أسماء الشهاوى تكتب: وطن جديد

الجمعة، 19 أغسطس 2011 11:37 ص
أسماء الشهاوى تكتب: وطن جديد صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ أيام الثورة الأولى ونحن نرصد ونستنكر، نرى ونحتج، نشيد ونوبخ، نحلل ونقرر، نصدر تقارير فعالة وأخرى سطحية. هذا إلى جانب العديد من الاختلافات الأخرى، والتى تعددت المحاولات لفكها، ولكن الاختلاف أصبح جزءاً لا يتجزأ من الشخصية المصرية، وهى مسألة مشروعة ومحسومة، فالنوايا تصب فى الأخير فى بؤر الإصلاح والسعى وراء تجاوز المحن باستثناء مرضى العقول ممن اعتادوا على الفساد والقائمين عليه.

ولما كان كل مجتمع فى مرحلته الانتقالية يشهد نوعاً من الغزو المعلوماتى غير المسبوق، بعيداً عن إذا كانت هذه المعلومات ذات قيمة فعلية، أو لا قيمة لها، فإن مصر عاشت هذا بكل ما فيه محاولة بكل ما لديها من جهد، سواء بالاختلاف أو بالاتفاق، تفسير ما يدور حولها حتى تعوق أى تهديدات داخلية أو خارجية لتمزيق الشعب وتقسيمه.

بدءاً من الاجتهادات لتفسير ما حدث من حرائق للمؤسسات المهمة ومقرات أمن الدولة مروراً بتسونامى الكلمات من قبل النخبة، توتر الإخوان، قباحة وجه الفتن وما إلى ذلك، وصولاً إلى استفزاز بعض رجال الداخلية واستدعاءات المجلس العسكرى.

ولكن لا بد أن يقتنع الجميع أن كل عمل مهما كان صغيراً يجب أن يتبنى أولاً وأخيراً مصلحة الشعب.

ولما كان لوسائل الإعلام المختلفة أهمية خطيرة فى توجيه الرأى العام وتسييره والتأثير على صناع القرار، فكان عليها أن تتبنى الصالح العام قبل المصالح الشخصية، ومع استثناء بعض الفضائيات، والنادر من الصحف، فإن الإعلام أوقف مهنته الأساسية، وهى نقل المعلومة دون تهوين أو تهويل أو تدخل لتحول المؤسسات الاعلامية إلى واحة للثرثرةِ والتضليل. الأمر الذى يؤكد على التبعية والتخلف وعدم المهنية، وأما عن أسباب التبيعة فلا إجابة ولا تبرير.

ربما تكون الطبيعة الاستعمارية والسير فى ركاب ولى الأمر المتبعة سلفاً خلقت نوعا من القمع الذاتى، أو أن البعض نسى الحرية، فأدمنوا تقديس المحرمات ففرضوا القيود على أنفسهم وهم لا يشعرون، أو أن أصحاب رؤوس الأموال أرادوا الاستفادة من قوة الإعلام فقرروا التجهيل والتمييع للوصول إلى أهداف ما أو التودد لجهات معينة.

وفى كل الأحوال لا مجال لزَج المواطنين فى معارك فكرية وهمية، ولا مجال للحراك نحو خلق احتقان أو نشر الروح الانهزامية، فإذا كنا نسعى للإصلاح والتنمية فعلينا جميعاً أن ننسف الماضى برمته، وكل ما فيه ومن عليه، وأن نبدأ مرحلة انتقالية، والمراحل الانتقالية فى تاريخ الشعوب تستدعى قوانين استثنائية وأشخاصا استثنائية، وأناسا إيمانهم بالوطن وليس بالفصيل أناس ناكرون لذواتهم لا يطلبون إلا وجه الوطن، شرعيتهم القوانين وكتابهم العدل والحرية وقبلتهم حقوق الإنسان، وكرامته أن نكف عن اغتيال الواقع، أن ننسى سيرتنا الأولى وننشئ بداخلنا أرضاً وسماء جديدتين ووطناً جيداً.





مشاركة




التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

د هاني ابوالفتوح

إلى العزيزة أسماء لك كل التحية والتقدير

عدد الردود 0

بواسطة:

احمدشلبي

مقال رائع ........ولكن

عدد الردود 0

بواسطة:

د محمد دامس كيلاني

نعم ارض و سماء جديدتين

عدد الردود 0

بواسطة:

د محمد دامس كيلاني

ارض و سماء جديدتين نتفنن بهما

عدد الردود 0

بواسطة:

ابراهيم سيد المطعني

اين الحقيقة ؟

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة