توالت الأخبار الفاجعة عن مأساة لإخواننا فى الصومال، وهى تتلخص فى كلمتين «الموت جوعاً» يحدث ذلك فى شهر رمضان الكريم، شهر الطاعات والرحمة والإحسان والصدقات والتعاطف، وقد نزلت الأخبار على المسلمين كالصاعقة فلم تكن غالبية الشعوب تدرك هذه المأساة الصومالية، ولكن وقعت الواقعة وكشفت عن نفسها وسقط الموتى جوعاً.
وقد انتشر مشهد لطفلين يموتان جوعا ويحتضران على الأرض، وهو مشهد صعب أن تشاهده مرتين من شدة المأساة، سيجعلك لا تملك نفسك من البكاء.
وأعتقد أن المصيبة الصومالية كاشفة لواقع محزن، نعم، فلو كان أثرياء المسلمين ينفقون من أموالهم لفقراء المسلمين، ويشعرون بإخوانهم فى كل مكان ما حدث ذلك فى الصومال، فأثرياء المسلمين العرب -كما جاء فى إحصائية لمنظمة ميريل ليتش المالية الدولية- فيهم 385 ألف مليونير، ويملكون 1.7 تريليون دولار، مع هذه الإحصائية لا يملك المسلم إلا التعجب والحزن من مشاهد متناقضة فى واقعنا ما بين أثرياء وفقراء وما بين إسراف فى الطعام والموت جوعاً وما بين تخمة وسمنة والسعى للتخسيس، ومشهد عظام آدمية لا تكاد تتحرك من الجوع.
إنه لواقع مُحزن أن نجد ثلاثة ملايين مسلم يتعرضون للمجاعة و395 ألف مليونير مسلم يتركونهم ينتظرون الموت جوعاً، أين الرحمة والأخوة؟! أين حق الله فى أموالهم؟!
الصومال دولة عربية إسلامية 95 % من سكانها مسلمون، فأين الجامعة العربية؟ لا يسمع لها صوت ولا يشاهد لها جهد، ولا يشعر لها بأى تحرك فى إنقاذ شعب يموت جوعا.
والمصيبة الأعظم أين الأزهر، أكبر مؤسسة إسلامية فى العالم؟ كان من الأولى أن تقوم بحملة عالمية لجمع الأموال والغذاء والدواء لإنقاذ الشعب الصومالى، ولكن الحقيقة أن الأزهر يحتاج إلى حملة إنقاذ وإحياء وتجديد، ففيه رجال مخلصون وعلماء متميزون ولكن يحتاج إلى تجديد فى القيادة كى يتحرك المجتهدون والعلماء المخلصون لخدمة الإسلام ورفع رايته عاليا، راية التوحيد والرحمة والعدل.
والحمد لله تحرك بعض المؤسسات الإسلامية بجهد مشكور وتحرك بعض الدعاة بدعوة لإنقاذ إخواننا، وهو تحرك مهم فى ظل تحرك من منظمات تبشيرية تستغل حالة الجوع للتبشير والتنصير، خاصة فى الجنوب الصومالى البعيد عن وصول القوافل الإسلامية، وهو استغلال قذر، ولا يعبر إلا عن هوية أولئك المبشرين وما ذلك بجديد، فهى طريقتهم منذ عقود طويلة فى أفريقيا وآسيا ولكن الحمد لله تحركت جمعيات إسلامية من أوروبا للعمل الخيرى ولإنقاذ الشعب الصومالى، الذى يحتاج إنقاذه إلى جهد كبير، وهى فرصة عظيمة للحسنات فى شهر رمضان الكريم لكن أين المحسنون؟
لقد أفرحنى أن أرى مشهد فتى صغير يرتدى ملابس بسيطة يضع جنيها فى صندوق التبرع للصومال، بينما الكثيرون من الذين يقبضون الآلاف شهريا لا يضعون شيئا، ليس فقط فى صناديق التبرع بل فى ميزان حسناتهم، وإننى أسأل: أين لاعبو الكرة الذين نسمع عن ملايين الجنيهات فى عقودهم، وأين وأين وأين رجال الأعمال الذين يشترون لاعبا بعدد من الملايين ويسعون إلى ذلك.. ألا يشترون أنفسهم، وينقذون أنفسهم بحسنات تنقذهم من حساب الله بإنقاذ إنسان مسلم من الموت جوعا؟، فمن المحزن أن العاصمة الصومالية مقديشيو لا توجد بها سيارة إسعاف واحدة ولا غرفة عمليات ولا أشعة ولا دواء، فهل يعجز أثرياء العرب عن شراء سيارات إسعاف، وأحدهم أرسل سيارته إلى لندن لتغيير الزيت، وتكلف ذلك 18 ألف جنيه إسترلينى، وغير ذلك كثير، وحدث ولا حرج.
أعتقد أن الصومال لا تستغيث بكل من يملك مالا، بل إن نفسه هو تستغيث به أن يزحزحها عن النار بعمل خيرى لله بإنقاذ نفوس مسلمة من الموت جوعاً والرحمة تستغيث وتتساءل: أين أحبابى فى الصومال؟ أبحث عنهم فلا أجد إلا القليل، فالرحمة الرحمة يا مسلمون بإخوانكم فى الصومال.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
mimi
حسبي الله ونعم الوكيل
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
خسارة التعليق
عدد الردود 0
بواسطة:
رمضان عبدالرحمن على
اقتراح على الأخوان والسلفية
عدد الردود 0
بواسطة:
Newton2000
دي نتائج النظم الاسلامية
عدد الردود 0
بواسطة:
محمدالفاتح
اقتراح للمعلقين الحاقدين
عدد الردود 0
بواسطة:
عمرو
هولاء إخوانى
عدد الردود 0
بواسطة:
ناصر
كلام
عدد الردود 0
بواسطة:
د-محمد
سد جوع مصراولا
عدد الردود 0
بواسطة:
واحد معدي
الزوق فعلا باين يارقم 7
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد عبد ألحليم
وألله انه لقول حق وليس تخاذل