يعانى مرضى الكلى من تأثير الحرارة المرتفعة على وظيفة الكليتين، ويأتى رمضان هذا العام وسط أجواء حارة يفقد فيها الشخص العادى كميات كبيرة من المياة عن طريق العرق، وعن تأثير الصيام على وظيفة الكلى يقول الدكتور إسماعيل عبد الحفيظ أستاذ الكلى والمسالك البولية بطب عين شمس: يؤثر الصيام على وظيفة الكليتين فى حالة إصابتهم بالأمراض.
فالكلية السليمة لا تتأثر مطلقا بالصوم عن الطعام أو الشراب وإن كانت هناك بعض الاحتياطيات التى تتعلق بالظروف المناخية كدرجات الحرارة المرتفعة التى نعيشها هذه الأيام أثناء صيام شهر رمضان (شهر أغسطس الذى يشهد أعلى معدل مرتفع فى درجات الحرارة سنويا)، وهذه الحرارة المرتفعة قد تفقد الشخص السليم قدرا من العرق أكثر من المعتاد.
والعرق عملية وظيفية طبيعية تزداد كميته عند ارتفاع درجات الحرارة المحيطة بالجسم بغرض تبريده والمحافظة على سلامة أجهزته، وفى حالة العرق الغزير تقل السوائل الداخلية فى الجسم والتى تشكل نحو 60% تقريبا من وزن الجسم، وقدر الله تعالى لأنسجة الجسم وأجهزته أن تعدل من أدائها لملائمة هذا الموقف الطارئ المؤقت، فالكلية فى هذه الحالة تقلل من إفراز كمية البول المعتادة وتزيد من تركيزه للمحافظة على اتزان السوائل فى الجسم وتفاعلها، شرط أن تكون الكلى سليمة، ولذلك فعلى الشخص السليم مراعاة عدم التعرض للحرارة أثناء نهار الصيام مع تعويضه السوائل المفقودة ما بين فترتى الإفطار والسحور.
أما الشخص الذى يعانى من خلل بوظائف الكلى فينصحه الدكتور عبد الحفيظ بمعادوة طبيبة قبل اتخاذ قرار الصيام للتقييم والتدقيق لوظيفة الكلى وإبداء النصيحة.
وفى حالة ما إذا كانت الكلى تعانى مشاكل مرضية مثل تكوين الحصوات أو الالتهابات المتكررة أو قصور فى وظيفة ترشيح الدم من الشوائب، فنتيجة لذلك لا تستطيع أن تتفاعل وتقوم باتزان وتفاعل السوائل داخل الجسم، وخاصة فى ظل الحرارة المرتفعة ما قد يلحق ضررا بالجهاز البولى ذاته أو أجهزة أخرى بالجسم، ويقول المرضى المصابين بقصور بوظيفة الكلية لا يحتاجون إلى غسيل كلوى هؤلاء يصعب عليهم الصيام، لأنهم يفقدون كميات كبيرة من البول يوميا وهم فى احتياج دائم إلى شرب السوائل التى تعوضهم الكميات المفقودة، أما المرضى الذين يحتاجون للغسيل فلابد من أفطارهم أيام الغسيل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة