د.عبد الجواد حجاب يكتب: روح التحرير تغمرنا

الثلاثاء، 02 أغسطس 2011 09:17 ص
د.عبد الجواد حجاب يكتب: روح التحرير تغمرنا  صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعم الشعب المصرى عظيم، لما لا وهو الذى صنع ثورته المبهرة التى أذهلت العدو والصديق، بصراحة وأقولها بملئ فمى أنا أفتخر بأننى مصرى، عندما ذهبت إلى الميدان ورأيت الملايين الهادرة وروح ميدان التحرير تغمرها ووحدة الصف شعارها وسلمية الشعب الذى تحمع من كل حدب وصوب تميزها، استحضرت كلمة الزعيم الوطنى مصطفى كامل عندما قال لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا، جمعة الإرادة الشعبية أعادت إلى مصر روح الميدان المتمثلة فى مطالب الثورة العادلة حرية مطلقة وعدالة اجتماعية ومساواة.

قبل الجمعة كلنا أحسسنا بالقلق والقلق شىء مشروع ومحبب لأنه يمكننا من أن نبصر الأخطار المحيطة بمصر، أخطار فى الداخل وأخطار فى الخارج، فى الداخل الأخطار كبيرة وتتمثل فى بقايا النظام التى آن اوان تطهير كل اجهزة الدولة منها بعد أن نادى الشعب بالتطهير واستجابت الحكومة، وسيتم تطهير الجهاز الإدارى بالدولة من الفاسدين، كلنا قلقون من بقايا النظام فى الشارع السياسى ومحاولات العودة لإفساد حياتنا السياسية وهاهو الشعب يعد لهؤلاء الفاسدين قانون يمنعهم من العودة وإفساد حياتنا السياسية بالبلطجة والتزوير، قلق من بقايا النظام فى الشارع الاعلامى الذى يحاول ان يمحو روح الثورة من نفوسنا وكل يوم يطل علينا ببقايا النظام الفاسد ويسميها زورا النخبة ويقذفنا بفتنة جديدة وكلما انتهينا من فتنة يقذفنا بالأخرى. مرة فتنة الأقليات ومصر ليس بها أقليات والكل يعلم أن اقباط مصر فى عيون شعب مصر والكل يعلم ان اقباط مصر هم ملح الأرض والبلاد ولم لا وهم أصل مصر وحافظ شعب مصر على كنائسهم واديرتهم آلاف السنين.

مضت هذه وقذفونا بفتنة أخرى اسمها الدستور اولا وعندما افسدناها خرجوا بلفة اخرى اسمها المبادئ فوق الدستورية والعالم تعارف على أن لاشىء يعلو فوق الدستور، واقتنع الجميع بأن احترام الإرادة الشعبية واجب وطنى على الجميع. وخرج علينا من يطالب بمجلس رئاسى ويحرض على المجلس الاعلى للقوات المسلحة ويحاول الوقيعة بين الشعب والمجلس بحجة أن الجيش ليس هو المجلس.

ولم يقع الشعب فى الخديعة ودافع عن الجيش والمجلس الاعلى ولم لا وهم أبناء هذا الشعب العظيم ولما لا ولولاهم ما نجحت ثورة الشعب، ولما لا وهم فى رباط منذ نعومة أظافرهم جميعا وبلا استثناء.

اعداء الخارج كلنا نعرفهم ونعرف معاهدهم ونعرف بيوتهم ونعرف أموالهم ودولاراتهم، وما هم إلا صليبيين وصهاينة من كل بقاع الأرض لا يريدون لمصر أن تنهض من كبوتها ولكن جيش مصر وقضاء مصر وشعب مصر لهم ولاذيالهم بالمرصاد.

