للحكم بمفرده ولتطبيق برنامجه السياسى الذى يتم اختياره جماهيريا من بين كل البرامج المطروحة على الساحة، فهل نحن قد وصلنا إلى هذه المرحلة من عمر ثورتنا؟ فهل تم حتى الآن هدم مجمل النظام سوى إسقاط مبارك؟ هل تشارك الجميع بتجرد سياسى نزيه من أجل هذا الوطن وجماهيره الصابرة حتى نخلص إلى برنامج ثورى للبدء فى البناء؟ بالتأكيد لم يحدث شىء من هذا، ولكن الذى حدث هو ذلك الاستقطاب السياسى والطائفى غير المبسوق فى حياتنا السياسية بعد الاستفتاء على التعديلات الدستورية فى 19 مارس الماضى.. شق الصف وأنهى التلاحم وفرق التوحد وكرس الاستقطاب بين دعاة الدولة المدنية والدولة الدينية، وكان نتيجة لهذا الاستقطاب وذلك الإصرار ما حدث فى الجمعة التى أطلق عليها «لم الشمل» فى 29 / 7، فكانت جمعة تفتيت وتشتيت وبعثرة كل الشمل، فرغما عن تلك الاجتماعات السابقة للجمعة لمحاولة توحيد الشعار حول لم الشمل بدلا من لا للمبادئ فوق الدستورية أو شعار تحديد الهوية أو المطالبة بالدولة الدينية الإسلامية، ولكن لم يحدث هذا، ولكن ماذا حدث؟ تجمع التيار الإسلامى بكل فصائله بأعداد معد لها بهدف استعراض القوة وإثبات التواجد، وهذا لا غبار عليه البتة، فمن حق كل فصيل أن يخرج وأن يعبر عن نفسه، ولكن كان هناك اتفاق، بل أذيعت عشرات التصريحات لرموز التيار الإسلامى فى وسائل الإعلام تؤكد أنه لن يحدث مواجهة بين أحد، وسيأخذ كل فصيل حقه فى التعبير عن نفسه وخطه السياسى، ولكن هذا لم يحدث أيضا، فتم الاستيلاء على منصات كفاية و6 أبريل، بل منعوا حتى من حق التعبير عن شعاراتهم، مما جعل كثيرا من الفصائل السياسية تنسحب من الميدان، فهل حق التعبير أو الديمقراطية التى يتحدث عنها الآن الجميع بلا استثناء تجعل فصيلا يمنع آخر من ممارسة حقه؟ هل المطالبة بالدولة الدينية لا تجعل الآخر ينادى بالمدنية؟ بالرغم من أن من ينادون بالمدنية لا ولن يملك أحد فيهم التصدى للمادة الثانية بكل ما تحوى من بنود، ذلك لأن أى سياسى يعى الواقع السياسى المصرى، ويدرك دور الدين وسيطرة التدين، ويعرف أن جُل الشعب المصرى سواء كان بالوعى أو العلم أو العاطفة لا يقبل المساس بالمادة الثانية، ولا بالهوية الإسلامية، ومع أنى شخصيا أعتبر أن الهوية الإسلامية الحضارية هى جزء أصيل ومكون أساسى للشخصية الحضارية المصرية، حيث إن الحقبة الإسلامية هى الحقبة المعيشة منذ أكثر من أربعة عشر قرنا، ولكن أقول إن الحديث عن الشريعة الإسلامية أو الهوية الإسلامية يكون بالحكمة والموعظة الحسنة، بالقدوة والمثل، بالحياة المعيشة والتطبيق العملى لا بالشعارات ولا بالكلام النظرى، فإذا كان قد تم إقصاء واستبعاد واستفزاز جميع الفصائل السياسية فى التحرير، وقد منعوا من حقهم السياسى والدستورى الآن وقبل وصول تلك الفصائل للحكم، فماذا ننتظر عند وصولهم للحكم؟! وما الضمانات التى تؤكد عدم الالتفاف على الديمقراطية وحقوق المواطنة والمساواة التى يقرها الإسلام قبل الدساتير؟ وما رد الفعل لدى المواطن المسيحى لما يتم الآن؟ مصر يا سادة وطن كل المصريين، وملك لكل المصريين بكل فصائلهم وانتماءاتهم، ولن يبنى مصر ولن يحقق الثورة غير جميع وكل المصريين، ولا يملك فصيل بذاته تصور أنه يملك مصر ويستطيع أن يحكمها وحده - فكفى استفزازا متبادلا - ولابد أن نعود جميعا إلى روح 25 يناير حتى نضع الثورة على بداية الطريق الصحيح، فلننجز الثورة حتى نجد ما يمكن أن نتقاسمه، فلا يليق أن نتقاسم الهواء، والشعب لن يعود إلى ما قبل يناير أبدا.








مشاركة

التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

عماد ابراهيم

اوعي تنسي

عدد الردود 0

بواسطة:

dr amr

nice atricl

nice article

عدد الردود 0

بواسطة:

أبو بدر المصري

معاك حق أيها المناضل الحبيب

عدد الردود 0

بواسطة:

الجمهورية الإسلامية المتحدة

الجمهورية الإسلامية المتحدة

عدد الردود 0

بواسطة:

ahmed

استاذ جمال انت رجل محترم من قبل الثورة وبعدها

عدد الردود 0

بواسطة:

د/ مرفت السيد

لا لأنتخاب رئيس الجمهورية من العامة

عدد الردود 0

بواسطة:

صلاح الدين

استا ذ جمال

عدد الردود 0

بواسطة:

الاسيوطي

استاذ جمال انت رجل غير مرغوب فيك

عدد الردود 0

بواسطة:

الاسيوطي

استاذ جمال انت رجل غير مرغوب فيك

عدد الردود 0

بواسطة:

عمرو

كلامك متناقض مع بعضه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة