"اليوم السابع" فى زيارة لدولة الفاتيكان والعاصمة الإيطالية "روما".. 1000 قطعة أثرية مصرية يحتويها متحف أصغر دول العالم و5 ملايين زائر سنوياً.. وإبداعات مايكل أنجلو تبهر الزائرين فى كنيسة "السيستين"

الثلاثاء، 02 أغسطس 2011 04:41 م
"اليوم السابع" فى زيارة لدولة الفاتيكان والعاصمة الإيطالية "روما".. 1000 قطعة أثرية مصرية يحتويها متحف أصغر دول العالم و5 ملايين زائر سنوياً.. وإبداعات مايكل أنجلو تبهر الزائرين فى كنيسة "السيستين" الكولسيوم
روما – أحمد يعقوب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم لهيب الموجة الحارة التى تضرب العاصمة الإيطالية روما هذه الأيام، إلا أن متعة التنزه وسط روما، بين جنبات وشوارع أكبر متحف مفتوح فى العالم يضم تراث وآثار ومبانى الإمبراطورية الرومانية تلطف من حرارة الأجواء هناك.. دفعت الموجة الحارة السكان إلى الهروب إلى ضفاف نهر التايبر والذى يشطر "روما القديمة" إلى نصفين، واللجوء إلى الشوراع والأماكن المفتوحة.. وعندما تتجول فى شوارع وسط روما، يبهرك مبنى "الكوليسيوم"، ساحة المصارعة التى تحولت إلى أشهر معالم العاصمة الإيطالية والعالم، والذى يرتفع إلى نحو 50 متراً، وتعتبر الشكل الأكثر قدماً للمسارح الرومانية بشكلها الدائرى، وتتسع مدرجاته إلى نحو 50 ألف متفرج.

وعندما تتجول فى شوراع وميادين روما، تندهش إلى حجم الاهتمام الكبير فى إجراء عمليات الترميم بدقة متناهية لكافة آثار وتراث ومبانى الإمبراطورية الرومانية، تنظر بإعجاب شديد إلى أطلال الميدان الذى شهد مقتل قيصر روما وأعمدة وأحجار هذا الميدان الكبير، وأطلال الإمبراطورية الرومانية القديمة، والأكثر إدهاشا المحافظة على الطراز المعمارى الرومانى بكامل تفاصيله الدقيقة، فى مدينة روما القديمة.

وفى زيارة لــ "اليوم السابع" لمتحف الفاتيكان، أدهشنها الموظف المتخصص فى شئون الآثار والمرافق للوفد الإعلامى المسافر للعاصمة الإيطالية، روما، لحضور مؤتمر بنك "إنتيسا سان باولو" المالك لحصة الأغلبية فى بنك الإسكندرية، بأن هنا فى متحف الفاتيكان والذى يحتوى على نحو 70 ألف قطعة أثرية، بأن من بينها نحو 1000 قطعة أثرية مصرية، ويزور هذا المتحف كل عام نحو 5 ملايين زائر، و20 ألف زائر يومياً يأتون إليه من شتى أصقاع الأرض، فى المدينة "الدولة" التى تبلغ مساحتها 7 كيلو مترات، ومحصنة بأسوار تفصلها عن مدينة روما، وتعتبر "الفاتيكان" واحدة من أصغر دول العالم مساحة، وأكثرها قداسة عند المسيحيين، خاصة أتباع الطائفة الكاثوليكية، والذين يتجاوز عددهم على مستوى العالم المليار نسمة.

أما إبداعات الرسام والنحات والشاعر الإيطالى الأشهر، مايكل أنجلو، والذى كان له أبرز الأثر فى الفن التشكيلى الأوروبى، تتجلى، فى لوحات الجدارية العملاقة وسقف كنيسة "السيستين" فى مدينة الفاتيكان، ورسوماته وخطوطه التى تصور بداية الإنسانية، وتفاصيل يوم الحساب، وأيضا رسومات جدارية تصور علامات الجنة والجحيم، واللوحة الجدارية التى تصور العشاء الأخير للمسيح مع الحواريين، وتتم بهذه الكنيسة عملية اختيار بابا الكنيسة الكاثوليكية، والذى يرأس هذه الكنيسة مدى الحياة، ويجتمع بها 120 كاردينالا لاختيار بابا الكنيسة الكاثوليكية، ويتم عزلهم لعدة أيام، وعندما يتصاعد الدخان الأبيض يشير إلى أن البابا الجديد تم اختياره، أما فى حالة الدخان الأسود، فيعنى أنه لم تتم عملية الاختيار.

