قوى سياسية وتحالفات بدأت تتشكل من رحم الأزمة التى تعيشها مصر حاليا، أفرزت حتى الآن الكتلة المصرية التى أعلن عن ولادتها مؤخرا وتضم عددا من التيارات السياسية المختلفة "ليبرالية، يسارية، اشتراكية"؛ لخوض منافسات الانتخابات البرلمانية القادمة تحت مظلة واحدة فى مواجهة التيارات الإسلامية والمتوقع أن تكون شديدة الشراسة.
الكتلة الجديدة تعكس حالة الحراك والزخم السياسى التى تسود الشارع حاليا، خاصة بين النخب والتيارات المختلفة، وتجسد مشاعر الخوف والتوجس فى الوقت نفس اللذين ينتابان القوى السياسية قبيل انطلاق الانتخابات البرلمانية، والمقرر بدؤها عمليا فى شهر سبتمر القادم.
فغالبية التيارات الموجودة على الساحة لا تخفى قلقها من استئثار قوى بعينها بالمجلس القادم، خاصة الأحزاب الوليدة التى تخشى ابتلاعها من تيارات عتيقة تمتلك رصيدا كبيرا من الخبرة والتمويل والقدرة على المناورمثل جماعة الإخوان المسلمين.
المخاوف ليست قاصرة على الحركات والأحزاب الصغيرة بل تنتاب الأحزاب الكبيرة أيضا مثل" التجمع والوفد والناصرى، وغيرها التى تشعر هى الأخرى بالوهن وعدم الثقة فى استقطاب نسبة من الأصوات التي تتيح لها تمثيلا معقولا فى المجلس المقبل، وهى تدرك جيدا أنها لا تحظى بالشعبية اللازمة لخوض المعركة الانتخابية لعوامل كثيرة ساهمت فى ضعفها، متعلقة بممارساتها على مدى سنوات حكم الرئيس المخلوع حسنى مبارك الذى تعمد تقزيم دورها ومحاصرتها، أو لأن برامجها لا تلبى طموحات الشارع، وعدم قيامها بتحديث خطابها السياسى، وتتنقل من ائتلاف لآخر بحثا عن مكان فى الخريطة السياسية التى تتشكل فى الوقت الراهن.
الكتلة المصرية ليست منفصلة عن حالة الشد والجذب الموجودة حاليا والمتعلقة بشكل الدولة القادم، وتأتى فى إطار الدعوة التى أطلقها المجلس الوطنى لتوحيد القوى السياسية وكل التكتلات الانتخابية التى تدعو للدولة المدنية من خلال تشكيل قائمة موحدة قوية يمكن من خلالها منافسة التيار الإسلامى.
لكن هل الكتلة المصرية قادرة على المنافسة حقا؟
فى تقديرى أنها وحدها غير قادرة على مواجهة التيارات الإسلامية وكان يجب أن تتشكل مع الحركات الأخرى المنضوية تحت لواء المجلس الوطنى وهى: الحركات السياسية التي يقودها شباب الحركات، وتكتل الحركات الاجتماعية بزعامة شاهندا مقلد وكمال أبو عيطة، وكتلة المستقلين، فى قائمة موحدة حتى تستطيع أن تنافس التيارات الإسلامية التى تحظى بشعبية منقطعة النظير وتمتلك رصيدا لدى الشارع من خلال البرامج التى تقدمها للمواطن العادى والذى يلمسها فى حياتاليومية بشكل مباشر.
قد تكون الكتلة المصرية طوق النجاة للأحزاب والقوى الصغيرة لكنها لن تعكس قوتها منفردة فى خوض الانتخابات، ولن يستطيع رجل الشارع العادى تقييم برامجها والحكم على قدرتها على المنافسة فى الانتخابات القادمة.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حازم البهواشي
تحياتي وتقديري للأستاذ/ ياسر