وسأذكر هنا مثلا واحدا فقط معهد الشرق الأوسط وبتوصيات أحد الباحثين به، وهو أجنبى يطالب بضرورة دعم واشنطن لدعوات تأجيل الانتخابات، وضرورة التدخل الأمريكى بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبى فى صياغة القواعد الانتخابية، وضرورة الضغط على الحكومة المصرية للتشاور على نطاق أوسع مع المجتمع المدنى والناشطين السياسيين والأحزاب الناشئة. هم موهومون ولايعرفون( وهم كثر) ان زمن الضغوط قد مات وزمن الوصاية قد ولى وأنا اعذرهم لأنهم لا يعرفون ماذا تعنى كلمة مصر ومن هو شعب مصر.

فى جمعة وحدة الصف او جمعة الهوية او جمعة الارادة الشغبية الشعب المصرى العظيم حول عاطفته الدينية الى طاقة ديموقراطية واقعية وانخرط رجال النخبة الإسلامية فى العمل الديمقراطى، من خلال أحزاب شرعية وقانونية وهذا إبداع مصرى حقيقى يجب رعايته وتنميته لأنه هو الطريق الوحيد للقضاء على العنف والتطرف الفكرى.

فى هذه الجمعة أيضا اثبت الشعب المصرى عظمته فى توحيد الرؤى المختلفة للقوى الوطنية بجميع اتجاهاتها والخروج بوثيقة يوافق عليها الجميع ومطالب موحدة الكل توافق عليها. واعتقد ان الجميع، اتفق على أن الانتخابات الحرة والنزيهة القادمة هى المخرج الامن للجميع من المرحلة الانتقالية الخطرة الى مرحلة الاستقرار والديمقراطية فى إطار الدولة المدنية المنشودة من الجميع.

بعاطفة شعبنا العظيم الدينية ( والعالم يعرف ان شعب مصر متدين منذ فجر التاريخ) مسلمين(فى صلاة الجمعة بالميدان) واقباط ( فى صلاة من على منصة الإخوان وفتح الكنيسة لوضوء المصلين) فى بانوراما مصرية عظيمة نرفض الالتفاف على الثورة ونرفض سرقة الثورة ونرفض احتواء الثورة ونرفض اغتيال هويتنا ونرفض اهانة جيشنا العظيم الذى حمى الديار على مر العصور وحمى الثورة والإرادة الشعبية. ونرفض تقليص سلطات المجلس العسكرى لسبب بسيط لصالح من سنحد من هذه السلطات ولسبب اخر لاننا اخترناه وفوضناه فى تمثيل الشعب وحماية الثورة والسير بنا فى طريق صعب لنصل الى دولتنا المدنية الديموقراطية وتداول السلطة عن طريق صناديق الانتخابات الحرة والنزيهة.

وليس هناك أعظم من كلمات خطيب الميدان الذى خطب فى الميدان لكل المصريين ولكل التيارات السياسية، حيث أكد على أن مظاهرات اليوم هى خير دليل على أن الشعب المصرى أوعى من المحاولات التفرقة بين صفوفه، حيث يرى أن كل المحاولات باءت بالفشل وان الارادة الشعبية هى وحدها من يقرر المصير وان جيشنا خط احمر وشدد على اننا عندما نختلف يجب الاحتكام الى الشعب.واكد على حقوق الأقباط فى الدولة المصرية التى كانت ومازالت وستبقى إسلامية.

نعم انتهى اليوم بانسحاب تيارات مصرية لااحب ان اسميها ليبرالية او علمانية او يسارية وربما عندهم بعض الحق لان بعض المصرييين ولااحب ان اسميهم الاسلاميين خرج على بروتوكول الاتفاق بدفعة العاطفة الدينية، ولكن انتم تعرفون المصريين سرعان ما يعودون الى وحدتهم وتنافسهم الشريف. والحقيقة عندما ارى واسمع ما يدور حولنا فى بلاد العرب أعود وأقول الحمد لله اننى مصرى وتغمرنى روح ميدان التحرير.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

هانى عبدالسلام

تحية

تحية للدكتور عبدالجواد على هذا المقال الرائع

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة