فى خطوة يبدو على الأرجح أنها "متفق عليها"، تناغمت نبرات الرئيس الأمريكى باراك أوباما وزعماء الدول الأوروبية الداعية "لدعم التحول الديمقراطى" فى سوريا، حيث طالب أوباما اليوم الخميس الرئيس السورى بشار الأسد بـ"التنحى"، معلنا للمرة الأولى أن الأسد "فقد شرعيته"، الأمر الذى يعتبر تحولا كبيرا فى سياسة الإدارة الأمريكية إزاء سوريا، حتى أنه قد يرقى إلى مستوى الدعوة إلى "تغيير نظام الحكم"، الدعوة التى تلقى دعما محاطا بالجدل فى المجتمع الدولى.
وفى التوقيت ذاته، دعا نيكولا ساركوزى وإنجيلا ميركل وديفيد كاميرون فى بيان مشترك الرئيس السورى بشار الأسد إلى "التنحى"، مؤيدين فرض "مزيد من العقوبات القاسية".
وأعلن أوباما فرض مزيد من العقوبات "القاسية" على دمشق من بينها تجميد الأصول السورية وحظر الاستثمارات الأمريكية فى سوريا من بينها تجميد أصول الحكومة السورية فى المناطق الخاضعة للقضاء الأمريكى وفرض حظر على تعامل أى شخص أو شركة تجاريا مع الحكومة السورية، كما فرض حظرا على الواردات الأمريكية من النفط السورى ومنتجاته، وحظر على أى فرد أو شركة أمريكية "لتعميق العزلة المالية لنظام الأسد".
وقال "قلنا باستمرار انه على الأسد أن يقود انتقالا ديمقراطيا أو أن يتنحى.. لم يقد (الانتقال) ومن اجل الشعب السوري، فقد أن الأوان لكى يتنحى الأسد"، إلا أنه أكد أن واشنطن "لا تستطيع أن تفرض ولن تفرض هذا الانتقال على سوريا" ووعد بالالتزام برغبة السوريين القوية "فى عدم وجود أى تدخل خارجى فى حركتهم" المطالبة بالتغيير.
وشدد على أنه "حان للشعب السورى أن يقرر مصيره وعلينا أن نواصل الوقوف بحزم إلى جانبه"، فى نبرة تبدو أكثر تشددا وتناغما مع نبرة الدعوة إلى "التحول الديمقراطى للسلطة"، تلك النبرة التى تستخدمها الإدارة إزاء مصر وليبيا منذ اندلاع الثورات الشعبية فى كل منهما.
من جانبهم، حض ساركوزى وميركل وكاميرون النظام السورى على "وضع حد فورى لأى عنف والإفراج عن معتقلى الرأى والسماح للأمم المتحدة بإرسال بعثة لتقييم الوضع من دون أى عوائق"، مجددين إدانة "ألمانيا وفرنسا وبريطانيا القوية للقمع الدامى للمتظاهرين المسالمين والشجعان وللانتهاكات الكبيرة لحقوق الإنسان التى يرتكبها الرئيس الأسد والسلطات السورية منذ أشهر".
واعتبرت الدول الثلاث أن "الرئيس الأسد الذى لجا إلى القوة العسكرية الوحشية بحق شعبه والذى يتحمل مسؤولية الوضع، خسر كل شرعية ولا يمكنه أن يحكم البلاد"، داعين الأسد إلى "اخذ العبر من الرفض الكامل للشعب السورى لنظامه والتنحى لمصلحة سوريا العليا ومن أجل وحدة شعبه".
من جهة أخرى، أعلن البيت الأبيض أن اوباما "لا يعتزم" استدعاء السفير الأمريكى فى دمشق روبرت فورد، بعدما دعا أوباما الرئيس السورى بشار الأسد لأول مرة إلى التنحى.
من جهتها، اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أن العقوبات التى فرضتها الولايات المتحدة على قطاع النفط السورى "تضرب قلب نظام" الرئيس السورى بشار الأسد وتدعم مطالبتها له بالتنحى.
أمريكا والاتحاد الأوروبى يعلنان للمرة الأولى فقدان الأسد لشرعيته
الخميس، 18 أغسطس 2011 06:05 م