وفى كاتدرائية القديس بطرس، أكبر كنائس العالم قاطبة، والتى تتسع لنحو 60 ألف مصل، بداخلها، يقع عمل نحتى فريد للنحات مايكل أنجلو، وهو "تمثال بيتتا" الذى يجسد السيدة مريم العذراء، وهى تحمل جسد المسيح عيسى بن مريم، بعد صلبه وإنزاله من على الصليب، وتنظر إلى جسده الدامى، ولهذا التمثال قصة، فقد أتم مايكل أنجلو، هذا العمل النحتى الرائع، وهو فى سن الــ 23 عاماً، ولم يعترف أحد بأنه هو صاحب هذا العمل الرائع، وُجن الفنان الإيطالى، وقام بحفر اسمه على جسم التمثال، ليثبت أنه هو صانعه، ويعتبر هذا هو التمثال الوحيد الذى حفر عليه اسمه، وموضوع أمام التمثال لوح زجاجى لحمايته من عبث الزائرين، بعد أن قام أحد الأستراليين المهووسين، بمحاولة تحطيم التمثال، مدعياً أنه لا يوجد مسيح، ولكن تم ترميم التمثال مرة أخرى، وحمايته بلوح زجاجى، ورغم أن مساحتها لاتتعدى 7 كيلومترات، والتى من الممكن أن تتجول فيها على قدميك فى بضعة ساعات، فإن دولة الفاتيكان، بها عدة سفارات وبعثات دبلوماسية للعديد من دول العالم، ولكن هذه السفارات تقع داخل الحدود الجغرافية لمدينة روما، العاصمة الإيطالية، وتتوسط الميدان والساحة الرئيسية للفاتيكان، ساحة القديس بطرس "سان بيتر"، أحد حواريى المسيح، مسلة مصرية عملاقة، تتوسط الساحة الأكبر فى العالم.

ويبهرك عند زيارة هذه الدولة الصغيرة، الانضباط الشديد فى عبور إشارات المرور، والنظافة، وغياب الزحام فى الشوراع، والتلوث، ولا يسمح للسياح بالتقاط الصور التذكارية الشخصية، فى بعض الأماكن مثل كنيسة السيستين حفاظاً على اللوحات الفنية والجدارية.

أما فى العاصمة الإيطالية، روما، أحد أهم العواصم الأوروبية الجاذبة للسياحة، فتنتهى الحياة تماما وتغلق المحلات التجارية فى تمام الثامنة مساء، ويفتح المساء ذراعيه لعشاق السهر، لبضع ساعات، يعقبها يوم جديد من التفانى فى العمل، ما جعل إيطاليا، سابع أكبر اقتصادات العالم، ومن أكثرها تنوعاً.

وعندما تتجول فى وسط روما، تتذوق عبق العمارة والحضارة الرومانية، التى ضمت بين جغرافيتها، مصر، فى فترة تاريخية كبيرة ماضية، وتضم ميادين كثيرة فى العاصمة الإيطالية، مسلات فرعونية عديدة، لتشهد تزاوج أهم حضارتين عرفتهما البشرية، فضلا عن العديد من الأعمدة الفرعونية، فى معبد "بانتيون" أو "كل الآلهة"، وسمى بذلك بسبب تعدد الآلهة حسب معتقدات فترة ما قبل ظهور الديانة المسيحية، وتم تحويله إلى كنيسة كاثوليكية بعد انتشار المسيحية فى إيطاليا، ويقع هذا "المعبد المتحول" فى قلب العاصمة، وفى ميدان سمى باسمه.

وعلى بعد نحو 30 كيلو متراً من وسط روما، يقع مجمع تجارى يضم أشهر الماركات العالمية للملابس والأحذية، يسمى "كاستل رومانو ديزينر أوتلت" يسمح لك بالتمتع بالتسوق وشراء أشهر الماركات العالمية بتخفيضات تتراوح بين 30 – 70% على مدار العام، ويحافظ المجمع التجارى على الطراز المعمارى الرومانى المميز لروما القديمة، ولكن خارج حدود العاصمة.

إيطاليا، والتى تحتل المرتبة السابعة بين أكبر اقتصاديات العالم، من حيث الناتج المحلى الإجمالى، تقف هذه الأيام على أعتاب أزمة اقتصادية جديدة، عرضتها لضغوط من قبل الاتحاد الأوروبى، لممارسة سياسة اقتصادية تقشفية، ووافق البرلمان الإيطالى على خطة لمدة 3 سنوات، تقضى بخفض العجز فى الموازنة وخفض الإنفاق الحكومى، تضم بين مدنها ومقاطعاتها نحو 100 ألف مهاجر مصرى، وفى زيارة لــ "اليوم السابع" لمنطقة "أوستيا" والتى تبعد عن وسط العاصمة الإيطالية بنحو 25 كيلو متراً، وتقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، جنوب شرق روما، تحدثنا مع العديد من الشباب المصريين الموجودين فى شوارع هذه الضاحية الساحلية الجميلة، والتى يوجد بها مركز إسلامياً أهلياً.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة