قال عدد من الخبراء العسكريين اليمنيين، إن منع اندلاع حرب أهلية فى اليمن بات مرهوناً الآن، أكثر من أى وقت مضى، بمدى قدرة القوى الإقليمية والدولية الفاعلة على ممارسة ضغوط مؤثرة على الأطراف الرئيسة فى مشهد الأزمة السياسية القائم، لإجبارها على العودة إلى مربع الخيار السياسى لا العسكرى لتسوية الأوضاع.
وحذر العميد نصر الدين أحمد القاسمى، الأكاديمى العسكرى اليمنى، فى تصريح لصحيفة "الخليج"، من خطورة الأوضاع القائمة فى اليمن نتيجة اتجاه الأطراف الرئيسة المؤثرة فى الأزمة السياسية القائمة إلى اعتماد خيار المواجهات المسلحة، من خلال تشكيل تحالف قبلى مسلح من قبل القوى القبلية الموالية للثورة الشبابية، وتصعيد العمليات العسكرية الموجهة ضد مراكز قوى قبلية مناوئة للنظام فى مناطق حدودية للعاصمة.
وأشار العميد القاسمى إلى أن تعثر مساعى الوساطة الدولية التى تزعمتها مؤخراً الأمم المتحدة، وانسداد أفق التسوية السياسية دفع ببعض القوى القبلية الموالية للثورة الشبابية إلى استعجال تحقيق خيار الحسم للأزمة القائمة، من خلال التصادم مع القوات الموالية للنظام التى لا تزال تمتلك عنصر الأفضلية التجهيزية والقتالية، رغم الانسلاخات التى طرأت على صفوفها خلال الأسابيع الأخيرة.
وتابع: "إن العاصمة صنعاء محاطة بجوار قبلى معقد ومسلح وفى حال تمادت قوات الحرس الجمهورى فى مواصلة ضرب مناطق القبائل بمديرية أرحب ونهم والحيمتين الداخلية والخارجية سيكون من الصعب تأمين منشآت حيوية، كمطار صنعاء الدولى الذى يمكن استهدافه ببساطة من قبل قبائل منطقة بنى حشيش أو الحتارش أو قبائل نهم".
من جهته، اعتبر الخبير العسكرى العميد عبد العزيز سيف الحمزى، الأكاديمى فى الأكاديمية العسكرية بصنعاء، لنفس الصحيفة أن الحيلولة دون اندلاع شرارة حرب أهلية فى اليمن باتت مرهونة بممارسة القوى الإقليمية الفاعلة، ممثلة بدول مجلس التعاون الخليجى، خاصة السعودية والقوى الدولية، كالأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى، بما فى ذلك بريطانيا لضغوط مكثفة ومؤثرة فى الأطراف الرئيسة فى الأزمة السياسية القائمة.
وقال العميد الحمزى: "اليمن يتجه اليوم فعلياً إلى حرب أهلية وشيكة، نتيجة تراجع العملية السياسية وفشل مبادرات الوساطة الإقليمية والدولية لإنهاء الاحتقان القائم فى البلاد.
أما العقيد حسين عبد الجليل العزى، الأكاديمى العسكرى، اعتبر أن تصعيد زعماء القبائل الموالية للثورة الشبابية لمواقفهم من النظام القائم باتجاه التلويح باستخدام السلاح لصد ما وصف من قبل العديد منهم "بعدوان القوات الموالية للنظام الحاكم"، لا يمكن أن يكون مجرد ردة فعل ذاتية أثارها تصاعد العمليات العسكرية لألوية الحرس الجمهورى ضد قبائل أرحب، بقدر ما هو تطور فرضه تغير غير معلن فى مواقف أطراف إقليمية ودولية مؤثرة فى الأزمة اليمنية.
وقال: "فى تقديرى الشخصى، لا يمكن لزعيم قبلى، كالشيخ صادق الأحمر، أن يبادر إلى تصعيد مواقفه المناوئة من النظام إلى حد التهديد بحرب واسعة، من خلال تزعم تحالف قبلى واسع، كما لا يمكن للقيادات العسكرية المقربة عائلياً من الرئيس على عبد الله صالح أن تبادر بدورها إلى تصعيد العمليات القتالية لضرب قوى قبلية وثورية مناوئة للنظام القائم فى مديريات، كأرحب ونهم، أن يفتعلا مثل هذا التصعيد دون الحصول على ضوء أخضر من قوى إقليمية ودولية معروفة ومؤثرة فى المشهد اليمنى الراهن.
خبراء: الضغوط الدولية حائط صدّ بين التهدئة والحرب الأهلية باليمن
الثلاثاء، 02 أغسطس 2011 11:34 م
على عبد الله صالح
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة