اختلف شكل شارع المعز كلياً عن ما كان عليه خلال الأعوام الثلاثة الماضية بعد ترميمه وافتتاحه كأكبر متحف مفتوح فى العالم، بسبب غياب الأمن، فتحول أقدم شوارع القاهرة التاريخية إلى موقف عام للسيارات، وأصبحت الآثار مهددة بالاغتيال كل يوم، بسبب مرور سيارات النقل فى الشارع وتحول ساحات المساجد الأمامية إلى كافيتريات عشوائية تشوه الآثار، وبناء العديد من المقاهى والكافيتريات دون تراخيص.
صاحب أحد المحلات قال لـ"اليوم السابع" إنه لم يعد يشعر بروح الشارع كما كانت، وأكد أنه رأى قطعة حجر تسقط من واجهة مسجد السلطان برقوق بعد مرور سيارة نقل، بالإضافة إلى قشور فى واجهة المسجد، مضيفا أن الاهتزازات التى تحدث بالشارع بسبب مرور سيارات النقل تزيد نسبة تأثر المنشآت الأثرية.
وتأكيداً على الخوف من المصير المظلم الذى ينتظر الشارع، أطلق مجموعة شباب على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" حملة بعنوان "أنقذوا شارع المعز" اشترك فيها ألفا عضو، وتقول بسمة عاشور منقسة الجروب إنها من خلال عملها كمصورة حرة لم تعد تستطيع العمل فى شارع المعز بسبب الزحام والانفلات الملحوظ الذى يعيش فيه، وعرض الجروب مجموعة من الحلول لإنقاذ الشارع مثل إقامة ندوات فيه واستضافة شخصيات عامة مثل الشاعر عبد الرحمن الأبنودى والفنان محمد صبحى والإعلامى جمال الشاعر، وأحد القيادات الأمنية ليرى واقع الشارع.
واتهم الدكتور مصطفى أمين رئيس قطاع الآثار الإسلامية بالمجلس الأعلى للآثار ارتفاع الرطوبة بالمسئولية عن سقوط قطعة من واجهة المسجد، مضيفا أنه قد تسقط قشور من الأحجار أو قطع منها بفعل الرطوبة، ثم الاهتزاز الناتج عن مرور السيارات، ولكن هذا التأثير يمكن معالجته أو تغيير الحجر بالكامل بنفس النوع.
وتمنى "أمين" ألا تؤثر عودة مرور السيارات بكثافة فى الشارع على سلامة المساجد الأثرية، قائلا "لن يحدث شىء لأنه عند ترميم الشارع لأول مرة تم إصلاح البنية التحتية وتغيير جميع مواسير الصرف بالمنطقة، ولكن مع كثرة مرور السيارات يمكن أن يؤثر العادم ومخلفات الوقود على سلامة واجهات المساجد والشكل الحضارى لها، مضيفا أن هذا الوضع بسبب التواجد الأمنى القليل فى المنطقة، والحل الآن فى إقامة نقطة شرطة عند مدخل باب الفتوح وأمام ساحة مسجد الحاكم بأمر الله تستطيع التحكم فى الحركة فى الشارع، والتعامل مع الجمهور وأهالى المنطقة، لأن أمن المنشآت لا يستطيع التعامل مع المخالفين لأنهم أثريون وغير مسلحين، وليسوا رجال شرطة، مشيراً إلى اتفاقه مع وزير الداخلية منصور العيسوى لإعادة الشرطة إلى شارع المعز.
الوضع السيئ فى الشارع لا يخفى على أحد، فقد عبر الدكتور محمد عبد المقصود أمين عام المجلس الأعلى للآثار عن حزنه بسبب حال الشارع الذى كلف الدولة ملايين كثيرة، وأصبح فى النهاية بهذا الشكل، موضحا فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع" أن الآثار والسياحة والداخلية عقدت اجتماعا عاجلا لوقف هذا التدهور، وقال: لا بد من حل هذا الأمر بهدوء تام خاص، وأن هناك عدداً كبيراً من الشباب اعتدوا على حرمة الشارع، وأقاموا المقاهى داخله وأصبح الشارع هو مصدر رزقهم، لذلك يجب التفكير فى حل الأمر بالتفاهم بدلا من الدخول فى حرب أهلية مع هؤلاء، مؤكدا أنهم ليسوا من أصحاب المحلات المرخصة بالشارع، ولا من سكانه، لأن هؤلاء رافضون لحال الشارع حاليا، وكانوا ملتزمين تماما بتعليمات الأمن فى الشارع، ولا يدخلون بالسيارات.
وأوضح عبد المقصود أن وزارة الثقافة كانت تخصص وحدة أمن للشارع، لم تعد موجودة حاليا، وبوابات إلكترونية لفتح وغلق الشارع لا تعمل أيضا، مضيفا أن منير فخرى عبد النور وزير السياحة زار الشارع، وصدمه ما وصل إليه، لذلك اتصل بوزير الداخلية وطلب مقابلته، وبالفعل أجرى مقابلة مع قيادات الأمن بالوزارة للتفاهم حول وضع شارع المعز وإعادة الأمن به.
بالصور.. دفتر أحوال شارع "المعز" بعد 3 سنوات من تجديده.. سيارات النقل تدمر واجهات المساجد.. والمقاهى تحتل مداخل المزارات.. و"السياحة" تضع خطة عاجلة لإنقاذه
الخميس، 18 أغسطس 2011 09:54 ص
شارع المعز تحول إلى "مقهى بلدى مفتوح"
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د. محمود الدناوى
الرجاء من اليوم السابع
عدد الردود 0
بواسطة:
Mero
ما فيش امل فى الشعب المصرى
عدد الردود 0
بواسطة:
hmh
المعفن هيفضل معفن
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصرى
همج
عدد الردود 0
بواسطة:
Dr: Khaled
إفترى
عدد الردود 0
بواسطة:
معتز
حسبي الله ونعم الوكيل
عدد الردود 0
بواسطة:
معتز
حسبي الله ونعم الوكيل
عدد الردود 0
بواسطة:
معتز
حسبي الله ونعم الوكيل
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
هناك فرق
عدد الردود 0
بواسطة:
اسامه
بلا ثقافة