فعلاً يا مصر، أنتِ لستِ أم الدنيا فقط ولكن أم البدع وأيضاً أم العبر.
طبعاً لازم تكون أم الدنيا أليست هى صاحبة أقدم حضارة على وجه الأرض، ألم تكن سلة الخبز للعالم كله.. وللأسف بلد الخبز للعالم لا يجد مواطنوها رغيف العيش إلا من خلال طوابير وزحام وقلة قيمة.
مصر فعلاً أم العبر.. فنهايات حكامها الظالمين فيها كل العبر، فرعون موسى مات غريقاً، كليوباترا ماتت بلدغة ثعبان، شجرة الدر قتلت بالقبقاب، محمد على مات بآلزهايمر، الملك فاروق قتل مسموماً، وقيل نفس الكلام عن عبدالناصر، السادات اغتيل فى نهاية مأساوية.. ومبارك خروجه فيه كل العبر.
أما عن البدع المصرية فحدث ولا حرج، قديماً أو حديثاً، وآخرها ترشيحات رئاسة الجمهورية القادمة.. فالعالم كله كوم ويبدو أننا سنكون كوماً آخر ستسألنى لماذا؟ أنا أقول لك الإعلام بدأ يفرض علينا ما سموهم المرشحين المحتملين للرئاسة من نشر زيارات كوميدية تشعر فيها بأن الناس الذين يقابلونهم ليس لديهم الحماس المطلوب، ولا القناعة بهم.
ومن نشر أقوال بعضهم ومعظمها لا يشجع على اختيارهم، فهم يظهرون هذه الأسماء كأنها أبطال مصر، الذين أسقطوا النظام وأنهم الفرسان الذين سيحضرون على الخيول البيضاء لإنقاذ مصر.
كل ده ماشى فهل السلام بفلوس، وهل الظهور فى الفضائيات بفلوس، فى الخارج خروج المرشح على التليفزيون يدفع فى المقابلة دم قلبه، بينما هنا هم الذين يجرون وراءه وربما يدفعون له أجر الظهور.
ولكن اللى مش ماشى أنهم يريدون أن يفعلوا عكس كل دول العالم، وعكس كل مرشحى العالم.
فعلى قدر معلوماتى السياسية لا أرى رئيسا للجمهورية أو رئيساً للوزراء سواء فى النظام الرئاسى أو البرلمانى إلا وراءهم حزب وقاعدة شعبية، من أول أوباما وحزبه الديمقراطى إلى كاميرون وراءه حزب المحافظين، رئيس وزراء الهند كذلك وأيضاً رئيس وزراء إسرائيل.
البدعة الآن أن المرشحين المحتملين للرئاسة يسيرون على عكس التقاليد والأعراف السياسية، فالأغلبية منهم ليس لديهم قاعدة حزبية، بل هم يفتخرون أنهم ليسوا أعضاء بأى حزب، وهو أمر غريب.
طيب على ماذا يعتمدون فى الوصول لكرسى الرئاسة؟، فالبرادعى ليس له حزب وسليم العوا كذلك، وشرحه عمرو موسى، والفريق حتاتة، والشيخ أبوإسماعيل وبثينة كامل.
عقلى لا يفهم كيف ستكون حملاتهم الانتخابية كيف سيصلون للقرى والكفور والنجوع والأحياء الشعبية دون قاعدة شعبية، ولأنه كله عند العرب صابون فهم ليس لديهم مشكلة فى ذلك، والخطورة كل الخطورة أنه إذا نجح أحدهم فسنراه بعد حلف اليمين يشكل حزباً يرأسه سيصبح فى يوم ما نسخة من الحزب الوطنى القديم.
وقبل أن أختم المقال لدىّ اقتراح، وهو لماذا لا يتقدمون للترشيح لمجلس الشعب قبل انتخابات الرئاسة فالذى ينجح يكون هذا النجاح بمثابة تقديم أوراق اعتماد للترشح للرئاسة، وخد الكلمة دى بين قوسين «لن يجرؤ أحدهم على الترشح» يعنى الحكاية باختصار لدينا مرشحون يريدون أن يلهطوا الرئاسة فى لهطة واحدة.
والله حرام دى رئاسة جمهورية يا ناس مش مجلس محلى.. ومش مصر أم البدع.
يموت الزمار وإيده بتلعب، صح، ولكن هل يموت المعارض ولسانه بيلعب، أم أنه قد يتحول عندما تلاغيه السلطة ليصبح معارضاً أليفاً طيباً.
فى الحياة السياسية المعارض الذى لا تتغير مواقفه قليل.
أنا شخصياً أحترم هذه النوعية من المعارضين غير المتحولين، ولهذا أزعم أنى صاحب مقولة «إن المعارضة أعظم اختراع للديمقراطية»، ولا أنسى أن كل كتاباتى فى المصرى اليوم قبل الثورة بسنوات كانت ضد الحكومة والنظام، ومنها مقالات عنوانها: «الأحد السعيد والأحد الحزين بعد الانتخابات الأخيرة»، وقلت إنه سعيد للحزب الوطنى وحزين للشعب المصرى، ولا أنسى مقالة «الشعب هو السيد»، وهى المقالات التى سببت لى إزعاجاً من حبايبنا الحلوين.
والآن اسمحوا أن يكون المقال عبارة عن دراسة حالة لبعض معارضى النظام السابق، وسأختار كاتبين أحمل لهما كل تقدير واحترام، وهما إبراهيم عيسى، وعبدالحليم قنديل.
وأنا حضرات القراء رأيى أننا لم نعط هذين الكاتبين الاحترام الواجب أو المكانة التى يستحقانها يكفى أنهما كسرا تابوه شخصية رئيس الجمهورية السابق، الذى لم يجرؤ كتابنا على الكتابة عنهم، وأنا لو كان الأمر بيدى لأطلقت اسميهما على بعض شوارع مصر.
تساءلت بعد نجاح الثورة: هل سيظل إعجابنا بهما سيستمر لقد فقدا البضاعة، التى يعيشان عليها، وهى مهاجمة النظام السابق، ورئيسه ومسؤوليه، وما هى البضاعة الجديدة التى سيعملان عليها.
كيف سيهاجمان د.شرف وهو الذى جاءت شعبيته من ميدان التحرير، وهل سينتقدان المجلس العسكرى.
الشو كان عندهما هو الهجوم على الرئيس لا رئيس الحكومة، وليس لدينا رئيس الآن.
حاولت أن أتابع أداء الكاتبين بعد الثورة، ولأنهما معارضان على حق، وهى كالدم تجرى فى عروقهما، لم يحدث التوقف، صحيح لم يتحمس كثيرون لأحاديثهما لأنها لم تكن سبايسى أو حراقة كما كانت سابقاً.
مع ذلك ظلا ينتقدان الحكومة والمجلس العسكرى، مع ضبط التوازن ومقتضى الحال..
فعلاً ينطبق عليهما المثل، الذى يقول «يموت الزمار وإيده بتلعب والذى حولته إلى يموت المعارض ولسانه بيلعب».
رأيى أن الحياة مباراة Life is A GAME
وأن الحياة السياسية أكثر من مباراة. وهو ما نراه فى المشهد السياسى لأى دولة من دول العالم إلا فى مصر الآن.. فما يحدث يشبه كرتون ميكى ماوس، الذى كان عبارة عن كر وفر للقط والفأر.. والأمثلة كثيرة ومنها:
انتخابات الرئيس أولاً أم مجلس الشعب.
ثم الاستفتاء أولا أم الدستور أولاً.
والآن أصبحت لدينا فتنة المبادئ الحاكمة للدستور.
أى الدستور أولاً أم المبادئ الحاكمة أولاً.
فالأزهر الشريف يتمسك بوثيقته ويرفض المواد فوق الدستورية.
وأربعة وثلاثون حزباً على رأسها حزب الحرية والعدالة يرفضون المبادئ الحاكمة للدستور.
وأربعة عشر حزباً وتياراً فى مواجهة الإسلاميين على المبادئ الحاكمة.
من فضلك ماذا تسمى كل ذلك؟ مباراة سياسية أم فيلما كرتونيا ككرتون ميكى ماوس.
د.حسن حمدى.. هل انتهى عصر النادى الأهلى، وهل النهاية تتم الآن بفعل فاعل؟ وهل ستأتى من الداخل قبل الخارج محاولة القضاء على حكام الأهلى الحاليين يعنى وجود فراغ رياضى ومالى سيؤثر فى النادى لسنين طويلة.. والأيام بيننا.
المستشار حسام الغريانى رئيس محكمة النقض.. أعظم ما قاله فى كل ما يقال بين قضاة مصر هو: الشعب سيسقط السلطة القضائية وسيحرق المحاكم إذا لم نتطهر.
سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة.. أهنئه على أدائه الذى لا يعجب أحدا، ومع ذلك جعله يركب ويدلدل رجليه، بل يضع صوابعه فى عين الجعيص من كارهيه.. وحصوة فى عين اللى ما يصلى على النبى، فهو لم يخسر أى قضية دخلها حتى الآن.
د.سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة.. طيب بأمارة إيه تترك اختيار مدرب منتخب مصر لشخص أو اثنين أو ثلاثة وليس لديهم البعد الفنى الذى يحكمون به على هذا أو ذاك، لماذا لم يشكلوا لجنة فنية استشارية تساعدهم فى الاختيار هوه كده عاجبكم ولا لأ؟
د.على جمعة مفتى الديار المصرية.. قال مرشد الإخوان إنه لا يجوز لعلاء وجمال مبارك أن يمسكا المصحف أثناء محاكماتهما نريد فتوى من المفتى هل هذا الكلام من القرآن أو السنة؟
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
shafar
كفى د.عمارة
مش عارف د.عمارة عاوز أيه دلوقت؟؟؟!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو اسامه زايد
المتحولون
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد المنعم عمارة
مزيد من التواصل
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الوهاب
دكتور عماره المحترم
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد المنعم عماره
الى ابو اسامه
عدد الردود 0
بواسطة:
حازم صلاح
تحليل رائع من أستاذ العلوم السياسية
عدد الردود 0
بواسطة:
حازم صلاح
تحليل رائع من أستاذ العلوم السياسية
عدد الردود 0
بواسطة:
حازم صلاح
رداً على صاحب التعليق رقم 2 ابو اسامه زايد
عدد الردود 0
بواسطة:
ashraf helmi
د.عماره راجل محترم